انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات    الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح  

الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح

الآن

قبلتا اللقاء والوداع الاخيرتان

 بسام ابو الرب

شهر آب من العام 2017، كان مميزا للأسير كامل الخطيب (41 عاما) من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، بعد احتضان والدته المقعدة، بعد حرمان خمس سنوات من الزيارة، في سجون الاحتلال.

القبلة الأخيرة التي طبعتها خديجة الخطيب والدة الأسير كامل (التي كانت تعاني من أمراض مزمنة)، على جبين نجلها الذي حرمت منه لأكثر من 16 عاما، حملت معها الكثير من حرارة اللقاء والوداع.

بعد 16 عاما أفرجت قوات الاحتلال، يوم الخميس، عن الأسير الخطيب، توجه مباشرة إلى مستشفى الاتحاد في مدينة نابلس للقاء والدته، التي دخلت في غيبوبة بعد وعكة صحية.

وصل الأسير المحرر إلى غرفة العناية المكثفة في المستشفى، طبع على جبين والدته عددا من القبلات، وبعدها حملت إحدى المواطنات إكليلا من الزهور، وقالت: "وصية أمك ان تلبس هذا الإكليل، لأنها كانت تحلم تلبسك إياه عند الإفراج عنك".

" لم انس بعد تلك المشاجرة مع سجاني الاحتلال في شهر آب الماضي، عندما أرادوا حرماني من رؤية والدتي، وإبقائها خلف الزجاج في وضعية لم تكن تستطع رؤيتي فيها، فهي مقعدة وتجلس على كرسي متحرك، بعد دقائق استطعت رؤيتها واحتضانها، لتطبع على شفاهي وجبيني قبلة، أدركت وقتها أنها الأخيرة". يقول الأسير المحرر الخطيب في حديث مع مراسل وكالة "وفا".

"أمي كان لها باع طويل في النضال حتى قبل بداية انتفاضة الحجارة، وإبان انتفاضة الاقصى، فكانت في قتال دائم مع قوات الاحتلال، خاصة عند اقتحامهم مخيم بلاطة، وفي لحظات كانت تهجم عليهم في محاولة منها تحرير احد المعتقلين"، يضيف الخطيب.

ويقول: "كانت أم الأسرى والمناضلين ومنذ صغرنا ونحن نراها تأوي عددا منهم، وتقدم لهم الطعام والشراب، وبعض الأحيان تتعرض للضرب من قبل قوات الاحتلال، ومنها تعلمنا النضال ضد الاحتلال".

ويتابع الاسير الخطيب: "الانتظار ساعات طوال، وتغير مكان الافراج، رغم معرفة قوات الاحتلال مسبقا ان أمي في العناية المكثفة، وقد نفقدها بأي وقت، كلها كانت محاولات التنغيص على العائلة وفرحتها بالإفراج عني".

ويقول "وصلت المستشفى بعد ساعات، قبلت جبينها ورأسها وأمسكت يدها، رغم أنها في حالة غيبوبة الا انها كانت تحكم قبضها على يدي، وتفتح إحدى عينيها وتغلقها".

ليلة امس الجمعة، أعلن عن وفاة خديجة والدة الأسير المحرر الخطيب عن عمر ناهز الـ78 عاما.

في احد الفيديوهات التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الاسير الخطيب وهو يقبل والدته المتوفاة، أكثر من 17 قبلة، بعد ان كشف عن وجهها، وقال لها: " طلعت غصب عنهم وشفتك".

الاسير الخطيب اعتقل بتاريخ 12-2-2003 ، وحكم عليه بالسجن 16 عاما، عقب اعتقاله في اشتباك مسلح في مدينة نابلس، وتوفي اثنين من اشقائه وهو داخل الاسر.

" توفيت ام المناضلين والاسرى، التي لم تترك مناسبة او مسيرة الا وشاركت فيها، رغم المرض وعدم قدرتها على الحركة"، يقول عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس عماد الدين اشتيوي.

ويضيف اشتيوي: خديجة الخطيب كانت تأمل ان تستقبل نجلها بعد الإفراج عنه، وتلبسه إكليلا من الزهور، وتحلم برؤية احفادها منه، الا انها توفيت وحرمت من تحقيق ابسط أحلامها، برؤية نجلها بين أحضانها، وان تطعمه من يدها، وتعيد الفرحة الى بيتها، بعد حرمان 16 عاما.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024