فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

"المستعربون".. وجه آخر للموت!!

شادي جرارعة

مع اندلاع الهبّة الشعبية مطلع اكتوبر العام الماضي، عادت وحدات المستعربين للظهور مرة أخرى بقوة، لتنفيذ جرائم قتل واعتقال، بطرق التخفي والتشبه بالفلسطينيين، حيث شهدت ليلة أمس الأول، آخر عملياتها في بلدة قبلان جنوب نابلس، عندما أطلقت النار على شابين واعتقلتهما. 

الساعة الحادية عشر ليلا داهمت وحدة من "المستعربين" إحدى المحال التجارية في بلدة قبلان واعتقلت ثلاثة شبان، وهم: سامر حسن وشقيقه عبد اللطيف ويوسف شحروج، بعد أن أطلقت النار على اثنين منهما، حسب ما يروي عبد الرحمن حسن شقيق عبد اللطيف.

"بعد أن توجهنا للمحل ولم نجد أخي ولا جهاز الحاسوب واختفاء بعض الأجهزة الخلوية، أصبح لدينا شكوك في عملية سرقة أو اختطاف، لكن لم يكن في مخيلتنا أن تكون وحدة مستعربين، بدأنا بالبحث في الأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها أخي عبد اللطيف لكن لم نجده" يقول عبد الرحمن.

ويضيف "بعد عملية بحث وعند اقترابنا من المنطقة الجنوبية للبلدة لاحظنا سيارة من نوع هونداي بلون رمادي، وما ان اقتربنا منها حتى حاول من بداخلها محاصرتنا ثم فروا بسيارتهم الى داخل البلدة، لاحقهم أخي سامر وكان معه المحامي يوسف شحروج، وكانت سيارتهم أمامنا، توقفت سيارة المستعربين فترجل شخص بزي مدني  وبدأ باطلاق النار على سيارة أخي سامر، أنا ومن معي قمنا بالابتعاد عن المكان والهرب بعيداً"

ويشير عبد الرحمن الى أنه "بعد ذلك داهمت سبع آليات البلدة لتأمين الحماية للوحدة الخاصة وتم نقل أخي سامر والشحروج الى حاجز زعتره في سيارة اسعاف اسرائيلية، بعد أن منعوا طواقم الاسعاف الفلسطينية من دخول البلدة والوصول اليهما".

ولعل مشهد وحدات المستعربين وما قامت به في المواجهات بين الشبان وطلبة الجامعات والمدارس، على المدخل الشمالي لمدينة البيرة قرب الحاجز العسكري  قبل شهور، ما زال عالقا بالأذهان.

بعض كاميرات الإعلام رصدت لحظة قيام مجموعة من "المستعربين" بالاعتداء على الشبان وإطلاق النار صوبهم من نقطة الصفر، وتدخل جنود الاحتلال لتأمين الحماية لهم.

العديد من العمليات نفذها "المستعربون" في الضفة بما فيها القدس، والتي تصاعد دورها في الآونة الأخيرة، وكانت إحدى عملياتها النوعية، اختطاف الشاب كرم المصري من سرير الشفاء داخل المستشفى العربي التخصصي بنابلس في الأول من شهر تشرين الأول  اكتوبر، بعد سيناريو محكم لدخول المستشفى والتحايل على رجال الأمن، إضافة إلى إعدام الشهيد عبد الله عزام شلالدة (27 عاماً) واعتقال عزام عزت الشلالدة، في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل.

المحلل الأمني اللواء واصف عريقات قال لـ"وفا"،  "إن وحدات المستعربين هي امتداد للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية وهي الذراع الطويلة داخل الشعب الفلسطيني وتقوم بجميع المهام التي لا يستطيع الجندي بلباسه العسكري القيام بها".

وأضاف "قدرة أفراد هذه الوحدات على الاختفاء والتمويه واستخدامهم للعادات والتقاليد واللغة تجعلهم من أشد الوحدات خطرا وإجراما، فهم عناصر منتقاة ومدربة بشكل جيد".

"يحتاجون الى مهارات ميدانية تفوق مهارات الجنود العادين لانهم يقومون بمهام أخطر وأدق من الجنود العاديين" حسب عريقات .

