الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

الحياة تعود إلى الطفلة إلين زمو

 بلال غيث الكسواني

تجلس الطفلة إلين زمو (عامين) من مدينة غزة مبتسمة في عربة صغيرة تجرها والدتها بعد عودتها من رحلة علاج ناجحة لزراعة كبد لها في مستشفى متخصص بزراعة الكبد في تركيا.

دائرة التحويلات في وزارة الصحة عملت كل ما لديها من أجل توفير العلاج لتلك الطفلة التي كانت مهددة بالموت وتعاني من انتفاخ كبير في كافة أنحاء جسدها، ومن اصفرار في جسدها جراء توقف الكبد عن العمل.

لصعوبة الحالة الصحية التي كانت تعاني منها الطفلة، قامت دائرة التحويلات الطبية بالتنسيق مع طائرة إسعاف متخصصة بنقل الطفلة من مطار اللد إلى تركيا، حيث رتبت نقلها من قطاع غزة بسيارة اسعاف خاصة إلى مطار اللد، ومن ثم إلى المطار التركي وصولا إلى المستشفى الخاص بزراعة الكبد.

عمر أحمد زمو والد الطفلة إلين أكد أن ابنته عانت من فشل في الكبد وهي بعمر 3 أشهر، وأنها كانت تعالج في إحدى المستشفيات الحكومية في قطاع غزة، إلا أنها وبعمر سنة و10 أشهر عانت من نزيف في المريء، فحولتها وزارة الصحة إلى مستشفى بأراضي الـ48، وهناك أكد الأطباء حاجتها لزراعة كبد.

وأضاف والد الطفلة: "عملت وزارة الصحة على إصدار تحويلة طبية لابنتنا إلى تركيا، وقد أجريت لها عملية الزراعة في مستشفى غازي عثمان باشا بتركيا، حيث تبرعت لها بجزء من كبدي، ومكثت فيها 50 يوما، وقد أكدت الفحوصات الطبية التي أجريت لها أن العملية نجحت بشكل مميز".

وإلين التي عادت إلى فلسطين مبتسمة وهي واحدة من مئات الأطفال وآلاف المواطنين الذين توفر لهم دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحة "التحويلات الطبية" العلاج في المشافي الخاصة داخل الوطن أو في أراضي 48 وإن لم يتوفر العلاج يجري تحويل المريض للخارج لتوفير العلاج. بحسب مدير دائرة شراء الخدمة في الوزارة، الدكتورة اميرة الهندي.

ولعل قصة الطفل كرم نصر (18 شهرا) أيضا مشابهة لقصة نظيرته إلين، حيث خرج كرم بطريقة إسعافية من قطاع غزة إلى مستشفى "أيخيلوف" الاسرائيلي، وتم توفير علاج اسعافي له قبل نقله للعلاج في تركيا باستخدام طائرة إسعافية تتوفر فيها كل المعدات الطبية لإنقاذ حياته، وبفضل الله تمت زراعة كبد له.

وتضيف الهندي لـ"وفا"، ان كرم أيضا كان يعاني من انتفاخ في كافة انحاء جسده وجرى ارسال كل المراسلات لمستشفى مختص بتركيا ووافق على استقبال الطفل الذي ارسل بطائرة اسعاف، وكانت ترافقه والدته وهي المتبرعة أيضا، وقد قدمت له سفارتنا في تركيا كل المساعدات وبعد أن تمت الزراعة والشفاء وعاد إلى هنا جرى إعادته أيضا عبر مطار اللد، وجرى تأمين عودته لغزة.

وتشير الهندي إلى أن نسبة الإعفاء المقدمة لمواطني قطاع غزة تبلغ 100% في مقابل نسبة لا تتجاوز في المتوسط 70% لمواطني الضفة الغربية، فالتحويلات تشمل الإجراءات التي يحتاج المريض لها كخدمة صحية غير متوفرة في المستشفيات الحكومية.

