الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

فيديو- نابلس فقدت دمشقها

فاطمة إبراهيم

على زاوية باب ضيق لدكان يغص بأنواع من التحف والأنتيكا يقف الخمسيني عزام القدومي محييا المارة من الشارع المرصوف لخان التجار بنابلس. قبل أن يقترب منه أحد الزبائن سائلا عن طاولة زهر سورية "أو الشيش بيش كما تسمى هنا"؛ يضحك القدومي ويرد "كلهن بدهن سوري .. راح السوري يابا".

افتتح القدومي محله قبل ثلاثين عاما، كان يعرض منحوتات وخزفا وأوان نحاسية مستوردة من سوريا، بعدها زاد الطلب على بضاعته، فاشتغل ببيع الأدوات الموسيقية والغرابيل وطاولات الزهر وكلها سورية.

الحانوت فيه كل شيء على حاله، سوى خلوه من بضاعته الأساسية.

تغير إيقاع الحياة في دمشق، غيرته الحروب، فتغير معه إيقاع العمل في نابلس. فُقدت أنواع من البضاعة واستبدلت بأخرى تقل عنها جودة، حتى الأعواد الموسيقية تغير صوتها وقالبها.

يتذكر القدومي أعواد  إبراهيم سكر، وموفق خليفة، والزرياب، وهي أعواد مشغولة بحرفية عالية، ولا يجد وجها للمقارنة بينا وبين الموجود في السوق الآن، مصرية الصنع أو تركية.

يقول القدومي: "كثير من البضاعة كانت تفقد على الطريق عند نقلها أو تصلها القذائف فيخسر التاجر  كامل الحمولة المصدرة إليه، وحتى إن وصلت فإن أسعارها أعلى بكثير من السابق، لذلك اتجهنا للاستيراد من دول أخرى".

على مدخل الحانوت يتدلى عود مصري يقول القدومي إن دوزان أوتاره يختلف عن عود الزرياب السوري المتقن في صنعه والمميز في رنة لحنه، وعلى الجهة اليمنى للمدخل يوضع طبل مصري أيضا لا يشبه مثيله السوري، حتى دلات القهوة المنتجة في الهند لا تضاهي تلك القادمة من حلب أيام عزها.

"الإتقان السوري مفقود في غيره من السلع الأخرى، مثلا المنتجات المصرية كثيرة العدد قليلة الجودة، الناس تحن إلى الحس السوري في هذه المشغولات" يضيف عزام القدومي.

يتحسر جميل الرمحي صاحب محل للتراث الشعبي في خان التجار بنابلس على أيام الشام قائلا: "مستحيل أن تجد بديلا للبضائع السورية. الشغل السوري لا مثيل له".

في السوق القديم أغلقت محال كان اعتمادها على المنتجات السورية، وغيرت أخرى توجهها فأصبحت تستورد البضاعة من تركيا ومصر وحتى الهند والصين، لكن المشتري الفلسطيني ظل يبحث عن الأقمشة السورية المشهورة بنعومتها ومتانتها، كما بقي الفلاح يبحث عن الغرابيل السورية ذائعة السيط في كل القرى والسهول الفلسطينية والتي انتهت تماما من سوق نابلس.

يقول الرمحي: "يأتي الفلاحون دائما للسؤال عن الغرابيل، لكننا توقفنا عن جلبها لصعوبة ذلك". ويضيف: "الشوام يحبون أهل نابلس كثيرا ونحن نحبهم، اعتدنا على عاداتهم وفضلنا منتوجاتهم، حتى بيوتنا تشبه البيوت الشامية القديمة".

وكأن نابلس قطعة دمشقية ارتبطت بها اجتماعيا وعرفيا واقتصاديا، تحن أسواقها ومحالها للنكهة السورية الغائبة عنها منذ أكثر من 4 سنين، ويردد بائعوها "الله عأيام الشام وشغل الشام وريحة الشام".

Za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024