الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

نساء غزة ... تغيير للصورة النمطية

محمد أبو فياض 

أظهر ألبوم "نوار غزة"، الذي نشرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نساء قطاع غزة بوجه مختلف عن الصورة النمطية المعكوسة دائماً في الإعلام المحلي والعالمي عن هذه البقعة من الأرض.

وأبرز هذا الالبوم، ماذا يعني للمرأة أن تكون امرأة في غزة؟ رغم اختلاف النساء في مهنهن وطبيعة البيئة التي نشأن فيها، إلا أن الالبوم أكد وجود أموراً مشتركة كثيرة بينهن كعطائهن وإصرارهن وحبهن لعائلاتهن وأطفالهن.

كل من تحدثن في الالبوم، كان لديهن خوف من المجهول وعدم الاستقرار، رغم أن كلهن يشتركن في التميز والنجاح والإبداع، كلهن يتفقن في أنهن لو كن يعشن في مكان آخر غير غزة، لما كن بهذا التميز والسبب يعود لطبيعة الصعوبات التي يواجهنها في هذا المكان، سواء كانت سياسية أو اجتماعية.

وجاء في الالبوم، أن النساء اللاتي تحدثن، لسن الوحيدات المميزات في غزة، فهناك الكثير من القصص المشابهة والمختلفة للنسوة في قطاع غزة، والاتي يعرفن معاني الأمل والعطاء والحياة.

وسرد الألبوم بعضاً من قصص النسوة اللاتي يشاركن في الحياة في قطاع غزة منهن كانت ناهد أبو شباك، /43 سنة/، متزوجة ولديها 4 أطفال، وتعمل في اللجنة الدولية كمسؤولة ميدانية زراعية منذ سنتين ونصف.

تقول ناهد: "أكبر تحد لي في غزة هو الكهرباء، كامرأة عاملة، إدارة المنزل وضمان التوازن الصحيح مع عملي صعب جداً، كنت أعتمد على الإجازات الأسبوعية لتحضير الطعام لكامل الأسبوع، لكن لا أستطيع ذلك الآن مع الانقطاع المتكرر للكهرباء يومياً مما يضع عبئاً علي، لحظة الفخر بالنسبة لي كانت عندما قمنا بتوزيع بذور القمح بعد الحرب عام 2014 وشجعنا المزارعين في المناطق الحدودية (شرق القطاع) على زراعة أراضيهم".

تضيف: "عندما زرناهم لاحقاً ورأينا بأم أعيننا الحقول الخضراء والسعادة على وجوه المزارعين، نسيت الساعات الطويلة من العمل وكل الضغوط، خوفي الأكبر من عدم الاستقرار وعدم الأمان، هنا، لا يمكنك الحديث عن خطة لخمس سنوات على سبيل المثال، لقد قررت البقاء في غزة رغم أنه كان لدي الفرصة أن أعيش في مكان آخر، مستقبل أولادي مهم جداً بالنسبة لي، أتمنى أن يتمكنوا من دراسة ما يحبون."

سمر أبو العوف، /31 سنة/، متزوجة وأم لأربعة أطفال، درست التقديم التلفزيوني، تعمل الآن كمصورة حرة، تغطي الأحداث وقصص الناس في غزة.

تقول: "أن أكون امرأة في غزة يعني أن أكون قادرة على تحدي كل الصعوبات وأن أثبت أنني قادرة على تحمل مسؤولية حياتي، تعني القوة والصمود والصبر والمحبة، عملي يعتمد كثيراً على الكهرباء، لذلك أتحدى نفسي لإنجاز عملي في ساعات قليلة وحتى الآن نجحت في ذلك، أسعد لحظات حياتي كانت عند حصولي على جوائز محلية وعالمية لصور التقطتها".

تتابع: "أفخر بإنسانيتي لأنني أحاول مساعدة الناس من خلال التقاط الصور وأنا سعيدة بأنني أجعل شخصاً يبتسم أمام الكاميرا، أفخر بإنجازاتي بجانب أمومتي وأن أكون مثلاً يُحتذى به لأولادي، لقد استطعت أن أصنع من نفسي شيئاً رغم الموارد المادية المحدودة، لم أكن أمتلك كاميرا في البداية، لكنني استطعت المشاركة بمسابقات محلية ودولية وتمكنت من الفوز."

