فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

هكذا نعلمهم- سما حسن

التقت ابنتي في صفها الجديد هذا العام بزميلة من النوع التي سيطلق عليها اسم "بنت صفي" لأنها ستراها كل يوم وتحتك بها سواء شاءت أو أبت حسب ترتيب المعلمة لجلوس الطالبات وحسب الحروف الأبجدية ونتيجة لزيادة عدد الطالبات في كل صف فان هذه التلميذة أصبحت تطبق على أنفاس ابنتي في مقعد خشبي واحد مع تلميذة ثالثة ولكن هذه التلميذة كانت تلاصق ابنتي وتلصقها بالجدار.

 في اليوم الأول من العام الدراسي جاءت ابنتي متجهمة وهي تشتكي أن ثلاث تلميذات سيجلسن في مقعد خشبي واحد بسبب أزمة اكتظاظ الفصول التي تصر عليها الأونروا نتيجة لأزماتها المالية المتكررة، واشتكت من تصرف احدى زميلاتها في اليوم الأول من العام عندما بدأت تتعامل مع كل أدوات ابنتي على انها ملكا شخصيا لها، وأعطت لنفسها الحق في استخدامها لأنها زميلتها وتجلس معها في مقعد واحد، وكانت تضحك ضحكة سمجة وهي تسحب المسطرة من بين يديها كي تسطر حواف الدفتر قبلها، وتنظر لها بنظرة استعطاف سرعان ما تعلوها الوقاحة وهي تستولي على قلم الحبر الأزرق خاصتها لتكتب به وتترك لابنتي قلم الرصاص، وتفعل ذلك مع التلميذة الأخرى التي تعيش معهما في نفس المقعد أقصد التي تجالسهما في مقعد ضيق واحد وعندما ينتهي الدوام تتعمد اسقاط أحد الأقلام في حقيبتها وتغادر إلى بيتها قريرة العين لتأتي في اليوم التالي إلى المدرسة وهي تستخدمه وحدها وتدعي أنه قلمها الخاص.

سألت عن اسم هذه التلميذة التي لا تأتي بأدواتها الخاصة من البيت، وكان سؤالي للمعلمة التي ضحكت وقالت: المرء سر أبيه، وهذه التلميذة الصغيرة تسير على خطى شقيقاتها اللواتي درسن في نفس المدرسة وكن يستخدمن نفس الأسلوب ولا يملكن أدوات خاصة بهن ويستولين "بالعباطة والفهلوة" على أدوات زميلاتهن حتى ضج الفصل بالشكوى منهن، ولكنهن يتبعن نفس أسلوب ابوهن في الحياة، فهو يحتل منصبا مهما في مؤسسة حكومية ورغم أنه من صغار الموظفين إلا أنه اعتاد ان يتسلق على أكتاف الآخرين، فلم لا يتنقل مع زميله بسيارته حتى يوصله لأقرب محطة قريبة من بيته، ولم لا يذهب مع زميل آخر ليتناول معه طعام الغداء مستغلا دعوة المدير لاجتماع طارئ بعد انتهاء الدوام لا يسمح للموظفين بالعودة إلى بيوتهم وتناول الغداء هناك ثم المجيء الى المؤسسة في الموعد، ولم لا يكون له الحظ الأكبر من القرطاسية التي يوزعها أمين المخزن في بداية كل شهر للموظفين مثل الأقلام ونشافات الحبر السائل وورق "الفولسكاب" الأبيض المخطط بالأزرق.

اذن فهذه التلميذة لم تأت بجديد ولا غريب لأنها تعلمت هذه الطباع من والدها والذي نقلها للبيت بطريقته ولم يعلم بناته معنى الملكية الخاصة، ولا احترام النفس وتقديرها.

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024