سوق القطانين.. الأقرب للأقصى والأكثر استهدافا

ديالا جويحان - سوق القطانين احد اسواق البلدة القديمة المسقوفة في القدس المحتلة، يكتسب أهميته باعتباره النقطة الاقرب الى المسجد الاقصى المبارك.. ارضه وقفية يقع غربي المسجد وملاصقا له. يرجع الى عهد المماليك، وهو من احسن اسواق المدينة وأكثرها ازدحاما واتقانا في البناء. لكن هذا السوق يعاني في الآونة الاخيرة من تضييقات كثيرة من قبل موظفي دائرة الاجراء الاسرائيلي، ترافقها بشكل دائم قوات الاحتلال للتنكيل بأصحاب 52 محلا تجاريا في المكان ومصادرة محتوياته.

داهم موظفو الدائرة برفقة شرطة الاحتلال، صباح الثلاثاء، محلا لبيع الالعاب للأطفال يعود للمواطن صبري ابو ناب، وقاموا بمصادرة محتوياته بعد ان فرضت ضرائب باهظة بحق منزله الكائن في بلدة سلوان بقيمة 290.000 ألف شيقل.

أفاد المواطن ابو ناب في حديث خاص لـ" الحياة الجديدة" ان مصادرة محتويات المحل ناتج عن الضرائب الباهظة التي فرضتها بلدية الاحتلال بحق منزله الكائن في بلدة سلوان والمهدد بالمصادرة لصالح الجمعيات الاستيطانية. حيث إن محله مستأجر من الاوقاف الاسلامية منذ سنوات طويلة ويعمل بداخله لطلب الرزق في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ولا تعتبر هذه هي المرة الاولى فقد داهمته يوم الاحد الماضي لكن تصدي شباب البلدة القديمة لهم منعهم من مصادرة محتوياته.

وأضاف أن موظفي الدائرة وبلدية الاحتلال استغلت عدم تواجد المواطنين في ساعات الصباح الباكر وأغلقت مدخل سوق القطانين وصادرت كافة محتوياته نتيجة الضرائب المتراكمة. وأوضح، أن منزله الكائن في بلدة سلوان مهدد بالمصادرة بتاريخ 17-8 من الشهر الجاري من قبل الجمعيات الاستيطانية ويعاني منذ سنوات طويلة في المحاكم الاسرائيلية، ونتيجة الضرائب المتراكمة على المنزل تم اقتحام المحل ومصادرة محتوياته ومطالبة اغلاقه.

ينتعش الجمعة والسبت وفي المناسبات بدوره

قال المسن جميل التميمي (60 عاما) أحد أصحاب المحالات التجارية لبيع الملابس النسائية الشرعية في حديث لـ"الحياة الجديدة": "منذ أكثر من ثلاثين عاما  أعمل في هذا السوق العريق الذي يعتبر من اهم الاسواق في البلدة القديمة وسط قلة الحركة وخاصة ان مدينة القدس محاصرة من كافة الاتجاهات وبالتالي ينتعش السوق يومي الجمعة والسبت اضافة للمناسبات الدينية وشهر رمضان المبارك. ويشير التميمي الى أن قيمة ما يتم بيعه لا يتعدى الـ 100 شيقل يومياً، بسبب تراجع الحركة، الى جانب عدم مقدرته على سداد الضرائب الباهظة لبلدية الاحتلال التي تبلغ 70 الف شيقل. ويؤكد أن المال يعوض ولكن المسجد الاقصى المبارك لا يعوض وان وجوده رغم الضرائب الباهظة ما هي الا للرباط والحفاظ على سوق القطانين من الضياع والإغلاق.