سلوى سرور فضل، عزباء، تملك روضة للأطفال وتقود حافلة الروضة لجلب الأطفال وإعادتهم، تعتبر سلوى أنها وُلدت لحظة افتتاحها الروضة قبل 15 عاماً.

تقول: "بدأتُ قيادة الحافلة قبل أربع سنوات بسبب تلقي الشكاوى من عائلات الأطفال حول السائقين الذين كانوا يعملون لدينا، لذا قررت شراء حافلة وقيادتها بنفسي، كان تحدياً في البداية لأن الناس كانوا يستغربون، بسبب ندرة الوقود في بعض الأحيان، عندما أقف في الصف لتعبئة البنزين يسمحون لي أن أملأ خزان الوقود أولاً كوني السيدة الوحيدة السائقة في غزة، أجد أن وجودي في غزة ميزة، لأني أشعر بالمحبة والدعم".

وتضيف: "عائلتي هي مصدر فخري وأشعر بالسعادة عندما يصادفني شخص في الشارع ويستوقفني ليطمئن عليّ ثم يخبرني أنني ساعدته أو دعمته بشيء ما، أتمنى أن أتمكن من السفر كما كنت أفعل سابقاً، أحجز تذكرة وآخذ إجازة دون التفكير بتعقيدات كثيرة، الآن، هذا صعب جداً بسبب إغلاق المعابر بشكل منتظم أو وفق نظام عمل معروف، أود أن أُخبر العالم أننا شعب كريم ومحب، فلا تنظروا إلينا من زاوية واحدة، كونوا أكثر انفتاحاً لأنه فقط عندها ستستطيعون رؤية الجانب الإيجابي من غزة."

رفقة أبو نحل، /61 عاماً/، جدة وأرملة، توفي زوجها عندما كان عمرها 19 عاماً وكان عمر ولدها 14 يوماً فقط، لم تحصل على شهادة الثانوية العامة في ذلك الوقت، لكنها تمكنت من العمل في أعمال مختلفة لتنشئة ولدها.

تبين: "تقدمتُ لامتحان الثانوية العامة في نفس السنة التي تقدم فيها ولدي، بعد 28 عاماً من ترك المدرسة، ونجحت في الحصول على الشهادة، قمت بعد ذلك بالتقديم لعمل في مدرسة وحصلت على مهنة مساعدة لمديرة المدرسة، كانت تَنشِئة طفل بلا أب تحدياً لي، لكنني تمكنت من ذلك وأنا فخورة به جداً، أرى صعوبة الوضع في غزة خاصة على الشباب، لا يستطيعون الحصول على الوظائف، لقد استُنزِفوا، قد أبدو متشائمة، لكن إذا بقي الوضع كما هو، ستصبح غزة غير قابلة للسكن، لذلك أتمنى أن يتغير الوضع، كانت أسعد لحظة في حياتي عندما أنجب ولدي طفلاً بعد 12 سنة من زواجه، لقد عاش حياته وحيداً لذلك أتمنى أن يحصل حفيدي على أخ أو أخت."

نادرة أبو عويمر، /35 سنة/، متزوجة ولديها 5 أطفال، زوجها موظف حكومي في السلطة الوطنية، عندما كان عمرها 28 عاماً كانت حاملاً، واكتشفت إصابتها بمرض سرطان الثدي، تقول: "انتظرتُ أن أنجب الطفل أولاً، وبعد أن تم ذلك، بدأت بالعلاج، بعد سنة من إنهاء علاج السرطان، عملت مسح ذري والحمد لله كانت النتائج نظيفةن بعد شفائي، سجلت في برنامج بكالوريوس في الجامعة وحصلت على الشهادة عام 2013".

