الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

29 عاما على انتفاضة الحجارة

 يصادف اليوم الثامن من كانون الأول، الذكرى التاسعة والعشرين لانطلاقة الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة".

في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) من العام 1987، دهست شاحنة عسكرية إسرائيلية حافلة تقل العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم في اسرائيل العائدة مساءً الى قطاع غزة، ما أدى الى استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين من سكان مخيم جباليا، ولاذ سائق الشاحنة بالفرار على مرأى من الجنود على الحاجز العسكري.

في اليوم التالي وخلال تشييع الشهداء الأربعة، اندلع بركان الغضب الشعبي من مخيم جباليا، حيث يقطن أهالي الضحايا، ليشمل قطاع غزة، قامت خلاله الحشود بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني بجباليا البلد، وقد شاركت الطائرات المروحية للاحتلال في قذف القنابل المسيلة للدموع والدخانية لتفريق المتظاهرين، وقد استشهد وأصيب في ذلك اليوم بعض المواطنين، وفرضت سلطات الاحتلال نظام منع التجول على بلدة ومخيم جباليا وبعض الأحياء في قطاع غزة.

واصل الغزيون انتفاضتهم ضد قمع الاحتلال لمسيرات تشييع الشهداء، ومن ثم ضد سياسته بشكل عام، وسط ارتفاع في عدد الشهداء الذين ارتقوا يوميا، والجرحى الذين وصلوا المستشفيات، وامتد الغضب الجماهيري إلى الضفة الغربية، معلنا الحجر سلاحه في مواجهة أعتى قوة في الشرق الأوسط، والمسيرات السلمية وسيلته في سعيه للخلاص من الاحتلال.

في 10-12-1987 تجددت المظاهرات والاشتباكات مع قوات الاحتلال، حيث عمت مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة، في أكبر تحد لسلطات الاحتلال واجراءاتها التعسفية والقمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، الذي واجه في الضفة الغربية وقطاع غزة رصاص قوات الاحتلال عزلا، وأمطروا جنود الاحتلال الذين تمترسوا بسياراتهم المدرعة بالحجارة والزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف، ما أدى الى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين برصاص جيش الاحتلال.

في اليوم التالي وجه الشهيد الراحل ابو عمار رسالة عاجلة الى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران مطالبا اياه بتحرك فرنسي دفاعا عن حقوق الانسان الفلسطيني في مواجهة الوحشية الاسرائيلية، وفي مقر اقامته في الكويت. تلاه عقد اجتماعات عدة بتاريخ 13-12 في بغداد و14-12 في تونس لدراسة الوضع الخطير والمتفجر في الاراضي الفلسطينية المحتلة، من جراء قيام الحكم العسكري الاسرائيلي بإنزال قوات عسكرية تقوم منذ خمسة أيام بمهاجمة المخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع، ما أدى الى سقوط 54 شهيدا و152 جريحا في ذلك الوقت القصير من عمر الانتفاضة.

 وتم توجيه برقيات عاجلة الى الامين العام للأمم المتحدة، ومجلس الامن الدولي، والى السوق الاوروبية المشتركة، والى الصليب الاحمر، والى لجنة حقوق الانسان، والامين العام للحزب الشيوعي السوفييتي، وقادة الدول الاشتراكية، تطالبهم بضرورة التحرك الفوري لوقف الجريمة الاسرائيلية ضد شعبنا الصامد في وطنه.

ابرز ما كان في المشهد الفلسطيني في ذلك الوقت هو الطرق المسدودة بالمتاريس، والمدارس والجامعات المغلقة، والشوارع التي يملأها الحطام، والدخان الأسود المنبعث من الإطارات المحترقة، والأعلام الفلسطينية، وصور الشهداء.

 واتسمت انتفاضة الحجارة بالعصيان المدني الواسع، وبالشمولية والسرية والتنظيم الجيد والمشاركة الفاعلة من كل شرائح المجتمع، كما أنها حملت في طياتها بذور التجدد، فدم كل شهيد كان كالوقود يغذي الانتفاضة ويمدها بالقوة لتستمر، وتشديد الاحتلال وقمعه عزز الانتفاضة الشعبية وصاعد من حدتها.

سعى الفلسطينيون عبر انتفاضة الحجارة إلى تحقيق عدة أهداف، كإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، والسعي لتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم وعودة اللاجئين دون قيد، وتقوية الاقتصاد الفلسطيني، وإخلاء سبيل الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الاسرائيلية، وكذلك لم شمل العائلات الفلسطينية من الداخل والخارج، ووقف فرض الضرائب الباهظة على المواطنين والتجار الفلسطينيين من قِبَل الاحتلال.

تضاربت الأرقام والإحصائيات حول أعداد الشهداء والجرحى، بعض الأرقام تتحدث عن استشهاد ما يزيد على 1500 مواطن بقليل، وبعضها يتحدث عن استشهاد أكثر من ألفي مواطن، أما عدد الجرحى فوصل إلى 120 ألفا، وعدد المعتقلين إلى 120 ألف معتقل أيضا، بينما شرد 150 ألف مواطن عن منازلهم.

ومع تصاعد العمل الشعبي والضغوط الدولية، اضطرت إسرائيل للرضوخ والجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993، الذي بموجبه أقيمت السلطة الوطنية على الأرض الفلسطينية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024