الحركة الأسيرة.. نظرة من الخارج
الحارث الحصني
فيلم وثائقي عن حياة الأسرى داخل سجون الاحتلال، في إحدى قاعات التدريس في الجامعة العربية الأمريكية جنوب جنين، جذب أذهان عشرات الطلبة، لتناوله حياة هؤلاء الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن محاضرة لمادة الحركة الأسيرة، حمل اسم "الأسرى يتكلمون".
الأسير المحرر جمال أبو محسن، الذي قضى في السجون الإسرائيلية (23 عاما)، هو الذي حاضر بالطلبة في هذه المادة، ويقول "أول جامعة فلسطينية تدرس هذه المادة هي الجامعة العربية الأمريكية".
تعابير الطلبة أثناء مشاهدتهم الفيلم الذي عرض على فترات متقطعة، تكشف مدى انسجامهم في أدق تفاصيله، وتظهر لقطات في الفيديو رفوف معروضة عليها الأطعمة، كتب عليها "الكانتينا"، وهو المكان المخصص لشراء ما يحتاجه الأسرى من طعام وشراب"، يقول جمال.
نقاش دار بين الطلاب ومحاضرهم حول المصطلحات، التي غرستها هذه المادة في ذهنهم، بقولهم" لم نكن نسمع بمصطلحات مثل: "الفورة"، و"الكانتينا"، وغيرهما".
تقول إحدى الطالبات وتدعي نغم سليمان،" المساق لم يضف المصطلحات فقط (..)، لقد نقل لنا صورة شبه واضحة عن حياة الأسرى داخل السجون، وهذه المادة التي روت عقول الطلبة بثقافة كافية عن الحركة الأسيرة في الجامعة كما قالوا، زادت من درجة اهتمامهم بموضوع الأسرى".
" صراع من أجل الحياة، الأسرى يعيشون حياة قاسية... هكذا تقول لنا المعلومات، والأحداث، التي ندرسها". تضيف الطالبة أمل حمدان.
وبعد عرض الفيلم، فتح المحاضر المجال لطلابه لكتابة معلومات عن الحركة الأسيرة، ووجه عدة أسئلة تتعلق بالأسرى.
وهكذا تبدأ محاضرة الحركة الأسيرة، وتنتهي بالحديث عن الأسرى داخل السجون.
ويقول أبو محسن، "إن هذا الحديث جاء في أوانه بالضبط، مدللا على ذلك إضراب الأسرى المستمر منذ 29 يوما، والشغل الشاغل اليوم على الساحة الفلسطينية هو قضيتهم".
يشار إلى أن أكثر من 1600 أسير يخوضون هذا الإضراب بقيادة مروان البرغوثي، ورغم محاولات الاحتلال نشر اشاعات مغرضة للنيل من عزيمتهم، إلا أنهم فشلوا في ذلك.
ويرى أبو محسن، الذي خاض سبعة إضرابات، "أن مادة كهذه ستجعل في أذهان الطلاب معلومات، وثقافة قيّمة عن الحركة الأسيرة".