وتضيف "ان جميع مرضى قطاع غزة يتم تحويلهم دون تأمين عكس مواطني الضفة الغربية ولا يساهم المريض في ثمن التحويلة بشكل جزئي".

وتوضح الهندي أن آلية إرسال المعاملات واستقبالها من قطاع غزة هي آلية محكمة، وجرى تطويرها لضمان نقل المعاملات بأسرع وقت ممكن من أجل توفير العلاج للمحتاجين من أبناء شعبنا، سواء في داخل الخط الأخضر أو في مستشفيات مصر لأبناء قطاع غزة".

وأشارت إلى أنه تقدم أيضا بعد الاستثناءات للمرضى القادمين من المحافظات الجنوبية، حيث يجري توفير مبيت وسكن لهم خصوصا لمن لا يستطيع العودة لقطاع غزة ويحتاج لعلاج بأيام متقاربة، حيث يجري توفير إقامة وطعام له داخل المشافي التي يحصل منها على الخدمة، وهي خدمة لا تقدم للقاطنين بالمحافظات الشمالية".

ولفتت إلى وجود مكتب تنسيق بغزة يساعد المرضى الحاصلين على تحويلات للحصول على تصاريح لمدة العلاج من قبل الجانب الإسرائيلي، للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا عن محاولة الحصول على تصاريح من الاحتلال.

وبينت الهندي أن الخدمات تقدم دون أي تأخر ففي حالات انقاذ الحياة يجري التدخل من قبل الدائرة بشكل سريع جدا، ونعطي مساحة لمرضى للدخول في مستشفى بارزيلاي الاسرائيلي بشكل سريع جدا حرصا على حياتهم، وبعد ذلك يجري نقلهم للمكان الذي يجب أن يعالجوا فيه.

ونفت الهندي وجود أي تمييز بين المرضى الذين يطلبون بالحصول على تحويلات طبية، و"قد تعرضت شخصيا لكثير من الهجمات والانتقاد لأنني اتعامل بعادلة شديدة مع المواطنين وأقوم بالعمل ليل نهار من أجل توفير تلك التحويلات لأبناء شعبنا، ولا يجري رد أي تحويلات سوى التحويلات غير النظامية وغير الخاضعة للقانون، خصوصا من يحضرون تقارير طبية قديمة او غير صحيحة".

وقالت الهندي في موضوع التحويلات "لو توقفت التحويلات عن قطاع غزة لمدة أسبوع واحد لحدثت الكثير من المصائب، ووزارة الصحة تقوم بالعمل ليل نهار من أجل خدمة أبناء شعبنا في قطاع غزة رغم الانقلاب الأسود".

ولفتت إلى أن وزارة الصحة تسجل حالات من السرطان بأعمار صغيرة بقطاع غزة، وحالات سرطان تصل إلى مرحلة متقدمة ولا يتم اكتشافها بمراحل مبكرة، نحن نوفر لهم العلاج على الفور ونعلم بمعاناة أهلنا في قطاع غزة ونحاول التخفيف منها قدر الإمكان.

وقالت "إن الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة والأدوية والمستلزمات والوقود المقدم، من دونه تشل كل الخدمات الطبية، فالمريض هو من يدفع الثمن ونحن نسعى لتقديم الخدمة للمرضى بشكل أساسي وقبل كل شيء، وبعيدا عن أي اعتبار".

وأوضحت الهندي أنه في القترة ما بين حزيران 2014 وحتى تشرين الاول 2016، صرفت الوزارة أكثر من 580 مليون شيقل لصالح تحويلات طبية توزعت بين الضفة ومصر والداخل ودول أخرى.

وأشارت الهندي إلى أن بعض المواطنين يرفضون التحويلات المقدمة لهم إلى المستشفيات الخاصة داخل فلسطين، ويطلبون التحويل لمستشفيات أخرى لاعتقادهم أنها افضل من المستشفيات الوطنية، لكن في حال توفر الخدمة داخل فلسطين لا يتم تحويل أي شخص للعلاج بالخارج.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024