بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات    الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح    الحراك الطلابي يتسع.. انضمام جامعات جديدة في العالم دعما لفلسطين    21 شهيدا وعشرات الاصابات في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة غالبيتهم من رفح    الاحتلال يحتل معبر رفح ويوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    في اليوم الـ214 من العدوان: شهداء وجرحى في سلسلة غارات عنيفة على رفح وغزة وجباليا    الهلال: الاحتلال يحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل في مخيم طولكرم    الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات    الاحتلال يطالب المواطنين بإخلاء رفح جنوب القطاع    "جوال" تعلن عن وجود خلل عام يؤثر على خدمات الاتصال الخلوي    خريجون يرفعون العلم والكوفية الفلسطينية أثناء حفلات التخرج في الجامعات الأميركية    الاحتلال يهدم طابقا من منزل ومنشأة تجارية في رأس كركر شمال غرب رام الله    في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح  

في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح

الآن

محمد الثاني..

 بسام أبو الرب

مع نهاية عام 2018 كان محمد فوزي العدوي يخطط وزوجته لينا لاستقبال مولودهما الثالث، يحاول كل منهما اختيار اسم له، رغم أن الحمل كان في بدايته، ولم يعرف جنس الجنين بعد.

في الحادي والعشرين من كانون الثاني عام 2019 خرج العدوي بعد صلاة المغرب ليقضي حاجات بيته الكائن في اسكان روجيب شرق نابلس، ويشتري ما يلزمه بعد أن استعار مركبة أخيه متوجها إلى بلدة حوارة.

عشر دقائق مضت على غياب محمد (36 عاما)، حتى تلقى الأخ الأصغر إحسان اتصالا من ضابط في قوات الاحتلال يسأله عن محمد ولماذا أغضبه الأهل (...)، الأمر الذي لاقى استهجانا من العائلة عن طريقة السؤال وطبيعته، حتى انتشر خبر استشهاد أحد المواطنين على حاجز حوارة جنوب نابلس برصاص الاحتلال.

العائلة سمعت خبر استشهاد نجلها محمد عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعات، حيث وقع على العائلة كالصاعقة، والتي لم تصدق ما حدث حتى اللحظة، خاصة أن قوات الاحتلال ما زالت تحتجز الجثمان في الثلاجات حتى اليوم.

عائلة الشهيد لم تره ولا تعرف مكانه منذ لحظة استشهاده:

في السابع والعشرين من الشهر الجاري، رزق الشهيد العدوي بمولوده الثالث، والذي حمل اسمه محمد محمد فوزي العدوي، ليخلد ذكراه ويبقى اسمه يتردد بين أروقة المنزل، حسب ما أكدته لينا زوجة الشهيد العدوي لمراسل "وفا".

 زوجة وطفلا الشهيد محمد العدوي يجلسون بالقرب من مولوده الجديد محمد في منزله 

نحو ستة أشهر مضت وطفليّ الشهيد العدوي جمانة أربع سنوات، وعمر ثلاث سنوات، ينتظران والدهما أن يطل من باب المنزل محملا بالحلويات والسكاكر كما اعتادا عليه كل يوم.

جمانة تقول "محمد مات طَخّوه وأخذوه اليهود. (...)"، أما عمر يركب دراجته الهوائية الصغيرة، ويلعب بها في ساحة المنزل، ويقول "محمد اشترى هاي الدراجة"، يجيب على سؤال أحد أعمامه؟

زوجة الشهيد العدوي لم تخلع الأسود عنها بعد، فحزنها الدائم على فراق زوجها، والذي لا تسطيع أن تستوعبه رغم مضي هذه الأشهر على استشهاده.

"فرحة قدوم محمد الابن، لم تنه حالة الحزن التي تعيشها العائلة، التي تتمنى مستقبلا وحياة مليئة بالحب والسلام للطفل محمد"، تقول العدوي.

"الشهيد محمد كان متشوق كثيرا لمعرفة نوع الجنين ليختار له الاسم إذا كان المولود ذكرا، وها هو اليوم يحمل اسمه"،  تضيف العدوي.

" أبو رياض كنية كانت تلازم إحسان الأخ الأصغر للشهيد العدوي منذ الصغر، لكن بعد قدوم طفله الأول وبنفس تاريخ ميلاد عمه الشهيد، الخامس من نيسان، أطلقت عليه العائلة اسم محمد.

فوزي عبد الله العدوي (68 عاما) والد الشهيد محمد، يقول " بتاريخ 21-1-2019 استشهد محمد وحتى اليوم لم نسمع شيئا عن رواية استشهاده، فقط أنه فارق الحياة على حاجز حوارة، بعد اطلاق الرصاص عليه من قبل الاحتلال".

" الاحتلال لم يفصح عن أي معلومات عن مصير ولدي الشهيد أو حتى مكان احتجازه، وعندما طالبنا بفتح تحقيق والعودة الى كاميرات المراقبة المنصوبة على الأبراج قرب حاجز حوارة، تذرع بأنها معطلة منذ أكثر من شهر"، يضيف والده.

وتابع" محمد ترك أطفالا هم الآن ايتام ليس لهم معيل إلا الله، وزوجته كانت حامل وقتها بثلاثة أشهر، واليوم رزقنا بمولود أسميناه محمد على اسم الشهيد، كي نُخلّد ذكراه".

الشهيد العدوي عاش حياة بين ستة أخوة وأخت لهم إضافة إلى والديه، فهم لا يعرفون معنى الاستسلام أبدا، متمسكون بأمل رجوعه يوما رغم خبر استشهاده.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024