الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

نسرين العزة.. قصة صمود

أمل حرب

نسرين أيوب العزة، لاجئة فلسطينية من مواليد السعودية، وصلت إلى الضفة الغربية عام 1995 من خلال تصريح زيارة.. تزوجت من سكان الخليل، لم تسطع الحصول على لم الشمل لمدة 15 عاما.. استشهد زوجها عام 2015، ولا تزال صامدة في أكثر الأماكن اضطهادا بين مستوطنين حاقدين يحتلون منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل بالنار، والحديد.

"صدمت بمجيئي إلى الخليل صدمة العمر.. كنت قادمة من مكان سلم وأمن ورفاهية إلى آخر محاط بالمستوطنات والحواجز العسكرية في حي تل الرميدة... عدا عن قرب مسكني من مستوطنة " رمات يشاي" التي يسكنها أشد المتطرفين العنصرين، ودائما نسمع كلمات نابية منهم، بالإضافة إلى القاذورات، والزجاجات الفارغة التي كانوا يتعمدون رميها تجاه منازلنا" تقول العزة.

وتتابع: بيتي محاط بالمستوطنين وأبراج المراقبة، وقوات الاحتلال تعتلي سطح منزل أخ زوجي المطل على ساحة بيتي منذ عام 2000 حتى الآن، يتبولون في زجاجات ويلقونها على الأشجار المثمرة ليمنعونا من الاستفادة منها!

ووصفت حياة سكان تل الرميدة عام 2015 "بالمأساوية"، بقولها: كان مسرحا للاغتيالات، بسبب تزايد الأحداث الميدانية حينها، حيث أُعدمت هديل الهشلمون بدم بارد، وكانت قوات الاحتلال تعدم شبانا، وتضع السكاكين بالقرب منهم، انتقاما ومعاداة لوجودنا، وتمسكنا بأرضنا.

وحول قصة استشهاد زوجها الناشط في لجنة مقاومة الاستيطان والجدار، قالت: كان يتطوع في شرح أوضاع المواطنين في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية للمتضامنين، وللوفود الأجنبية، وكان يطلعهم على العبارات العنصرية التي كان المستوطنون يخطوها على الجدران وتتضمن الدعوة لقتل الفلسطينيين، وترحيلهم، وتهجيرهم، كذلك الحواجز العسكرية والمضايقات اليومية، وإغلاق الطرق القريبة، بالإضافة إلى إرهاب المواطنين في بيوتهم.

وأضافت: اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من الحاجز في 21/10/2015، أطلقت خلالها وابلا من الغاز السام، ووصل زوجي هاشم العزة إلى البيت مع الوفد متأثرا كثيرا إثر استنشاق الغاز، وشعر بالاختناق، وطلبنا الإسعاف من الهلال الأحمر، ولم يكن هناك تنسيق، فاضطرت الطواقم الطبية إلى سلك طريق وعرة وبعيدة بين الزيتون، ولخطورة وضعه، حمله الشبان على أكتافهم عبر الحاجز لإسعافه ونقله إلى المستشفى، وعندما وصلوا الحاجز تم تأخيرهم لأكثر من ربع ساعة، ما تسبب بتفاقم وضعه الصحي، واستشهد فور وصوله المستشفى.

وتتابع: وقع خبر استشهاده كالصاعقة، والحسرة كانت كبيرة لأنني لم أستطع فتح بيت عزاء في بيتي، بسبب منع الاحتلال للقادمين من الدخول، مما اضطررنا إلى تلقي واجب العزاء في بيت شقيق زوجي خارج تل الرميدة ليوم واحد فقط، وعدنا إلى البيت.

 وبحزن شديد ممزوج الفراق، تقول: كان موت زوجي يوم احتفال عند المستوطنين، حيث وزعوا الحلوى، وأحيوا حفلات رقص، إلا أن مستوطنة متطرفة أوقفت ابن أخيه، وقالت له: هاشم مات عادي بالغاز، أردت أن أرى دمائه تسيل في الشارع.

"الأمر الصعب في تل الرميدة، ولا تستطيع الأم الدفاع عن أبنائها أمام المستوطنين المسلحين، مهما ضربوه أو اعتدوا عليه، وبأي طريقة، ابنتي ذات الخمس سنوات كانت تمر عبر الحاجز للوصول إلى روضتها، وهي ترتجف من الخوف، بسبب مضايقات المستوطنين، والجيش، الذي يفتش حقائب الأطفال، ما يضطرني إلى مرافقتها، في الذهاب والعودة للمنزل" تضيف.

وتابعت: أثناء عودتي إلى البيت كنت أبكي على فقدان زوجي، واستذكر مواقفه النضالية، فكان الجنود يرتابون في أمري، ويرفعون السلاح في وجهي، ويخضعونني للتفتيش".

وأشارت إلى أكثر وضع مؤثر ومؤلم مرت به، وهو خسارتها لجنينها بعد 6 سنوات من الانتظار، إثر دفع إحدى المستوطنات لها، وضربها على بطنها، مما تسببت في إجهاضها، ولم تستطع أن تقدم شكوى للشرطة في تلك الفترة، كون سلطات الاحتلال لم تمنحها حق الاقامة، ولا يوجد معها هوية، وحملت مرة أخرى، وأجهضت من المستوطنة العنصرية ذاتها، التي كانت تكره زوجها وكل المواطنين في المنطقة.

وقالت: لا أثق بحركات السلام اليهودية التي تعمل في مناطق التماس، لتحيزهم للاحتلال، رغم أنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم مع حقوق الإنسان.

وتشير إلى أنها خريجة معهد الفنون الجميلة في الجامعة الاردنية، وتعكف دائما على الرسم، وتحاول من خلال رسوماتها التي كانت تبيعها للمتضامنين الأجانب، التعبير عن الوضع الفلسطيني العام، وتل الرميدة والخليل بشكل خاص، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال وغلاة المستوطنين.

وقالت: زوجي ترك ارثا كبيرا من العزة، والصمود، والثبات، وأولادي الأربعة الذين افتخر بتربيتهم تربية صالحة، ومتمسكون بأرضنا، وبيتنا، رغم أنف الاحتلال، وممارسات المستوطنين العنصرية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024