فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

فلسطين في الفضاء الالكتروني.. "منطقة عالية الخطورة"

القدس عاصمة فلسطين/ نابلس 21-12-2017 – زهران معالي

"منطقة عالية الخطورة"، تنبيه من موقع إسرائيلي لتحديد اتجاهات الطرق، يصطدم به أي سائح أو زائر لفلسطين قادم من الخارج بغية التنقل بين مدن الضفة الغربية.

لكن الفلسطينيين ذاتهم يصطدمون بواقع لا يعكس إعلان الموقع الإسرائيلي، فالإسرائيليون ذاتهم يغلقون الطرق ويتسببون بقتل المواطنين. 

فيما يستطيع مستخدمو الجيل الثالث والرابع للهواتف الذكية من استخدام تطبيقات الخرائط والطرق، يستطلع الفلسطينيون ذلك بأم أعينهم، وقد يستخدمون في المستقبل تطبيقاتهم الخاصة.

وتطمح دول عديدة حول العالم لتشغيل خدمة الجيل الخامس بحلول 2018، لكن هذا العام سيكون مختلفا للفلسطينيين، فرغم مرور عشر سنوات على استخدام العالم لخدمة الجيل الثالث، إلا أن فلسطين ستتمكن من استخدامها مع بداية العام، بعد مفاوضات استمرت سنوات مع الاحتلال الإسرائيلي.

تلك التقنية التي انتظرها الفلسطينيون طويلا؛ ستمنح استخدام برامج المحادثات بكافة أنواعها، والاستفادة من الخدمات المصرفية الالكترونية والتسويق الإلكتروني، ونظام تحديد المواقع العالمي "جي بي أس" وغيرها الكثير.

لكن تطبيقات الخرائط  "جوجل ماب، ويز، ومابس مي.." التي لا تعترف بفلسطين كدولة، لعلها أهم مميزات خدمة هذا الجيل، التي مازالت تحرم ملايين الفلسطينيين والسياح من تفاصيل الحياة الفلسطينية على الأرض وحقهم في إمكانية الوصول للمعلومات والحركة، فيما توفر كل ذلك للجانب الآخر.

وحتى لو اتجه الفلسطينيون لابتكار خرائطهم في الفضاء الالكتروني، فإنها ستصطدم بالواقع على الأرض التي تقطع أوصالها حواجز إسرائيلية ثابتة وأخرى مفاجئة، وإجراءات احتلالية تحول دون الالتحاق بمركب التطور في العالم.

ويرى رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة التكنولوجيا والمعلومات "بيتا" يحيى السلقان، أن الجيل الثالث أساس عمل تطبيقات خرائط الملاحة، رغم أن الجيل الثاني كان من الممكن أن يخدم تلك التطبيقات رغم أنه مكلف وبطيء.

ويضيف أن جوجل اعترفت بفلسطين مع اعتراف الأمم المتحدة بها وموجودة بخرائطها، إلا تلك الخرائط لم يجر عليها تحديث منذ سنوات، إثر تعاقد جوجل مع شركة تزودها بالبيانات، منوها إلى امكانية سيطرة المواقف السياسة على عمل تلك الشركة.

لكن في ظل محدودية تمتع الفلسطينيين بتطبيقات الخرائط العالمية، ما السبيل أمامهم لمواجهتها افتراضيا؟، وهل يمكنهم تجاوز تقسيمات جغرافية على أرض الوقع أفرزتها اتفاقيات دولية جعلت الأراضي الفلسطينية أشبه بقطع جغرافية تقسمها المستوطنات والحواجز؟.

يتفق وزير الاتصالات والمواصلات الأسبق مشهور أبو دقة مع السلقان، على إمكانية إنتاج تطبيقات المعلومات الجغرافية فلسطينيا، خاصة في ظل وجود شركات فلسطينية تملك القدرة على ذلك.

ويتابع: "يجب علينا كفلسطينيين عدم انتظار العالم ليمنحنا الخرائط، بل المطلوب وتحديدا من البلديات أن تسمي المنازل والشوارع".

