بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات    الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح    الحراك الطلابي يتسع.. انضمام جامعات جديدة في العالم دعما لفلسطين    21 شهيدا وعشرات الاصابات في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة غالبيتهم من رفح    الاحتلال يحتل معبر رفح ويوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    في اليوم الـ214 من العدوان: شهداء وجرحى في سلسلة غارات عنيفة على رفح وغزة وجباليا    الهلال: الاحتلال يحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل في مخيم طولكرم    الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات    الاحتلال يطالب المواطنين بإخلاء رفح جنوب القطاع    "جوال" تعلن عن وجود خلل عام يؤثر على خدمات الاتصال الخلوي    خريجون يرفعون العلم والكوفية الفلسطينية أثناء حفلات التخرج في الجامعات الأميركية    الاحتلال يهدم طابقا من منزل ومنشأة تجارية في رأس كركر شمال غرب رام الله    في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح  

في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح

الآن

"كلية" حسام هدية لشقيقه محمد

- رشا حرزالله

بين ليلة وضحاها، وجد محمد نفسه على سرير المستشفى، ضمن قائمة مرضى الفشل الكلوي، رغم أنه لم يشتكِ سابقا من أية أمراض.

حدث ذلك عقب حالة إغماء تعرض لها الأسير محمد بشارات (34 عاما)، من بلدة طمون جنوب شرق مدينة طوباس، نتيجة تناوله طعاما ملوثا داخل عزله بسجن النقب في آيار/ مايو العام المنصرم، تقيأ عقبها دما، وارتفعت درجة حرارته، وبات اليوم يغسل كلى ثلاث مرات أسبوعيا.

تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وبعد تسع سنوات من المحاولة، التقى حسام أخيرا بشقيقه محمد داخل سجنه في الرملة، حيث وللوهلة الأولى لم يعرفه، فقد بدا محمد شاحبا وهزيلا ومريضا، لخّص حسام لنا اللقاء بثلاث كلمات "محمد ليس محمد".

اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي محمد في الأول من شهر آب/أغسطس عام 2001، وكان عمره في ذلك الوقت (16 عاما)، متهما إياه بمحاولة تنفيذ عملية في الداخل المحتل، وحكم عليه بالسجن 18 عاما، أمضى منها 17 عاما، ومن المقرر أن يفرج عنه في شهر آب/ أغسطس العام المقبل.

لكن حسام وعائلته لا يريدون استقبال ابنهم محمد شهيدا، كما حدث مع غيره من الأسرى الذين ارتقوا بعد أن حاربتهم دولة الاحتلال في صحتهم، وتركتهم يجابهون الأوجاع وحدهم، دون أن تكترث في تقديم العلاج لهم، فعادوا لعائلاتهم بعد سنوات الانتظار شهداء.

لذا وما إن قررت محكمة سالم العسكرية نهاية عام 2017، ضرورة إجراء عملية زراعة كلية لمحمد، بناء على التقارير الطبية التي صدرت عن المستشفى، حتى باشر أفراد عائلة بشارات بإجراء فحوصات مخبرية لمعرفة من منها تتطابق أنسجته مع أنسجة محمد، ليكون حسام هو الأنسب بالتبرع.

عام كامل مر على قرار المحكمة وإجراء الفحوصات، دون أن تسمح إدارة مصلحة سجون الاحتلال بزراعة كلية لمحمد، وفي كل مرة يطالبهم فيها بإجراء العملية، يجد حجة مختلفة، أخرها أن موعد الإفراج عنه اقترب.

في الزيارة الأخيرة حاول حسام مدّ شقيقه محمد بالمعنويات، وتقوية عزيمته، وأنه سيتعافى قريبا، وأبلغه بأنه جاهز لإعطائه كليته بمجرد سماح الاحتلال له بإجراء العملية، فوجد ان لدى محمد من العزيمة والصبر ما يغنيه عن محاولاته.

وقال حسام: "كان أول ما طلبه مني محمد هو عدم التبرع له، لأن لدي خمسة أطفال، وأنه سيقاوم المرض وراض بما قسمه الله له".

رد حسام على شقيقه بأن "هذا ليس تبرعا، فكليتي هدية لك، وهي تعويض بسيط عن تضحيتك، وأنا أعلم أنها لن تعطيك شيئا من حقك علينا".

ومؤخرا بدأ الأسير المريض محمد بشارات بالتوقف عن تناول أدويته، كإجراء تصعيدي، وأبلغ إدارة سجون الاحتلال بأنه سيتوقف عن جلسات غسيل الكلى أيضا، وسيدخل في إضراب مفتوح عن الطعام، في حال استمرار منعه من إجراء عملية زراعة الكلى، في حين تعيش عائلته قلقا بالغا نتيجة التدهور الخطير على حالته الصحية.

يقول حسام إن الاحتلال هو السبب بمرض شقيقه، حيث وبشهادة زملائه الأسرى، فإن محمد لم يشتك سابقا من أية أمراض، وكان يمارس الرياضة بشكل منتظم، ولا يدخن، ويتناول طعامه بانتظام، لكنه اليوم غير قادر على القيام بأدنى متطلبات الحياة اليومية.

"وقفت أمامه من خلف الزجاج العازل، وقلت له هذا جسدي أمامك بإمكانك أخذ أي قطعة منه، المهم أن تبقى على قيد الحياة فإنا لا أريد استقبالك شهيدا"، بهذه الكلمات أنهى حسام زيارة شقيقه محمد.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024