فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

التخاطر بين توأمان والحائل السجان

عُلا موقدي

سامر وسمر توأمان، يشعر كل منهما بمشاعر الآخر، فغالباً ما يرتبط التوائم عاطفيا، وفكريا، وروحيا، عندما يضيق السجن بسامر تضيق الحرية بوجه سمر، وتعرف الأسرة أن مكروها ألمّ به، فحالة التخاطر هي الشيء الوحيد الذي لا يستطيع أن يحجبه الاحتلال عن عائلته.

سامر وسمر، اجتمعا في رحم أمهما، والتصق كل منهما بالآخر، لتفرقهما قضبان السجن، وتصريح زيارة مرفوض أمنيا، حتى وقت غير معلوم، ويبقى الارتباط الروحي بينهما الاشارة الوحيدة لمعرفة عائلته بفرحه وحزنه ووحدته.

تقول سمر: بدأت معاناتي منذ 17 عاما مع معاناة أخي سامر، كلما أشعر بدوران، ووجع في الرأس دون أسباب، أعرف تلقائياً أن أخي يعاني من شيء معين، حتى لو كان كل منا في مكان مختلف، فتصلنا بعد فترة معلومات بأنه كان مريضا، أو تعرض للتعذيب، أو ما شابه.

(26-11-2000) أعتقل سامر سيف الدين (40 عاما)، من قرية بروقين غرب سلفيت، ليتم الحكم عليه لاحقاً بالسجن 19 عاما، و11 شهرا، و29 يوما، بتهمة الانتماء لحركة فتح، ومقاومة الاحتلال.

( 17 عاما) حتى اليوم أمضاها سامر في الأسر، تزوج فيها أشقاؤه وشقيقاته وأنجبوا أطفالا لا يعرفونه، 34 عيدا أمضتها العائلة دونه، كبرت وتوسعت العائلة، بينما هو لا يعرف ذلك، إلا بما ينقل له شفويا عبر الزيارات القليلة، والسريعة، وتغيرت ملامح أفرادها، حتى أن إحدى شقيقاته التي كان عمرها 11 عاما حين اعتقل زارته بعد عشر سنوات من الاعتقال، فمر عنها عبر الزجاج الفاصل بين الأهالي وأبنائهم دون أن يعرفها.

أما الفجيعة الكبرى على الطرفين، سامر وعائلته، فتمثلت بوفاة والده، حيث فقدت العائلة سندها الأكبر في الحياة، وبقيت شقيقته سمر أكثر المتأثرين لغيابه.

يقول شقيقه أحمد لـ"وفا"، التحق سامر في بداية حياته بجهاز الشرطة الفلسطينية، ومع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) في أيلول 2000 أصيب في رجله خلال المواجهات مع جيش الاحتلال، أعاقته الإصابة فترة طويلة عن الحركة، وتعرض للمطاردة مدة 8 أشهر، وفي داخل الأسر، حصل على شهادة الثانوية العامة وهو اليوم على أبواب التخرج بشهادة العلوم السياسية.

ويضيف، قبل رمضان عام 2000 بأيام معدودة، قرر أن يعود الى البيت ليرى والدي ووالدتي، نصب الإحتلال له كمينا على حاجز عطارة، وقام أخي باعطائهم هوية لشخص آخر إلا أنهم اكتشفوا خدعته، واعتقلوه في تاريخ 26/11/ 2000، حيث بلغنا من قبل إدارة السجون بعد اعتقاله بشهرين، وكنا نسأل عنه جهاز الشرطة، والفنادق، وأصحابه ولا أحد يعرف عنه شيئا.

ويدخل سامر اليوم العاشر في إضرابه عن الطعام، حيث التحق بإضراب الكرامة بعد أيام من بدئه، فهو يعاني من ضغط دم مرتفع، ويحتاج الى دواء باستمرار لتنظيمه، إلا أنه أخرجه لإدارة السجن، وأعلن إضرابه المفتوح عن الطعام.

تغيبت عائلته منذ عامين عن زيارته، بسبب الرفض الأمني لهم، وتوفي والده بمرض السرطان دون أن يتمكن من زيارته ولو لمرة واحدة، وتزوج اشقاؤه وشقيقاته وهو داخل المعتقل، ولم تشعر العائلة في كل فرحة تدخل بيتهم سوى بالغصة في قلوبهم متمنين وجود أخيهم سامر بينهم.

ويذكر أحمد" في لحظات الحياة الأخيرة لوالدي كان سؤاله فقط عن سامر، رغم وجودنا جميعنا عنده، الا أنه نظر الى صورته فنزلت منه دمعة وتوفي مباشرة، بينما استمرت أمي على عادتها الصباحية بترتيب اغراض سامر، وشم رائحة ملابسه منذ اليوم الأول لاعتقاله".

يشار إلى أن عدد أسرى محافظة سلفيت بلغ 100 أسير، 21 أسيرا محكوما مدى الحياة، وقضوا أكثر من 15 سنة في سجون الاحتلال، الأسير منصور موقدي هو المريض الوحيد ويعاني من شلل كامل في جسمه، ومن بينهم 6 أسرى معتقلين اداريين، ويعتبر سامر أقدم أسير في المحافظة، وعميد أسراها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024