مسؤولون أميركيون: لم نجد تأكيدات موثقة على عدم انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة    طلبة الجامعات الأميركية يواصلون مظاهراتهم ضد تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة    الشبيبة الفتحاوية تثمن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية وتدعوا لأوسع تحرك في جامعات الوطنڨڨ    استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح    الرئيس يعرب عن تقديره لمواقف إسبانيا المبدئية ودعمها للقضية الفلسطينية    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة  

شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

الآن

ابتسامة مرحة على الوجه

  محمد علي طه
يزعم أهلنا في الجليل أن الميعاريين (أهل قرية ميعار المهجرة) يتحلون بخفة الظل وسرعة الخاطر، ويتناقلون عنهم طرائف عديدة، أبطالها أبو الفهد وأبو سامي وأبو العبد وأبو محمود وغيرهم من الذين عانوا من النكبة وقسوتها، وعاشوا أيام القلة، وأكلوا الخبز والبصل والخبيزة والعلت والمرار. ولو سمع الإنسان الوقور والجاد بل العابس "الذي لا يضحك وجهه للرغيف الساخن" احدى هذه الطرائف لتخلى عن وقاره.
 ويزعم آخرون أن الميعاريين ينافسون أحبابنا الخليليين في الفطنة والذكاء.
يحكون أن عبد الله العلي عامل البناء الذي بنى الدور والقصور والفيلات والأبراج في المدن والمستوطنات لأبناء عمومته، وشاب شعر رأسه وما زال يحلم بقسيمة أرض يقيم عليها بيتا صغيرا دافئا لعياله، عاد في أصيل يوم ربيعي الى بيته متعبا فاستحم وجلس ليتناول عشاءه مع الأولاد ورفيقة العمر التي وضعت صحون العلت وأرغفة الخبز على المائدة وقالت: "كلوا! صحتين! هذا العلت أزكى من لحمة الخروف!" فنظر الرجل الى زوجته وهو يحاول أن يتذكر المرة الأخيرة وربما الوحيدة التي أكل فيها هذا العام لحم الخروف الشهي الطري ثم قال: والله يا لطيفة، قد يكون كلامك صحيحا مئة على مئة، ولكن قولي لي يا بنت الأصول: لماذا لم ينزل الله تعالى "عصورة علت" على سيدنا إبراهيم عليه السلام!
ومن طرائف أبي القاسم الميعاري الذي كان يهم بتناول غدائه البسيط المكون من رغيف خبز وصحن بامياء وصحن سلطة بلدية، يعني بندورة وبصل ونعنع وفلفل حار ونقطة زيت، فاذا مجموعة من رجال الدعوة يدخلون البيت من دون ميعاد مسبق، فرحب بهم ودعاهم لتناول الطعام معه فطعام الواحد يكفي لخمسة ولا بد من الممالحة، فشكروه معتذرين، وطلبوا منه أن يتناول طعامه وحده، فبسمل أبو القاسم، وهو رجل أيسر، وغمس اللقمة الأولى بصحن البامياء فاعترضه أحد الشيوخ وأمره قائلا: تناول طعامك باليد اليمنى يا أبا القاسم! فلم يسمع أبو القاسم كلام الشيخ بل استمر يتناول طعامه بيسراه ويلتهمه فانتهره شيخ آخر: "حذارِ يا أبا القاسم. من يأكل باليد اليسرى تقاسمه الشياطين الطعام!" 
نظر أبو القاسم الى الشيخ وقال: هذه الشياطين التي تحدثني عنها مرت بالقرب من مطعم الجليل ومتنزه طمرة ومطعم الشام ومطعم بيروت والمطعم الايطالي حيث رائحة الكباب وأضلاع الخروف المشوية والدجاج والسمك فتركتها ولم تقترب منها وجاءت تقاسم أبا القاسم صحن البامياء يا شيخ؟ هذه شياطين حمير أجلك الله! 
وتابع كلامه: أرجو الا تعارضني يا شيخ فهناك حمار، اما أنا واما انت واما الشيطان!! 
وأرجو أن أكون قد أفلحت في زرع ابتسامة مرحة صغيرة على وجوهكم في هذا الصباح.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024