الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

أصابع الزوان

 فاطمة إبراهيم


كنت كلما شممت رائحة "الطوابين" المتقدة؛ تعمقت في ذاكرتي صورة جدتي تحمل على رأسها سلة مستديرة تخرج بها من جانب سور الطابون المحاذي لساحة منزلها العتيق، تدس فيها أصنافاً من الأطعمة التي حضرتها لتطعمها للصغار وكنت منهم.

يقال إن للروائح ذاكرة قوية، لكني أدرك أن ذاكرتي البصرية قادرة على ربط كل صورة برائحة، ذلك تماما ما حدث حين تفقدت هدية جاءتني عند انتقالي لمنزلي الجديد، كانت عبارة عن مجموعة من السلال الخشبية والتي وجدت فيها رائحة القرية بعد موسم عامر بالزيت.

سلالي المصنوعة من أعواد زيتون طرية، بالإضافة لسلة جدتي المستديرة، كانت دافعي للبحث عن من قام بتشكيلها وكيف تم له ذلك.

في دكان صغير في بلدة جماعين إلى الجنوب من نابلس، كانت مريم السيدة الستينية  تتربع على الأرض وتتوسط مجموعة من أعواد الزيتون والسّريس، تمسك رأس العود الطري وتعرية تماما من أوراقه وتكرر هذه الحركة مع بقيه العيدان، تسمي هذه العملية "تنظيف الأعواد وتحضيرها للتشكيل".

مريم وهي واحدة من خمس نساء ما زلن يمارسن صناعة السلال من أعواد الزيتون في جماعين، تقول "كنت في الثامنة حين رأيت عمتي تمسك طرف العود وتلفه مع آخر لتشكل منه بعد عدة لفات ما نسميه (البدوة)، وهي قاعدة السلة المراد تشكيلها".

بعد ساعة كاملة تمكنت مريم من تنظف 20 عوداً زيتون لتصبح أشبه بالأصابع الطويلة، ومنها بدأت بصنعة "البدوة".

في الدكان الصغير المليء بالمنتجات والسلع، يمكن مشاهدة رفوف كاملة تعرض مريم عليها إنتاجها من السلال التي بدأت بتفنيدها، "هذه قبعة، وهذه جونة، وذلك هناك في الزاوية نسميه قرطل. أصنع أيضاً سلالا تستخدم في الأعراس لتوزيع الحلوى والحنة فضلاً عن سلال الزينة المنزلية".

قبل البدء بتشكيل السلال وتنظيف الأعواد، يبدأ عمل مريم في حقول الزيتون، تنتقل من شجرة إلى أخرى تنتقي أعواد زيتون طرية تنبت على جذوع الأشجار ويسميها الفلاحون "الزوان" أو "الأعواد البرية".

هذه الأعواد اعتاد الفلاحون على التخلص منها لأنها تضعف أشجارهم، لكنها تشكل لمريم "أم يوسف" مشروعاً اعتاشت به منذ 30 عاماً .

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024