الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

"7 أيام وسنعود"

بدوية السامري

"7 أيام وسنعود هنا"، كان وعد محمد صالح الخاروف لابنه غازي عبد الهادي عندما حمله من سريره وأخبره: "سنغادر الآن حيفا ونتوجه لنابلس" خلال العام 1948 عندما هجروا من حيفا قسرا.

السبعة أيام طالت وطال انتظارها وكبر غازي (78 عاما) وما زالت عبارة والده التي كررها على مسمعه مرات عدة، حتى علقت برأسه 69 عاما.

فمن منطقة حليصة في حيفا وتحديدا خلال العام 1948 خرجت العديد من الأسر الفلسطينية ذات الأصول النابلسية من منازلها في حيفا، وتوجهت إلى منازل أجدادها داخل البلدة القديمة في نابلس.

حملوا القليل من متاعهم وحاجياتهم وعادوا إلى نابلس مسقط رأس آبائهم، ليجدوا منازل العائلات تجمعهم مع أسرهم في غرف محدودة، لكن بات الهم الوحيد هو أن يجدوا منزلا يؤويهم في ذلك الوقت.

يقول الخاروف: كنت صغيرا ولا أذكر الكثير، كنا نسكن في بيت شخص يدعى عبد الله حمودة في المنطقة الشرقية للحليصة في حيفا، بعد أن رحل جدي الى هناك من أجل العمل، وأخذ معه أولاده الخمسة، عمل قسم منهم بالحلاقة، ووالدي كان خياطا عربيا.

ويضيف، "أنا ولدت في حيفا، ومع أنني خرجت منها صغيرا لكن هذه الأحداث تعلق بالذاكرة ولا يمكن نسيانها، وتكرار والدي الحديث عنها حتى وفاته، وحلمه الذي أورثنا اياه قبل وفاته هو الحلم بالعودة إلى مسقط رأسنا، أحن إلى هناك كثيرا".

ويقول الخاروف: لا أذكر الكثير لصغر سني، لكن أذكر سؤال أمي المتكرر لجدتي "هل يوجد شيء على الطريق؟" وكنا نصمت جميعا لسماع الإجابة متنبهين. ويضيف أذكر سريري الصغير الذي كنت نائما به عندما حملني والدي ورحلنا من حيفا، قال لي سنرحل إلى نابلس، 7 ايام وسنعود، سنعود يا بابا.. وإلى الآن لم نعد.. يا والدي.

ومع حنين لا ينضب يقول "تبقى حيفا مسقط رأسي، المدينة الحبيبة الأولى وكم أتمنى أن يعود ذلك اليوم الذي أعود فيه اليها، لكن نابلس الحبيبة هي من احتضنتنا، ومد أهلها لنا يد العون في أزماتنا، وجدنا منهم كل مساعدة احتجناها بعد عودتنا".

وفي البلدة القديمة في نابلس وبعد أحداث النكبة عام 1948 فتحت منازل الأجداد أبوابها للأبناء لاستقبالهم، كان وضع البلدة وقتها كما يقولون بالعامية "مكركب" هكذا يتحدث كبار السن من سكان البلدة القديمة.

الجميع يريد تقديم المساعدة قدر استطاعته، امتلأت الغرف بالزائرين من أبناء المدينة لكي يبحثوا على منازل تؤوي الجميع.

يقول الخاروف: عدنا من حيفا إلى البلدة القديمة في نابلس، مكثنا فترة قصيرة في منزل العائلة الذي لم يتسع لعائلتنا مع عائلات أبناء عمومتنا، لذا انتقلنا إلى منزل يعود لعائلة عبد الهادي في منطقة "حبس الدم"، وبعد بحث أخوتي ووالدي انتقلنا للسكن على أطراف البلدة القديمة في منطقة رأس العين... وبقي أبي يحلم بالعودة، وبقينا نتنقل بين المنازل إلى أن استقررنا في منطقة تدعى كروم عاشور، وأكملنا بناء المنزل وبقينا بكروم عاشور منذ عام 1950 حتى يومنا هذا، وتعلمت الخياطة داخل البلدة القديمة، في عمر صغير، وساعدت والدي وبقيت خياطا منذ عام 1958 الى الآن وأنا أعمل خياطا.

ويضيف الخاروف: أحد أشقائي رحل إلى الأردن، واخوتي الثلاثة استقروا داخل البلدة القديمة.

وينهي الخاروف حديثه، لدينا قطعة أرض في حيفا 750 مترا، ونملك أوراقها إلى الآن ونحتفظ بما ورثناه عن والدي، لوالدي حصة الثلثين وأحد أعمامي الثلث.

نحلم أن نعود لنسكن على أرضها، ولن يأتي اليوم الذي سنبيعها أو نتنازل عنها أبدا، فهي بقايا أحلام عدة تركناها وما زلنا نحلم بالعودة لها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024