أما التاجر حمزة زغير يقول: "سوق القطانين يقع اسفله سوق آخر نتاج الحفريات الاسرائيلية التي تهدده حيث تم انشاء مغتسلات للمستوطنين الذين يتوجب عليهم الاغتسال بحسب معتقداتهم قبيل الدخول عبر بوابة القطانين باتجاه الاقصى بزعم انها تشكل بداية الهيكل حسب ادعاء المستوطنين. الاحتلال يجبر المواطنين على اغلاق محلاتهم... بدوره قال رياض الحلاق "أبو موسى" صاحب مقهى في سوق القطانين ويعمل فيه منذ 45 سنة "تم استهداف سوق القطانين من قبل الاحتلال أكثر من خمس سنوات، حيث أجبر اصحاب التجار بإغلاق المحالات في ساعات العصر والسماح للمستوطنين من الدخول للسوق لأداء الصلوات التلمودية وخاصة انه سوق ممتد لبوابة المسجد الاقصى المبارك". وأكد ابو موسى، أن السوق يومياً يتعرض للانتهاك من قبل قطعان المستوطنين وقبل ايام قليلة حاول مستوطن الدخول للمسجد الاقصى وتم التصدي له من قبله ومن شباب البلدة القديمة.

وأوضح، خلال الاسبوع الحالي تم اغلاق السوق ثلاث مرات ساعات الصبح وفتحه ما بعد الظهر بعد ان اغلقت سلطات الاحتلال باب القطانين وابوابا اخرى مؤدية للمسجد الاقصى خلال الاقتحامات المستمرة من قبل الجمعيات الاستيطانية لباحات المسجد. اضافة لمنع التجار من فتح المحالات وفي حال تم فتح المحال يبقى جندي واقفا بجانبه وتلقي غرامات بسبب مخالفته لاوامر شرطة الاحتلال. واشار أبو موسى، إلى أن نحو 52 محلا تجاريا لا تباع ولا تشترى لانها وقف اسلامي والعمل باستئجار المحل ضمن الشروط بين المستأجر ودائرة الاوقاف حتى لا يتم تسريبها يكون فقط عقدا متفقا عليه. وشدد على أن سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية تعمل جاهدةً لإغلاق وإخلاء التجار من سوق القطانين حتى يبقى تحت قبضتهم ومكانا لأداء صلواتهم التلمودية والتهويدية.

وطالب ابو موسى الجهات المعنية والسلطة الوطنية بأن تولي الاهتمام الاكبر لتجار البلدة القديمة وتحديدا سوق القطانين للوقوف الى جانبهم مما يعانونه من مشاكل وأهمها الارنونا والمخالفات اليومية التي يتعرض لها اصحاب المحالات ودعمها مالياً. الغرفة التجارية تعمل لتوفير مساعدات بدوره قال امين سر الغرفة التجارية بالقدس حجازي الرشق في حديث خاص لـ"الحياة الجديدة" إن الغرفة التجارية تعمل جاهدةً لتوفير كافة السبل لتجار القدس من مساعدات مالية ومعنوية والعمل على التصدي لكافة الاجراءات الاسرائيلية بحق المحالات خوفا من المصادرة والاستيلاء والاغلاق.

وأضاف، تم رصد مبلغ بقيمة 3 آلاف دولار لكل صاحب محل تجاري منحة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأصحاب المحالات تم تقديم المنحة لـ 26 محلا تجاريا في البلدة القديمة حسب الشروط القانونية لكل صاحب محل تجاري. واوضح، أن الغرفة التجارية لا تستطيع اعطاء مبلغ لصاحب محل دون العثور على اوراق ثبوتية او قانونية حتى لا تتم ملاحقتهم قانونياً وعشائرياً. واشار، إلى أنه شخصياً يقوم بالاطلاع على اوضاع التجار داخل اسواق البلدة القديمة وما يدور من احداث مختلفة.

واكد ان عشرات المحالات اغلقت بسبب تراكم الديون على صاحب المحل التجاري، موضحاً أنه بالنسبة للمحلات التجارية في سوق القطانين تعتبر المحلات الى جانب مؤسسة الحج والعمرة وجامعة القدس وقفا اسلاميا وتحت سيطرة دائرة الاوقاف الاسلامية. يمثل سوق القطانين شاهدا على هذه المضايقات والتنكيل الاسرائيلي حيث نصبت سلطات الاحتلال حاجرا عسكريا على المدخل الرئيس للسوق قبل وبعد عيد الفصح اليهودي لمنع التجار والمسلمين من الدخول الى السوق ما تسبب بأضرار مادية للعشرات من الدكاكين الموجودة فيه.