وينوه أبو دقة إلى أن وزارة الاتصالات أعدت أرقام بريدية فريدة من نوعها ومتقدمة جدا مقارنة مع دول الإقليم، لو طبقت لسهلت مهمة الرقمنة، إلا أن البلديات ووزارة الحكم المحلي لم تبذلا جهدا في هذا المجال باستثناء بلدية رام الله.

ورغم سهولة ابتكار تلك التطبيقات مع توفر الجيل الثالث فلسطينيا، لكن يبقى استخدامها داخل المدن الفلسطينية أسهل من خارجها، فالمشكلة تكمن في الطرق الواصلة بين المدن نظرا لوجود الاحتلال، وفق السلقان.

ويؤكد "الهاتف لم يعد مادة للحديث فقط بل نفط العالم الجديد المعلومات، والثورة قائمة جميعها على البيانات، وإذا لم تتوفر خدمة الجيل الثالث كأن يريد أن يبقى الناس في العصر الحجري وعدم الانتقال لعصر البيانات".

ووفق عدد من الذين استخدموا تطبيق خرائط جوجل في الأراضي الفلسطينية من أجل الانتقال من مدينة لأخرى، فإن التطبيق يشير إلى عدم العثور على تلك الطرق، ولا يختلف الحال كثيرا فيما يتعلق بتطبيق "ويز" الإسرائيلي الذي استحوذت عليه جوجل عام 2013، حيث يشير إلى أن المناطق الفلسطينية عالية الخطورة أو محظورة على الإسرائيليين بموجب القانون.

وينوه وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سليمان الزهيري إلى أن اعتراف تطبيقات الخرائط بفلسطين "مرتبط بمواقف سياسية".

فغالبية الشركات الأمريكية المنشأ مثل "جوجل وأبل ومايكروسفت"  التي أعلن رئيسها دونالد ترمب في القدس عاصمة لإسرائيل قبل أسبوعين، وكذلك أخرى كندية واسترالية وغيرها، مرتبطة بمواقف تلك الدول المنحازة للموقف الإسرائيلي، يؤكد الزهيري.

ورغم الجهود التي بذلتها الوزارة مع شركة جوجل في تصوير ثلاثة مدن فلسطينية "رام الله وبيت لحم وأريحا" بتقنية ثلاثية الأبعاد، وإظهار المواقع الدينية والسياحية فيها، إلا أن بعض المسميات والشوارع مازالت تستخدم في تلك التطبيقات بأسماء إسرائيلية، وتختفي العديد من القرى والمناطق الفلسطينية على خرائطها.

ويؤكد الزهيري لـ"وفا" أن "فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، وهذا يحتم على الشركات أن تلتزم بوضع اسم فلسطين في تطبيقاتها، وقريبا ستتمتع بخدمة الجيل الثالث بعد حرمانها سنوات من قبل الاحتلال، وعلى الشركات العالمية أن تبذل جهودا في فلسطين".

ومن بين التطبيقات التي استطاع الفلسطينيون ابتكارها عام 2013، نظام "جيومولج" للمعلومات الجيومكانية في فلسطين، الذي أعده فريق متخصص من وزارة الحكم المحلي.

ويشير مدير نظام جيومولج جمال زيتاوي لـ"وفا"، إلى أهمية النظام مقارنة بتطبيق جوجل، فالنظام أكثر تخطيطا وتفصيلا، حيث يظهر كافة المناطق الفلسطينية بكافة تقسيماتها "أ، ب، ج"، ويعتمد على صور جوية واضحة بعكس جوجل.

وينوه إلى أن النظام الذي بات يسمح للجميع بدخوله بداية 2017 بعد أن كان حكرا على المؤسسات منذ 2013، يتم زيارته من 2500 زائر يوميا 15% منهم من خارج فلسطين.

ويؤكد زيتاوي أن "جيومولج" يضم 60 خريطة يتم تحديثها باستمرار، حيث يحتوي على كل ما يتعلق بقطع الأراضي والمباني وتصنيفات المخططات الهيكلية، والمستوطنات الموجودة على الأرض وعدد المستوطنين فيها شاملة مدينة القدس وقطاع غزة.

ـــ

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024