مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

عصفور طل

 

 يامن نوباني

في الطبيعة، يُعرف العصفور بأنه طير حُر، يهرب من القفص والحديد، لكنه في حالة "عاهد نصاصرة"، يأتي إلى القفص بجناحيه.

عبر كوة صغيرة في غرفة السجن يطل عصفور، متسللاً من فوق الأسوار ومن بين الأسلاك الشائكة، ليحط على راحة يد نصاصرة، بعد أن غرد له بصوت تدرب عليه كثيرا قبل السجن، وخَبِرهُ من أجوائه الريفية الصافية.

فيديو لا يُعرف تاريخه، خرج من سجون الاحتلال الاسرائيلي يُظهر الأسير عاهد نصاصرة (37 عاما) من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وهو يطعم العصفور الذي تسلل إلى قلبه ويديه، ويسقيه من ريقه.

يقترب العصفور بمنقاره إلى فم عاهد، يتناول رزقه الذي قدره الله له، ويعيد الكَرَّة بكل اطمئنان. في حالة رهيبة من الانسجام والسلام بين الحُرين.

في القصة ما يشبه عصفور رواية "تلك العتمة الباهرة" للطاهر بنجلون، والتي تروي حكاية 23 سجينا اتهموا بمحاولة الانقلاب الشهير" انقلاب الصخيرات" على الملك المغربي الحسن الثاني في العام   1971. فبطل الرواية عزيز بنبين، يدخل إليه عصفور من فوهة الزنزانة، فيطعمه ويسقيه، ويصبح مؤنسه.

نصاصرة والملقب بـ "التوري"، اعتقل بتاريخ 23-5-2002 وحكم عليه بالسجن 32 عاما، أمضى منها حتى اليوم 16 عاما.

أحد أقرباء عاهد قال لـ"وفا": لعاهد هواية تربية الطيور بكافة أنواعها، إضافة إلى هوايته في الكتابة. اعتقل بعد كمين للاحتلال لمجموعته في بلدة يعبد في جنين. وكان في العشرين من عمره، مهنته الأساسية في مجال البلاط "بليط".

وأضاف: نحن نعرف شخصية عاهد الشجاعة والجريئة، فمع اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول 2000، التحق عاهد بالمقاومة الفلسطينية ليشكل خلية نضالية مع رفاقه (أبناء خالاته): عارف أبو سمرة والمحكوم 23 عام، وبشار نصاصرة والذي تحرر من الأسر مؤخرا بعد قضاء محكوميته البالغة 14 عاما. ولعاهد شقيق التحق بالثورة الفلسطينية في نهاية السبعينات، وهو اليوم مغترب خارج الوطن ويعيش في دمشق.

وذكر: والدته توفيت عام 2001، أما والده ففقده وهو في الأسر عام 2005، وترك عاهد خلفه طفل بعمر 6 أشهر، وهو حسن، ويلتقط رزقه عبر عمله توصيلات "ديلفري" على دراجته النارية. لُقب عاهد بـ"التوري" نسبه لشيء ما يخص المصارعة الحرة في زمن قديم.

وختم قريب نصاصرة: تم ملاحقة الفيديو من قبل مصلحة السجون والضغط لعدم نشره لما له من أهمية في اظهار الجانب الإنساني لقضية عادلة، حيث يقف على يده عصفور تم ترويضه على فترات حتى استساغ الوقوف على يده لتناول الطعام والماء من فمه، فبالرغم من الأسلاك الشائكة التي أحاطت بالأسير عاهد فقد عزف أجمل ألحان الحرية في الوقت الذي يدوس فيه الكثيرون خارج هذه الأسلاك أسراب النمل وهي في طريق عودتها لقريتها تحمل طعامها بتثاقل.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024