تتابع: بدأت مشروع خاص بي لتسويق مواد التجميل، ما ساعدني في الاستجابة لبعض احتياجاتنا، أسعد لحظة في حياتي كانت عندما اجتزت امتحاناً للالتحاق ببرنامج دبلوم جديد، كنت سعيدة لأنه تم اختياري من بين 50 متقدما، شهادة الدبلوم ستزيد من فرصتي في إيجاد عمل، كنت فخورة بأنني قررت إكمال دراستي رغم كل الأصوات المنتقدة حولي، فقد تغيرت شخصيتي وأصبحت أكثر ثقة، أريد أن أكون شخصية معروفة اجتماعياً وأعمل في منصب مؤثر مع مؤسسة معروفة."

هبة الحايك، /21 سنة/، عزباء، تدرس أدب إنجليزي، تحب القراءة كثيراً، شاركت في برنامج تعليمي في الولايات المتحدة ومسجِلة للمشاركة في مؤتمر الشبكة الأميركية للحوار في جامعة ستانفورد.

توضح: "أن تكوني امرأة في غزة أصعب وأجمل شيء في الوقت ذاته، أصعب شيء لأنه يحتاج مني أن أثبت قدرتي وأنا في أوائل العشرينات من عمري ولا زال الجميع ينظر لي كفتاة صغيرة، ولكنه أجمل شيء لأنني أحب أن أكون في بيئة تتحداني، أسست أول نادٍ للمناظرة في القطاع مع أحد الأصدقاء، حيث يتم مناقشة العديد من المواضيع المهمة".

وتذكر: "كنت سعيدة وفخورة جداً عندما أطلقنا أول حدث رسمي للنادي، أنا أيضاً فخورة بإيجاد وظيفة بدوام كامل في مؤسسة مهمة في غزة رغم أنني لا زلت في السنة الثانية من دراستي الجامعية، أحد أكبر التحديات التي تجاوزتها كان أن أتعلم كيفية تجاوز بعض القواعد في مجتمعي دون الحاجة لعدم احترامها، استطعت أن أوازن بين حريتي كامرأة وبين متطلبات مجتمعي، أطمح لأن أساهم في التغيير بطريقة ذكية، فالعيش في غزة تحت كل القيود هو تحدٍ بحد ذاته."

حنان لظن، عزباء، /41 سنة/، تعمل كمديرة قسم الإعلام والعلاقات العامة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ 16 سنة.

تقول: "وجود المرأة في غزة مهم جداً، لاستطاعتها الانتباه للتفاصيل وقدرتها توقع القصور، قد يوجد هذا الإحساس لدى كل النساء، لكن الظروف التي نمر بها تزيد منه ولأنه من خلال مواجهة هذه الظروف، تستطيع المرأة هنا أن تطور إبداعها ومهاراتها في حل المشاكل، لقد صنعت مني الظروف الصعبة امرأة قوية قادرة على التكيف، لدي ضغط كبير في العمل لأن جمعية الهلال الأحمر مؤسسة إنسانية وتعمل في الطوارئ".

تضيف: "أضف إلى ذلك ضغط الحياة اليومية خارج العمل، أسعد لحظة في حياتي هي عندما أعرف أنني ساعدت أو ساهمت في مساعدة شخص في حاجة، كنت فخورة جداً بنفسي عندما كان علينا التحضير لمؤتمر مهم بعد انتهاء الحرب الأخيرة وحضرته شخصيات محلية ودولية، كنا متعبين جداً وكان لدينا وقت قصير ومحدود للتحضير وكان علي متابعة أدق التفاصيل، بدءاً بترتيب الجدول وحتى آخر الترتيبات، شعرنا انا وفريقي بالارتياح والفخر عند انطلاق المؤتمر ومروره بسلام، خوفي الكبير أن يبقى الوضع كما هو الآن، لأن بقاءه هكذا يعني أنه يتجه فقط للأسوأ."

فاطمة أبو موسى، /26 سنة/، متزوجة وأنجبت طفلها الأول حديثاً، حصلت على شهادة البكالوريوس في التوليد وتعمل ممرضة في مستشفى غزة الأوروبي، تعمل أيضاً كمدربة في تدريب الطوارئ الذي ترعاه اللجنة الدولية.

