دار الإفتاء والهيئة المستقلة تنظمان يوماً دراسياً بعنوان "الإسلام وحقوق الإنسان"
- نظمت دار الإفتاء الفلسطينية، بالتعاون مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، يوماً دراسياً بعنوان "الإسلام وحقوق الإنسان"، بحضور المفتين من مختلف المحافظات، وممثلين عن بعض المؤسسات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني.
وتولى عرافة اليوم الدراسي الوكيل المساعد لدار الإفتاء الفلسطينية، مفتي محافظة رام الله والبيرة الشيخ إبراهيم عوض الله.
وتطرق المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، في كلمة الافتتاح إلى العديد من حقوق الإنسان، منها حق الإنسان في الحرية والحياة والعيش الكريم، مشيراً إلى إضراب الكرامة الذي تخوضه الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، كما بين حقوق المرأة التي كفلتها الشريعة الإسلامية.
وأشار إلى موضوع التعايش بين أصحاب الديانات، مبيناً أننا في فلسطين نعد نموذجاً حياً للعلاقة السمحة بين المسلمين والمسيحيين، إذ يجمعنا حب الوطن، وكل منا يعرف حقوقه وواجباته، مؤكداً أن ديننا الإسلامي هو دين التسامح والاعتدال.
بدورها، أكدت المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الدكتورة فارسين شاهين،، على ضرورة إبراز الوجه الحقيقي للدين الإسلامي بصفته دين الأخلاق وحفظ الحقوق، محذرة من الفكر الظلامي الذي يزج العالم في حروب ودمار، ويؤدي إلى التخويف من الإسلام "الإسلاموفوبيا"، داعية إلى تعزيز الجهود التي من شأنها التصدي لمحاربة التطرف بأشكاله وخطاب الكراهية ونبذ الآخر.
وقُدمت العديد من أوراق العمل خلال اليوم الدراسي، منها ورقة عمل لمدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الدكتور عمار الدويك بعنوان "مقاربة حقوقية في ضوء الإعلانات والمواثيق الدولية"، والتي شدد من خلالها على أن الإسلام هو دين الحقوق ودين الجميع، وعلى أن الحقوق كافة التي يطالب بها العالم اليوم قد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، كما قدم مفتي محافظة طولكرم الشيخ عمار بدوي، ورقة عمل بعنوان "المرأة ودورها في الإسلام"، أوجز من خلالها جزءاً من الحقوق التي أقرتها الشريعة الإسلامية للمرأة.
وقدم مفتي محافظة الخليل شيخ محمد ماهر مسودة، ورقة عمل حول "حقوق الطفل في الإسلام"، بين فيها أهم المرتكزات اللازم اتباعها لتوفير حياة أسرية كريمة للطفل من لحظة ولادته حتى تربيته وتنشئته.
فيما استعرض المحامي موسى أبو دهيم فكرة إنشاء دواوين المظالم عبر التاريخ والحاضر، ودورها في حماية الحقوق والحريات.
وفي وقائع الجلسة الثانية، قدم مدير دائرة التوعية والتدريب والضغط والمناصرة في الهيئة المستقلة إسلام التميمي، ورقة تضمنت أهم الوثائق الحقوقية في الإسلام، فيما تناول مفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبد المجيد العمارنة، موقف الإسلام من المذاهب والأقليات وغير المسلمين، مركزاً على التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في الوطن.
وبين المحامي عمار جاموس في كلمته أثر خطاب الكراهية في تعميق الخلاف وتأجيج الفتن في المجتمع، وأوضح مفتي محافظة جنين الشيخ محمد أبو الرب، خلال ورقة العمل التي قدمها حول مواطن حرية الرأي والتعبير والنشر في الإسلام، أن الدين الإسلامي حث على التشاور واحترام الرأي والرأي الآخر.
وتخلل اليوم الدراسي العديد من المداخلات والأسئلة، التي أثرت موضوع الورشة وساندته، وعززت روح التفاعل بين الحضور.