الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

الوزير

رامي سمارة وإيهاب الريماوي- ينظر إلى السقف، يتمتم بأشياء لا نفهمها سوى "أف"، يهز رأسه ممتعضا، ثم يعود لينفذ ما طلبنا منه.

نحن -الإعلاميين- "نكديون"، كثيرا ما نطلب إعادة مشاهد نقوم بتصويرها للحصول على تسلسل زمني ومكاني ترتاح له عين المشاهد حتى لو لم يرتح لها بطل المادة التي نعمل على إنتاجها.

سامي دار يوسف هبط الدرج نحو المنجرة مرتين بناء على طلبنا، دخل إلى مبنى جمعية النهضة النسائية ثلاث مرات أيضا لأننا طلبنا منه ذلك، وكثيرة هي الأشياء التي عاد وقام بها لحاجات التصوير، رغم اقتناعه بأنه أداها في المرة الأولى بالشكل الصحيح.

هو يصنف نفسه على أنه مساعد نجار، عمله يقتصر على حف قطع خشبية ومن ثم طلائها، وتراجع قوة بصره دفعت القائمين على الجمعية لمنعه من استخدام أداوت حادة أو آلات قطع.

منذ 33 عاما حين كان في الحادية عشرة انتسب للجمعية، بدأ منها كما يقول "من الصفر"، واليوم كما يعتقد يمكنه القيام بأشياء كثيرة بخلاف مهنته التي يتقاضى منها أجرا يجعله سعيدا في حياته.
جمعية النهضة النسائية التي تأسست عام 1925، أنشئت لتقديم الخدمات للسيدات والأطفال في مدينة رام الله، قبل أن توسع نطاق خدماتها لتشمل رعاية ذوي الإعاقة، السمعية والبصرية والعقلية.

تنتج الجمعية من أحد أبرز أقسامها ألعابا للأطفال في مرحلة الحضانة والروضة، وتقوم بإعادة تأهيل نزلائها ليكونوا جزءا من عملية الإنتاج كموظفين بأجور.

تلك الألعاب جمعت مؤخرا طاقما من إدارة الجمعية بوزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم في مكتب الأخير، سامي كان الوحيد من النزلاء الذي اصطحبته الإدارة للقاء الوزير، لقبه صيدم بالمعلم وأجلسه على مقعده، وسامي يتذكر أن الوزير قال له: "أنت الوزير".

صبري صيدم كتب على صفحته في موقع "فيس بوك": "على مقعد الوزير لهذا الأسبوع ... المعلم سامي دار يوسف الذي دأب على صناعة الألعاب التعليمية للأطفال في جمعية النهضة ليكون ويبقى نموذجا للعطاء متحديا متلازمة داون وداعما لغيره من أصحاب الإعاقة.... كل الاحترام".
الاحترام والتقدير الذي لاقاه سامي دار يوسف في حضرة الوزير؛ يأمل أن يجده ذوو الإعاقة من قبل ذويهم على الأقل، يغضب عند سؤاله عن نظرة المجتمع للمعاقين، لأنه يتصور أن عائلاتهم تقوم بإهمالهم حد رميهم في الشارع باستخدامهم وسيلة لطلب العون.

"لماذا لا يقومون بإرسال أبنائهم إلى جمعيات ترعاهم وتهتم بشأنهم، كجميعة النهضة" يتساءل سامي مستنكرا استنكاره لمن يقومون بتكبيل أقدام وأيادي أبنائهم المعاقين.

عائلته أحسنت معاملته وأولته الاهتمام اللازم، واليوم هو ممتن لذلك، فلا شيء يساوي أن يتكل الإنسان على نفسه وألا يكون محل شفقة وإحسان.

سامي الذي يبلغ 44 عاما، يتمنى أن يجد شريكة تقاسمه الحياة، ويود أن يصطحبها إلى النشاطات التي يشارك بها عقب انتهاء عمله في الجمعية، إذ يتردد بشكل شبه يومي على دير اللاتين في رام الله ليؤدي طقوسه الدينية، ويلتقي مع أصدقائه ليقوموا بفعاليات مشتركة.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024