الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

حامي سوق الحدادين

 بسام أبو الرب

نابلس مدينة الصناعات والحرف، التي يواجه بعضها خطر الاندثار.. مدينة الأسواق وخان التجار الذي شهد عدة حضارات.

ما أن تقترب من سوق الحدادين في أقدم المدن الفلسطينية تاريخا وحضارة، والذي سمي بهذا الاسم لكثرة انتشار أصحاب مهنة الحدادة فيه، حتى تسمع أصوات المطرقة تعلو وتنخفض تباعا من دكان لآخر، 'وكأنها معزوفة موسيقية'، كما يصفها المواطن بلال بانا (52 عاما) خلال حديثه عن ذكرياته مع السوق خلال السبعينيات.

ويقول بانا، اليوم لم يتبق من السوق سوى اسمه، ولا يوجد فيه أكثر من حدادين اثنين، وهادئ ومغاير لاسمه، وغالبية الدكاكين أغلقت لوفاة أصحابها، أو للتفرغ لأمور أخرى.

فيما يقف المواطن محمد أمين زبلح (45 عاما)، ينفخ دخان سيجارته وهو يراقب المارة، من أمام دكانه المختصة في مهنة 'السمكرة'، فيما يعرض أمامها مصنوعاته، إضافة إلى أوانٍ نحاسية تبدو كأنها جديدة الصنع.

زبلح الذي يعمل على الحفاظ على دكان العائلة داخل أروقة سوق الحدادين، والحفاظ على مهنة تواجه خطر الاندثار وهي تبيض النحاس في محافظة نابلس، يقول لـ'وفا'، 'إن سوق الحدادين كان له صدا كبيرا أواخر الثمانينيات، وكان يعتبر الشريان الرئيسي للبلدة القديمة في نابلس، وكنت تسمع ضجيج المطارق من بعيد وكان يعج بالمارة والبائعين'.

ويضيف، 'إن سوق الحدادين هذه الأيام، لم يعد للحدادة أصلا، بل أصبح دكاكين مستأجرة لبيع الخضار، التي تغلق أبوابها عند الظهيرة'.

وعن مهنة تبييض النحاس، يؤكد زبلح 'أنها أصبحت تواجه خطر الاندثار لقلة الأواني النحاسية المستخدمة، بعد ظهور 'الستانلس' و'الألمنيوم' وغيرهما من المعادن الأرخص ثمنا والأكثر سهولة في التنظيف، الأمر الذي انعكس على استعمال النحاس إلى درجة متدنية، وتأثرت معه مهنة 'التبييض' لتصبح هذه المهنة نادرة'.

ويضيف، 'ورثت المهنة عن والدي الذي كان معروفا في المحافظة، واتقنت عملية التبييض، لافتا إلى أنه بالرغم من التطور في التكنولوجي وظهور الآلات الحديثة، إلا أننا ما زلنا نستخدم الطرق التقليدية في تبيض النحاس'.

ويشير إلى أنه خلال تنظيف أواني النحاس يوضع عليها 'ماء نار'، وبعدها يتم غسلها وتنظيفها، وثم توضع على درجة عالية من الحرارة، بعدها تُجلب مادتا القصدير والنشادر ويضع منهما على المكان الذي يريد تبييضه، ثم تبدأ عملية التنظيف من خلال القطن الصافي الخالي من الشوائب خوفا من 'تجريح' الأواني، ثم يتم غسلها وتلميعها لتعود كما كانت.

ويوضح زبلح، 'التبييض مهنة جاءت من الشام، وهي تحافظ على النحاس من التأكسد، وإن لم يتم التبييض، كل فترة تفسد الأواني ولا تعود صالحة للاستعمال وتعرض الشخص للتسمم إذا طبخ فيها'.

ويقول، 'عدد قليل من الناس يستخدمون الأواني النحاسية، لارتفاع أسعارها، إضافة إلى أن غالبيتهم يستخدمونها للزينة، وربما هو ما يبقي بعضهم يبحث عن تبيض النحاس'.

يشار إلى أن مدينة نابلس كانت تشكل ثقلا اقتصاديا هاما، إلا أن ممارسات الاحتلال قوضت ودمرت دعائم الاقتصاد فيها، وتعرضت بعض صناعاتها للاندثار والغياب عن الأسواق المشهورة فيها، والتي يعتبر أهمها مصانع النسيج والجلود والكيماويات والصناعات المعدنية .

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024