مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

طريق اللاعودة

زهران معالي

تشكل مطلة البحر الميت (400 متر تحت سطح البحر) منطقة عالية الخطورة للمتنزهين ومرتادي المكان، من السياح الفلسطينيين والأجانب، وفق أهالي المنطقة ومختصين.

فبعد ثلاثة أيام من البحث المتواصل في تلك المنطقة، تمكنت طواقم الإنقاذ من العثور على جثة الشاب عصمت عبد الهادي العجوري من مدينة نابلس، أسفل جرف صخري، بعد أن اختفت آثاره بينما كان في جولة للتنزه برفقة شقيقه وابن عمه واثنين من أصدقائه.

وعلى مساحة أكثر من 40 كيلو متر انتشرت فرق من متطوعي الدفاع المدني التابعة للاتحاد الفلسطيني لرياضة مركبات الدفع الرباعي، برفقة عشرات الشبان من عرب الجهالين والرشايدة والكعابنة، في صحراء بيت لحم وصولا لمنطقة عين جدي والنبي موسى، بحثا عن الشاب المفقود.

العجوري الشاب الثاني الذي تفقده مدينة نابلس خلال ستة الشهور الماضية في منطقة المطلة على البحر الميت، حيث تعرض الشاب محمد سويدان في شهر تشرين أول الماضي لحادث سقوط في المنطقة وأدى لوفاته.

ويقدر الدليل المحلي فرحان الرشايدة في حديث لمراسل "وفا"، إلى أن أكثر من 15 إسرائيليا وسائحا أجنبيا لقوا حتفهم في المنطقة خلال السنوات الماضية، إثر تعرضهم للسقوط من المنحدرات الصخرية التي تتكون منها المنطقة، والتي تغري الزائر للمنطقة للصعود إلى أعلى الجبال كما حدث مع الشاب العجوري، إلا أنها تمتاز بتفتتها.

وفرحان (31 عاما) من قرية عرب الرشايدة شرق بيت لحم، ويجوب المنطقة بشكل شبه يومي برفقة المجموعات السياحية من الفلسطينيين والأجانب. وعادة ما تشارك طواقم الإنقاذ الإسرائيلية ومروحيات الاحتلال؛ نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة ووقوعها تحت السيطرة الإسرائيلية، في البحث عن المفقودين في تلك المنطقة وآخرها حادثة الشاب العجوري، خاصة أنها تفتقر لخدمات الإسعافات الأولية وأدوات السلامة، وفق الرشايدة.

ويتابع: منطقة المطلة التي تمتد من النبي موسى إلى وادي الدرجة، تملؤها الأودية وكل واد يطلق البدو له اسما "وادي فرات"، "وادي النار"، "الغويرات، و"شد الحية".

"الصحراء أهلها يضيعون فيها، ننصح الجميع بعدم التوجه للمكان إلا بمرافقة دليل سياحي أو مختصين فقط، نظرا لخطورة المنطقة سواء بطبيعة صخورها المتفتتة وانتشار الحيوانات الخطرة فيها كالضباع والذئاب" قال الرشايدة.

ويوضح: خلال البحث عن الشاب العجوري تمكنت طواقم الإنقاذ من العثور على جثمان إسرائيلي متحللة كانت آثاره فقدت في المنطقة قبل 6 أشهر.

وتتواجد منطقة مطلة البحر الميت ضمن الصدع العظيم أو حفرة الانهدام، وهي أحد الأسماء الشائعة لصدع جيولوجي كبير يبلُغ طوله أكثر من ستة آلاف كيلومتر ويتراوح عرضه بين 7-20 كم، يمر بـ22 دولة، من تركيا غرب القارة الآسيوية وصولا لموزمبيق شرق القارة الأفريقية، وفق مدير جمعية الحياة البرية عماد الأطرش.

ويبلغ أعلى ارتفاع للصدع العظيم 1170 مترا فوق سطح البحر قرب بعلبك اللبنانية، فيما يشكل البحر الميت أدنى نقطة في الصدع والعالم حيث ينخفض لأكثر من 400 متر تحت سطح البحر.

ويشير الأطرش إلى أن المنطقة جبلية تعرضت لبركان قبل ملايين السنين، ما أدى لتشكل حفرة الانهدام، وتتراوح ارتفاعات المنحدرات الصخرية فيها بين 100-150 مترا عن شواطئ البحر الميت، موضحا أن تلك المنحدرات باتت صخورها حادة "صوان" يختفي عنها الغطاء النباتي.

ونوه إلى أن عوامل التعرية في الطبيعة من الرياح الشديدة وانجراف المياه وتكون الفيضانات السريعة العشوائية والمفاجئة كذلك، في تلك المنطقة القادمة من منطقتي وادي النار ووادي الدرجة أدى لتشكل الصخور الحادة، مؤكدا أنهما من أخطر المناطق للتسلق والسير.

ويضيف الأطرش أن المنطقة حالكة الظلام ليلا، ومحاولة السير بين منحدراتها حتما سيؤدي إلى كارثة، وتشكل بداية السفوح الجبلية في المنطقة نقطة إغراء لهواة التسلق فتظهر أن السير فيها سهل، إلا أن تلك الطرق تحمل المفاجآت حتى لسكان المنطقة من البدو، مؤكدا ضرورة مرافقة أدلاء سياحيين عند زيارة المنطقة، والالتزام بالعلامات والإشارات التحذيرية الموجودة في المنطقة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024