فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

عاشقة الأرض

توضيحية

 مع صباح كل يوم تمتطي الحاجة فاطمة صلاح  (أم سائد) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، دابتها متجهة إلى أرضها التي تحيط بها مستوطنات افرات، واليعا، ودانيال.

هذا السيناريو الممتد منذ حوالي 60 عاما، أصبح حجر أساس في حياتها، ولم يقف تقدم العمر حائلا أمام ذلك.
تقول أم سائد (69 عاما) لـ"وفا": منذ أن كنت طفلة صغيرة وارتباطي وثيق بالأرض، كنت أذهب مع والدتي الى الأرض بعد وفاة والدي، فانغرس حب الأرض وعدم التفريط بها في نفسي، واستمر الأمر حتى بعد الزواج .

وأشارت الى أن مخاطر جمة تواجهها الى جانب المزارعين أثناء توجههم الى أراضيهم، من خلال الطريق الالتفافي رقم (60) وهو الوحيد للوصول الى الأرض، من خلال تعمد المستوطنين بدهسهم، كما حدث مع عمها المسن سليمان حماد واستشهاده أثناء عودته من أرضه، إضافة إلى اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين .
وتعتبر أن ما تتحمله المرأة الفلسطينية لا يتحمله إنسان في هذا العالم، فهي تضطر في حالات كثيرة الى نقل الثمار بعد قطفها، على رأسها بعد إغلاق الطرق الزراعية، حيث لا يمكن لمركبة أو حتى دابة أن تصل الأرض .
وتواجه أم سائد العديد من المخاطر، من اعتداءات المستوطنين المتكررة كمنعها من الوصول الى الأرض تحت تهديد السلاح، أو إجبارها على مغادرتها، وفي بعض الحالات يحاول المستوطنون سرقة الدابة، كما حدث معها في منطقة "واد الابيار"، كل ذلك لمنع المزارعين من الوصول لأراضيهم في ظل إغلاق الطرق الزراعية .
في إحدى المرات، هدد مسؤول الأمن الإسرائيلي في مستوطنة "دانيال"، الحاجة أم سائد بإرسال 50 مستوطنا لاقتلاع الأشتال وتدمير المزروعات، إذا ما واصلت استصلاحها للأرض، فكان جوابها "أنتم تهدمون وتدمرون، وأنا سأبني وأزرع وسأبقى صامدة في أرضي".

على وقع ترانيم العتابا والميجنا وثوبها الفلسطيني المطرز، قالت إن يدها كسرت ووضعت في الجبس، ومع ذلك حرصت على التوجه للأرض، لحبها وعشقها لها، وعدم السماح للمستوطنين الانفراد بها، رغم محاولات منعها من زوجها وأبنائها، خوفا على سلامتها.

وقصة الحاجة أم سائد واحدة من حالات كثيرة في بلدة الخضر، المتشبثين بأرضه أمام ما يواجهونه من معاناة يومية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين .

يقول منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح، لـ"وفا"، إن بلدة الخضر من أكثر المناطق المتضررة بفعل الاحتلال، وأصبحت محاصرة بجدار الفصل، مبينا أن مساحة أراضيها تبلغ 22 ألف دونم، منها 20 ألفا معزولة خلف الجدار، وتم استقطاع ما مجموعة سبعة آلاف دونم لإقامة المستوطنات عليها، وهي: افرات، ودانيال، واليعازر وعتصيون، إضافة الى الطرق الالتفافية وبؤر استيطانية.

 وأشار صلاح الى تحويل ثلاث بؤر استيطانية الى مستوطنات وهي سيدي بوعز، وجفعات هتمار، وجفعات هداغان، وأنه منذ بداية العام الجاري تم اقتلاع حوالي 1200 شتلة زيتون وعنب، عدا عن إغلاق الطرق الزراعية الموصلة لمئات الدونمات في مناطق عين القسيس، وكيلو 17، وأم ركبة وواد الابيار.

ولم يخف صلاح تخوفه من الشارع الالتفافي رقم 60، الذي يسلكه المزارعون وصولا لأراضيهم، لما يشكل من خطورة كبيرة على حياتهم، حيث سقط أربعة شهداء من المزارعين أثناء ركوبهم لدوابهم، عدا عن إصابات أخرى .
وأضاف أن معاناة المزارعين لم تقف عن حد المساس بحياتهم فقط، بل تصل إلى محاربتهم في أرضهم من خلال منعهم من حفر آبار مياه زراعية، مشيرا إلى أنه تم إخطار أكثر من 20 بئرا بالهدم ووقف العمل فيها، خلال العام الجاري، إضافة الى غرف زراعية وبعضها تم هدمه.

وأضاف صلاح أن الأمور وصلت الى حد منع المزارع من القيام باستصلاح أرضه، خاصة القريبة من المستوطنات، حيث يتم الاستيلاء على المعدات والأشتال الزراعية، وكذلك إطلاق النار على المزارعين، كما حدث مع سامر بكر.

وأوضح أن الاحتلال من خلال الإدارة المدنية، يحظر على أصحاب الأرض في عدة مناطق من أراضي الخضر، من إدخال آليات إليها مثل الجرارات الزراعية والجرافات، وإن حدث ذلك يتم الاستيلاء عليها مع غرامة مالية 

وأكد صلاح أنه رغم كل انتهاكات الاحتلال، هناك إصرار من قبل أصحاب الأرض على استصلاح أراضيهم، متحدّين قرارات الاحتلال.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024