تبين: "النساء في فلسطين قويات لأنهن يواجهن تحديات وصعوبات يومياً، أشعر أنني مختلفة ومميزة، فنحن نبدأ كفاحنا في عمر صغير لتحقيق أحلامنا وأهدافنا رغم الإغلاق والحروب التي مررنا بها، كنت فخورة بتحقيقي المركز الأول في التخرج وفي جميع الدورات التدريبية التي التحقت بها، حصلت على علامة تامة في الامتحان الذي عَقَدته اللجنة الدولية خلال دورة التعامل مع حالات الطوارئ، أحب أن أكون متميزة في مجال عملي ودراستي، أسعد لحظة في حياتي كانت عند إنجاب طفلي الأول، شعور لا يمكن وصفه، في 10 سنوات، سأكون قد أتممت دراساتي العليا في الإدارة الصحية لتعزيز مساري المهني، نحن، النساء في غزة، لدينا الإيمان والصمود لنكون الأفضل ونكون متميزات."

عائشة إبراهيم، /35 سنة/، متزوجة ولديها 7 أطفال، لم تتمكن من إكمال تعليمها، تعمل مع زوجها كحدادة، مهنة أخذتها من والدها وأخوتها.

تشير الى أن "العيش في غزة تحد كبير، بسبب مرض زوجي، ولأنني أريد توفير الغذاء والملابس لأطفالي، قررت أن أعمل في الحدادة، ليست مهنة سهلة، لكنني سعيدة بأنني أساعد زوجي لتوفير احتياجات أطفالنا، أطرق الحديد الساخن بمطرقة ثقيلة لأصنع أشياء صغيرة ثم أجمع ما صنعت وأبيعه في السوق، تحدياً آخر أواجهه هو عدم الاستقرار في وضع الكهرباء وندرة الغاز، خوفي الأكبر هو عدم إيجاد منزل لعائلتي بسبب قلة الدخل، لذلك، أتمنى أن يكون لدينا بيتنا الخاص وورشة زوجي الخاصة خلال 10 سنوات من الآن."

بسمة النجار، /44 عاماً/، متزوجة ولديها 6 أطفال، مزارعة وربة منزل، لديها العديد من الهوايات، من ضمنها صنع المخبوزات والحلويات، لديها شهادة جامعية من الجزائر، حيث كان يعمل والداها في التدريس.

تقول: "ليس على المرأة الريفية العمل في المنزل فقط، بل إنها تستطيع أن تكون عضواً مؤثراً في مجتمعها، لدى كل امرأة في غزة موهبة معينة ويمكنها أن تكون مبدعة إذا ما أُعطيت الفرصة، دُمرت أراضي زوجي كلها في عام 2008، وقد واجه ضغوطاً شديدة وديوناً كثيرة تراكمت عليه، لذلك، وللاستعاضة عن إحضار العمال لمساعدته في الحصاد، قمنا كعائلة بجمع المحصول بأنفسنا،  وفر هذا الحل مالاً كنا سندفعه للعمال، كان تحدياً كبيراً للعائلة، وحيث أنني أحب الخبز، بدأت بجمع محاصيلنا كالسبانخ والقمح وتحضير المعجنات والمخبوزات وبيعها للناس".

تتابع: "لقد نجحت في تسويق نفسي وأستقبل الآن طلبيات لمناسبات كبيرة، أشعر بالفخر عندما أتلقى الشكر والتقدير من الناس لمنتجاتي، خوفي الأكبر يأتي من حقيقة أنني أعيش في المنطقة الحدودية، هذا يعطيني شعوراً بأنني تحت التهديد وبعدم الأمان، خلال 10 سنوات من الآن، أود أن يكون لدي وحدة إنتاج خاصة بي مع عاملات ومعدات."

فاتن أبو سردانة، /30 سنة/، مهندسة كمبيوتر، عزباء، تعيش مع عائلتها، تعمل لدى اللجنة الدولية كموظفة غرفة العمليات منذ عام ونصف.

توضح: "كوني امرأة في غزة، يعني أن هناك الكثير من الأشياء التي أود فعلها ولكني لا أستطيع، فأنا أحب السفر واستكشاف الثقافات الجديدة، لكني لا أستطيع السفر بسبب القيود المفروضة علينا، أنا محظوظة لعملي في اللجنة الدولية لأنه سمح لي بالسفر لحضور دورات تدريبية، هناك شعور بعدم الأمان، ولكنني أصر على الشعور بأن هناك أمل بالرغم من كل شيء".

