فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

تحديات مصيرية

زلزال سياسي يقترب من اسرائيل، الدولة مريضة بالقومية المتطرفة، ومصابة بالفاشية، هذا ليس توصيفا وتشخيصا فلسطينيا لاسرائيل في لحظتها الراهنة، بل هو توصيف وتشخيص اقطاب من المجتمع السياسي الاسرائيلي، من "يعلون" الى "باراك" الى "هيرتسوغ" الذي شن بالامس هجوما لاذاعا على رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بأنه "اغلق الباب لتغيير المستقبل واغلق الباب امام قادة اوروبا والولايات المتحدة، واصبح اسيرا بيد مجموعة سياسية خطيرة ومتطرفة، تقوده وتقودنا الى قلب كارثة قومية نتواجد فيها بالفعل". وكان معلق الشؤون العسكرية في القناة الثانية الاسرائيلية اعلن قبل ذلك بسبب ذلك التشخيص "ليس بوسعي ان احث اولادي على البقاء هنا".

بالطبع هذا ما جاء به نتنياهو لاسرائيل عندما اعلن عن نيته تعيين صاحب التصريحات والسلوكيات اليمينية المتطرفة افيغدور ليبرمان وزيرا للجيش، وبالطبع ايضا فان هذا شأن داخلي اسرائيلي، لسنا نبحث عن سبل للعب فيه، غير ان هذا الشأن لن يظل داخليا تماما، اذا ما تفشت بذور الفاشية في المجتمع الاسرائيلي، وبات مرض الدولة بالقومية المتطرفة مرضا عضالا، فإن ذلك سيجعل من الشأن الاسرائيلي شأنا اقليميا ودوليا، بما يمثل من تهديد على تطلعات البشرية كلها، بعالم يسوده الاستقرار والسلام من اجل ازدهار وتطور حضاري اجدى واجمل، وقبل ذلك فإن الشأن الاسرائيلي هذا، بتطرفه على هذا النحو الذي يتحدث به اقطاب السياسة في اسرائيل، سيعمل على تحصيل فواتيره من الشعب الفلسطيني، بتصعيد سياسة العنف والارهاب والاستيطان، ضد ابنائه وضد تطلعاتهم المشروعة ونضالهم الوطني المشروع، غير ان هذا لن يخيفنا فلقد كنا وما زلنا وسنبقى على قدر التحدي، وقد واجهنا وتصدينا لابشع واقبح سياسات الاحتلال، وسنواصل هذا التصدي حتى نطيح بكل اوهام الفكرة العنصرية الاحتلالية وسياساتها.

وبكلمات اخرى، فإن اسرائيل اليمين المتطرف، ليست تحديا لنا بقدر ما هي تحد للمجتمع الاسرائيلي اولا، فهو اليوم امام لحظة مصيرية عسيرة وفارقة، وقواه اليمينية المتطرفه تقوده الى "قلب الكارثة" فهل يمضي الى هذا المصير وهو يصفق لشعارات التطرف والعنصرية فلا تعود لديه القدرة على فتح ابواب المستقبل التي اغلقها نتنياهو في اللحظة الراهنة!

واسرائيل اليمين المتطرف، بمرض القومية الفاشية، تحد للمجتمع الدولي ايضا، وهو يحاول اليوم تخليق فرصة جديدة للسلام في الشرق الاوسط، تحت مظلة المبادرة الفرنسية الداعية لمؤتمر دولي للسلام، وتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على نحو نهائي، بحل عادل يقيم السلام العادل، فهل يكون المجتمع الدولي على قدر هذا التحدي ويجعل من مسيرة السلام ملزمة بقوة قرارات الشرعية الدولية؟

انها التحديات المصيرية حتى في بعدها الاخلاقي، وعلى العالم ألا ينسى دروس الحرب العالمية الثانية، التي حاولت فيها النازية تسييد فكرتها العنصرية على البشرية جمعاء، فما نتج عن ذلك سوى ملايين الضحايا وعالم من الخراب وجراح لم يندمل بعضها حتى اليوم.  

كلمة الحياة الجديدة - رئيس التحرير

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024