مسؤولون أميركيون: لم نجد تأكيدات موثقة على عدم انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة    طلبة الجامعات الأميركية يواصلون مظاهراتهم ضد تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة    الشبيبة الفتحاوية تثمن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية وتدعوا لأوسع تحرك في جامعات الوطنڨڨ    استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح    الرئيس يعرب عن تقديره لمواقف إسبانيا المبدئية ودعمها للقضية الفلسطينية    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة  

شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة

الآن

فضيحتكم في فيس بوك

بقلم: منجد أبو بكر

بعد أن أصبح الموقع رقم 1 عالميا على الانترنت، وتحول طالب جامعة إلى قائمة أغنياء العالم والذي يملك الان معلومات ما يزيد على ملياري شخص حول العالم، تعصف بهذا العملاق فضيحة مدوية حول تسريب بيانات مستخدميه لطرف ثالث يقوم باستغلالها للاستفادة منها في الانتخابات الاميركية عام 2016.

بدأ البعض يسوق الفضيحة ويدحرج بها ليصور للعالم ان هنالك تسريب معلومات خطيرا انتهك خصوصية المستخدمين دون اذنهم وأدى الى افشاء اسرارهم وان العالم قد أصبح غير آمن، لقد كشفت اسرارنا!

وهنا يجب التوضيح للفئة المضلَّلة من المستخدمين الذين تصوروا بشاعة الأمر ووصل بهم الى حالة من الهوس وكأن فيس بوك قامت ببيع او استخدام بياناتك – وهي قادرة على ذلك - لأطراف ذات سيادة او اهتمام محدد للاستفادة منها.

لنتحدث تقنيا بعض الشيء

عند استخدام فيس بوك يجب عليك قراءة سياسة الخصوصية الخاصة في الموقع وعلى الرغم من ان لا أحد تقريبا يقرأها الا انها لن تشكل عائقا امام خصوصية معلوماتك، في الحقيقة فيس بوك يتيح لك التحكم بجميع خيارات الخصوصية لأي منشور أو معلومة قمت بوضعها على الموقع، وكما هو الحال لدى العديد من الأشخاص البسيطين فهم لا يعيرون أمورا مثل هذه اهتماما جيدا، تماما كالمشاكل التي تحدث في جهاز الكمبيوتر والتي تظهر لك رسالة توضح ماهية هذه المشكلة ولكنك لا تقرأها وتكتفي بإحضار خبير لحل المشكلة!

تكرار هذا الامر أدى الى سوء استخدام البرامج او المواقع بشكل عام.

ما يحدث هو ان طرفا ثالثا يقوم بتطوير تطبيق على فيس بوك هذا التطبيق بكل بساطة يقوم باستئذانك للدخول الى صفحتك وقراءة قائمة اصدقائك ومنشوراتك وصورك ومعلومات معينة عنك كنت قد قمت بإدخالها بنفسك وعرضها على اصدقائك بمحض ارادتك، ولكن الامر مختلف هنا، فعندما تقوم بالحصول على معلومات عامة او بسيطة عن مجموعة كبيرة من الناس فانت قادر على التعرف على أفكارهم، اهتماماتهم ونشاطاتهم وتصنيف هذه المجموعة الى فئات حسب رغبتك فتستطيع ارسال رسائل تخاطب اهتمامهم وتقودهم إلى ما تريد!، الأمر بمثابة كنز عظيم لرواد الهندسة الاجتماعية، تخيل لو انك تملك مليون بريد الكتروني لسكان فلسطين وهي مصنفة حسب الاعمار والمنطقة والاهتمامات ماذا كنت ستفعل بها؟!.

أين يكمن الخطأ؟!

انت من وضع معلوماته وانت من نشرها فانت تتحمل مسؤوليتها، وعلى الرغم من أن فيس بوك يستطيع الوصول الى أي معلومة يريدها للمستخدمين لديه الا ان ما حدث لم يكن كذلك، لقد قمت انت بالسماح لطرف ثالث للوصول الى هذه المعلومة عندما قمت بعمل اختبار ترفيهي يخبرك "كيف سيكون شكلك بعد 50 عاما" او "من هو صديقك المفضل" او "من قام بزيارة صفحتك الخاصة" جميع هذه الاختبارات قام اشخاص باستغلالها للوصول الى معلوماتك الخاصة تحت غطاء "الاختبار".

الامر أسوأ عندما نتحدث عن الهواتف الذكية، فهنالك تطبيقات تقوم بطلب اذن بالدخول الى الصور والملفات والرسائل والادهى من ذلك طلب الاذن باستخدام الكاميرا، المايكروفون ومكان تواجدك في هذه اللحظة! هذا الامر يجعل التطبيق قادرا على تصويرك وسماعك وانت تتحدث في الغرفة دون استخدام الهاتف!

ما الحل؟!

بما أننا اتفقنا على ان الخطأ بدأ من عندك كمستخدم لهذه التطبيقات فالحل لديك، انتبه لرسائل التحذير، اقرأها وابحث عنها، افهم ماذا تعني ولا تتجاهلها ابدا، استفد من إمكانيات فيس بوك - أو غيره من التطبيقات - في حماية خصوصيتك ولا تقم بالسماح لاحد سواءً اشخاص او تطبيقات بالدخول الى منشوراتك ومعلوماتك، لا أحد يقوم بتصميم تطبيقات للترفيه فقط، انتبه لطبيعة المعلومات التي يقوم التطبيق بطلبها يمكنك دائما تحديد المعلومات التي تريد مشاركتها، مع تطور أساليب الحصول على المعلومات فقد تطورت أنظمة الحماية فاذا كنت مضطرا لاستخدام هاتف ذكي فقم بشراء الاحدث وقم بتحديث نظامه بشكل مستمر، أصبحت الان الهواتف الذكية تستأذنك في كل معلومة تريد الوصول اليها او كل قطعة في الجهاز تريد استخدامها، قد تتعجب من الأمر ولكن برامج الحماية "Antivirus" لن تستطيع حمايتك، اذا قمت بالسماح لتطبيق بالوصول الى معلوماتك فلن تمنعه هذه البرامج لأنك منحته هذه الصلاحية بإرادتك.

وعلى الرغم من أنك المسؤول إلا أن فيس بوك قد أعلنت عن تحملها مسؤولية عدم مراقبة نشاطات هذه التطبيقات وتحديد صلاحياتها وحجم المعلومات التي يمكنها الوصول اليها حتى بموافقتك.

كما تجدر الإشارة الى أن "مارك" مؤسس فيس بوك قد قام بالاعتراف بأن الموقع يقوم باستخدام ما تكتبه على صفحتك او في رسائلك الخاصة لتوجيه إعلانات محددة بناءً على هذه الرسائل والمحادثات بحجة تحسين نوعية الإعلانات التي تظهر لك.

لذلك فانتبه لما تجهله، فالجاهل عدو نفسه.

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024