وتبين: "العمل كموظفة في غرفة العمليات ليس سهلا، واجهت عدة صعوبات في البداية، كوني الفتاة الوحيدة في الدائرة وعملي يرتكز على التواصل مع السائقين، بالإضافة إلى مراقبة الوضع العام لمعرفة ما قد يؤثر على حركة الفريق في الميدان، أسعد لحظة في حياتي كانت عندما حصلت على تصريح السفر وسافرت للقدس للمرة الأولى في حياتي، ما أتمناه هو أن يكون لدي عملي الخاص يوماً ما، في النهاية، أود أن أخبر العالم أن نساء غزة قادرات على الإبداع وهن متعلمات ومنفتحات على عكس الصورة النمطية المنقولة عنا."

شيماء المعمر، /27 سنة/، صيدلانية، عزباء، تعيش في خان يونس في جنوب القطاع وتعمل مع اللجنة الدولية في دائرة الصحة منذ عام ونصف.

تذكر: "ليس من السهل أن تكوني امرأة عزباء في غزة، وفي بيئة محافظة حيث معظم التواصل اليومي مع الرجال، لكنني أتجاوز هذا التحدي من خلال احترام طريقة تفكيرهم وتعاملهم ما يسهل عملي، خوفي الأكبر يكمن في عدم الأمان، قد تنشب حرب في أي لحظة، غزة ليست مكاناً آمناً للعيش والإغلاق يقلل من فرص العمل المتاحة، ما يساهم في عدم استقرار القطاع".

تبين: "أسعد لحظات حياتي كانت عندما تخرجت من الجامعة، انا أشعر بالفخر كوني أعمل في العمل الإنساني وفي مؤسسة دولية معروفة كاللجنة الدولية، بعد 10 سنوات، أرى نفسي متزوجة ولدي أطفال لكن أرى أيضاً أنني أكمل في الدراسات العليا، لكن إذا بقي الحال على ما هو عليه الآن، فسيكون من الصعب أن أوفر لأولادي احتياجاتهم الأساسية كالكهرباء مثلاً، رغم كل التحديات في غزة، لا زال لدينا الأمل والطموح وأشياء نود تحقيقها."

سهام العصار، /54 سنة/، متزوجة ولديها 7 أولاد وبنات، تعمل مدبرة منزل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ 10 سنوات، تعيش في النصيرات في قطاع غزة، زوجها لا يستطيع العمل، لذلك كان عليها أن تأخذ زمام المبادرة من أجل أولادها.

تقول: "الظروف التي نعيشها صعبة للغاية، فالعيش في غزة يشبه العيش في سجن، فالمعابر لا تعمل بانتظام ولا يتوفر الغاز والكهرباء بشكل منتظم كما أن نسبة البطالة عالية جداً، مكنتني وظيفتي من مساعدة أطفالي، أنا المعيل الرئيسي لثلاث عائلات: عائلتي الصغيرة المكونة من زوجي وابني الأصغر الذي يدرس في الجامعة، وعائلة ابني الأكبر المتزوج والذي فقد مصدر رزقه خلال الحرب الأخيرة في عام 2014 وأخيراً عائلة ابني الآخر الذي لم يحالفه الحظ في إيجاد وظيفة".

تبين: "خوفي الأكبر يكمن في فقدان عملي لسبب ما لأنه مصدر دخلنا الوحيد، أسعد لحظة في حياتي كانت عندما تزوج أولادي وابنتي، وأصعب موقف مررت به كان عندما مر ابني الأكبر بوضع نفسي صعب بعد فقدانه محله، أولادي ونجاحهم هما مصدر فخري، في خلال 10 سنوات من الآن، أريد أن أكون قادرة على زيارة ابنتي التي لم أرها منذ 4 سنوات، هي متزوجة في السعودية ولكن بسبب إغلاق المعابر لا أستطيع رؤيتها."

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024