الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

الأسرى القدامى يروون معارك الاضراب

أمل حرب

ازدحمت خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في مدينة الخليل بالأسرى القدامى، وكوادر الحركة الأسيرة المحررين، الذين خاضوا تجربة الاضراب المفتوح عن الطعام في فترة السبعينيات، والثمانينيات، والتي ارتقى فيها عدد من الشهداء، ليرووا تاريخ اضرابات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، ومواجهة سياسات وممارسات ادارات سجون الاحتلال.

الأسير المحرر جهاد حسن جحشن، من بلدة حلحول، الذي اعتقل عام 1968، وتحرر عام 1986 في صفقة تبادل الأسرى، أوضح لـ"وفا "أن الحركة الأسيرة خاضت عدة اضرابات، لمواجهة سياسة وممارسات إدارة السجون، منها: اضراب مطلبي، وآخر سياسي، وتحذيري".

وبين "أن الاضراب السياسي هو الأصعب، كون هدفه كسر سياسة العدو تجاه المناضلين، كما كان القمع، وتجديد السياسات والاجراءات متفاوتا، وكانت ممارسات السجان القمعية ناتجة من شعوره بالمنتصر على 13 دولة عربية في حينه، فكان الضرب، والشبح، وقبل أن تتحدث مع السجان، يجب أن تقول له يا سيدي، وكان هناك اجحافا بحق المعتقلين من حيث الصحة، والغذاء، وطبيعة الملابس التي كان يرتديها المناضل الفلسطيني، وفي الصيف يجب أن ترتدي الملابس الصوفية، وجملة من الاجراءات التعسفية التي يندى لها الجبين، ولا توجد لها صفة الانسانية.

وقال "اضراب نفحة كان الأكثر اجحافا، حيث استشهد اثنان من زملائنا الأسرى، وهما: علي شحادة الجعفري، وراسم حلاوة، خلال عملية التغذية القسرية، وفرضت ادارة السجن عدة اجراءات عقابية على الأسرى لكسر الاضراب، منها: ابعاد الأسرى، ونقلهم إلى سجن للجناة اليهود، واستمرار سياسة القمع، والعزل".  

وحول التضامن الشعبي مع الأسرى في تلك الفترة، قال جحشن "كان أكثر من ذلك"، ووجه إلى والدته تحية اكبار واجلال، بقوله: أضربت أمي معي، وأنا في الأسر، من اليوم الأول للاضراب حتى اليوم الأخير"، مبينا أن الاضراب هو تعريض حياتهم للخطر، لتحقيق مطالب انسانية محضة، وعملية ادارة الظهر للأسرى المضربين،  يعني أن اسرائيل تسعى إلى الحصول على ثمن سياسي، لتحقيق مطالبهم.

بدوره، قال الأسير المحرر خالد المدهون، "أسوأ ظروف الأسر كانت في السبعينات، من حيث الغذاء، والفرش، والأغطية من مخلفات الجيوش العربية، وحذاء الأسير كان مخدته، والملابس كانت قميصان وغياران داخليان، وبشكير فقط، والكتب ممنوعة، والزيارة للقريب الأول فقط، لمدة نصف ساعة بالشهر من وراء القضبان، والتنزه في ساحة السجن كانت محدودة فقط نصف ساعة".

 وتابع "خاض الأسرى عمليات نضالية شرسة ومتعبة منذ عام 69، لتحسين أوضاعهم، وتوجت عام 1970، في السماح للأسير بمخاطبة السجان، دون كلمة يا سيدي، ودفع الأسير الشهيد عبد القادر ابو الفحم  حياته ثمنا من اجل ازالة كلمة يا سيدي من مخاطبة السجان، وكان أول شهيد للحركة الأسيرة".

والاضراب عن الطعام في ذلك الوقت كان بنفس الأسلوب بالامتناع عن الطعام، والاكتفاء بالماء والملح، وثاني اضراب في سجن بئر السبع، وكان عن كل شيء: الزيارة ، والعمل، مطالبين بتحسين أوضاعهم.

واستجاب الاحتلال لبعض المطالب، وفي عام 76 في سجن "عسقلان"، واستمر الاضراب 40 يوما، وكان يقود الاضراب أبو علي شاهين، وحقق الاضراب للأسرى عدة مطالب، منها: تحسين فرشات السجن الى سمك 10سم، مبينا أهمية هذا التحقيق في تخفيف الآلام، وأمراض الأسرى، كما تحسنت نوعية الطعام نوعا ما، والزيارة أصبحت مرتين بالشهر.

وفي اضراب آخر عام 1980، نقل الأسرى إلى سجن "نفحة"، وكانت ظروف السجن سيئة للغاية، وأعلن الاضراب المفتوح عن الطعام  في 14 تموز، وكان يقوده الشهيد أبو علي شاهين، والشهيد عمر القاسم ،والشهيد اسحاق مراغة، واستمر الاضراب 33 يوما، واستشهد الأسير راسم حلاوة في "نفحة"، نتيجة الاهمال الطبي، والتغذية القسرية.

وحقق الأسرى عدة مطالب، منها: فتح فتحات في باب السجن الأعلى الذي كان مغلقا بالكامل، وتحسنت الزيارة، وفترة الفسحة ساعتين، وأدخلت الكتب عبر الصليب الأحمر الدولي.

وتابع المدهون، "بالإضراب استرد الأسرى بعض حقوقهم، وتحسنت بعض شروط حياتهم، ولكن باب الصراع مع الاحتلال مفتوح له اول ما له اخر، لا ينتهي إلا بالانتصار"، مطالبا بتوفير أشكال الدعم والاسناد للاسرى في معركتهم، مبينا أن انتصار الأسرى سينعكس على مستقبل شعبنا، وتماسكه، ومقاومته للاحتلال.

الأسيرة المحررة عبير عودة، أفرج عنها في صفقة "شاليط"، بعد قضاء 10 سنوات في الأسر، "أخت لستة أسرى محررين، وأم أسيرة محررة أيضا، خاضت اضرابا فرديا عن الطعام لمدة 25 يوما على التوالي عام 2007، للسماح لها بزيارة اخيها الشهيد محمود، الذي كان في المستشفى، في حالة موت سريري، وبعد معاناة، تمكنت من رؤيته، وتوديعه.

كما أصيبت عودة بأمراض وخضعت لأكثر من ثلاث عمليات جراحية نتيجة ظروف الأسر السيئة، وأغذية السجن الرديئة، بالاضافة الى مضاعفات الاضراب عن الطعام، الذي أثر كثيرا على صحته، وما زالت تتعالج حتى اليوم.

وقالت، وهي تتنهد تنهيدة طويلة "إن العين لتدمع، والقلب ينفطر ألما على أوضاع الأسرى المضربين"، مشيرة إلى أن معاناة أخرى تنتظرهم، بعد فك إضرابهم، من: أوجاع كبيرة في البطن، واستفراغ، البدء بتناول السوائل بكميات قليلة، يصاحبها أعراض مرضية حادة، معربة عن أملها أن تتحقق مطالبهم الانسانية العادلة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024