ويؤكد استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عمر جعارة "ان وحدة المستعربين أو "الدوفدوفان" هي فرقة ترتدي نفس زي الخصم وعاداته، ويتم اختيارهم من كافة فئات المجتمع الاسرائيلي الذي هو أصلا من كافة المجتمعات، وبالتالي يتشابهون بالزي مع أي خصم يختارونه، فنجد منهم من يتمثل بالزي الايراني والعادات الايرانية والفلسطينية والعربية والمصرية وغيرها من عادات الشعوب الأخرى".

وأضاف جعارة "لذلك بالنسبة لفرقة المستعربين والتي سميت بحبة الكرز تشبيها لشجرة الكرز التي يكثر عليها الثمر ولا تستيطع تميز حبة عن الأخرى، وهذه أساس الفكرة التي يقوم عليها مبدأ المستعربين، حيث تستطيع هذه الفرقة القيام بنشاطات متعددة جدا أثناء المظاهرات وأثناء التجمعات الشعبية لأن زيهم مشابه للزي الذي يرتديه الشبان وبنفس اللغة وحتى نفس البشرة، لذلك اصبح نشاطهم كبير وخاصة في اعتقال النشطاء من داخل المسيرات ".

وتم إنشاء وحدات "المستعربين" في ثلاثينات القرن الماضي لتقوم بإنجاز مهمات توكل اليها بعيدا عن الأضواء.

"..قرية عربية, على سفح جبل  داخل  معسكر (أدام) الواقع شمال طريق القدس ـ تل أبيب، دكاكين متراصة، مسجد يتوسط القرية وبجانبه مدرسة خطت على جدرانها الشعارات الوطنية وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، وامرأة قروية ومزارع يكد ويتعب. ما إن تقترب أكثر من معالم هذه القرية حتي تكتشف أنها مصنوعة من الجبص، والرجال يغيرون شخصياتهم باستمرار".

الوصف آنف الذكر لقرية اصطنعها الجيش الإسرائيلي لتحاكي واقع المجتمع الفلسطيني السريع حيث توجد مدرسة يتدرب فيها أفراد القوات الخاصة، ووحدات المستعربين ليتعايشوا مع نمط الحياة الفلسطينية حتى لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم عندما يقومون بأعمال اختطاف وتصفية داخل المجتمع الفلسطيني, حسب ما يقول مؤلف كتاب (المستعربون فرق الموت الإسرائيلية).

تاريخيا كان لهذه الوحدات أدوار مهمه في أنجاز العديد من المهام خلال الحرب العالمية الثانية، كوحدة لها مهام أمنية، تجمع المعلومات وتطلع على تجاه التيار في الشارع العربي.

 تجسدت وحدات المستعربين بأشكال شتى داخل التنظيمات العسكرية للمنظمة الصهيونية العالمية، وأبرزها تلك الوحدات التي كانت جزءاً من البالماخ، واستهدفت الحصول علي معلومات وأخبار والقيام بعمليات اغتيال للعرب عندما تصدر الأوامر إليها، من خلال تسلل أفرادها إلي المدن والقرى العربية متخفين كعرب.

" وكان أفراد وحدة (هشومير) يعتبرون تقليد حياة البدو والتكيف مع أسلوب حياتهم وثقافتهم مع المحافظة على القيم القومية اليهودية أمراً مثالياً".

وتم تفعيل هذه الوحدة أو كما يطلق عليها فرق الموت على يد  الجنرال يهود باراك عام 1986 كسرية مقاتلة في الجيش النظامي، ليضع الوسائل والتكتيكات الحربية التقليدية والأساليب القمعية في مسار نوعي جديد.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى " كان الهدف الرئيسي لوحدات المستعربين هو ملاحقة المقاومين الفلسطينيين ونشطاء الانتفاضة الذين نجحوا بالتخفي والهروب من الجيش الاسرائيلي ".

ومع انطلاق انتفاضة الأقصى، نفذت وحدات "المستعربين" عمليات اختطاف واغتيال للعشرات من نشطاء حركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، والجهاد الإسلامي، وفصائل مقاومة أخرى.

وكان لتولي ايهود باراك لمنصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عام 1991 دوارا فعالاً في إدخال تغيرات جذرية على وحدات المستعربين لما يملكه من خبرة سابقة في هذه الوحدات, وخاصة بعد أن ساهم باغتيال ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية وهو متنكراً في زي امرأة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024