الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات  

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات

الآن

الشهيد الدُرّة .. 19 عاماً على مشهد هز العالم

 إيهاب الريماوي

لا يزال مشهد احتماء الطفل محمد جمال الدرة (12 عاما) خلف أبيه من رصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي بشارع صلاح الدين في غزة، قبل 19 عاما حاضرا في عقول وأذهان أبناء شعبنا.

العالم كله كان شاهدا على الجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال على الهواء المباشرة، الا أن ذلك لم يمنع الاحتلال من مواصلة جرائمه بحق أبناء شعبنا، خاصة الأطفال في تحد سافر لكافة الأعراف والقوانين الدولية.

وكان جمال الدرة خرج في صباح الثلاثين من أيلول/ سبتمبر عام 2000 من منزله في مخيم البريج بقطاع غزة مع طفله محمد إلى مزاد للسيارات حتى يقتني واحدة، وفجأة يجد نفسه محاصرا تحت نيران جنود الاحتلال الاسرائيلي في شارع صلاح الدين.

تمكن جمال من الاختباء خلف برميل اسمنتي، وأسند محمد خلفه، كان يصرخ على جنود الاحتلال أن يتوقفوا عن إطلاق النار، لم تجد صرخاته صدى، طلقة طلقتين عشرة عشرين، الرصاص يصيب البرميل والجدار والأرض، وفجأة يصيب الرصاص الجسم والأقدام والأيدي، حتى وصل البطن والحوض، ويخترق الرصاص بطن الطفل محمد ويخرج من ظهره.

 

استشهد محمد، وأصيب والده بجروح بقي ينزف منها لوقت طويل، في مشهد هز العالم ووثق بالفيديو لمدة 63 ثانية بعدسة مصور قناة فرانس الثانية "شارل أندرلان".

ولد محمد في الثاني والعشرين من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر عام 1988، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي، وعاش في كنف أسرة بسيطة لاجئة من مدينة الرملة، والده يعمل نجاراً، ووالدته ربة منزل، لاحقاً بعد استشهاده رزقت عائلته بطفل أطلقت عليه اسم محمد تيمناً بشقيقه.

مشهد الإعدام يصفه ضابط الإسعاف علي خليل: "كمية الرصاص التي أطلقها جيش الاحتلال كانت كبيرة جداً، ولم تفلح محاولات الوصول إلى محمد ووالده، رغم التحذيرات بخطورة المجازفة، بقينا أنا وزميلي الشهيد بسام البلبيسي داخل سيارة الإسعاف نحاول البحث عن طريق آخر، لكن فجأة وضع بسام يده على قلبه، وقال: علي أنا تصاوبت.. اسعفني، ثم أرخى رأسه إلى الخلف وهو ينزف".

حاول الاحتلال وجهات يمينية متطرفة التنصل من الجريمة، والادعاء أن الطفل محمد قتل برصاص فلسطيني، غير أن الصحفي أندرلان أورد في كتابه "موت طفل" اعتراف قائد العمليات في الجيش الإسرائيلي جيورا عيلاد، الذي صرح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2000، بأن "الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود الإسرائيليين".

قصة محمد ليس الحالة الوحيدة لكنها تصدرت الصحف والمواقع العالمية بعد توثيق الحادثة، ففي نفس العام استشهد 94 طفلاً حسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، والعام الذي يليه استشهد 98 طفلاً، و192 شهيدا في عام 2002، و130 شهيدا في عام 2003، و162 شهيدا في عام 2004، وحتى نهاية شهر أيلول/سبتمبر 2019 وصل عدد الشهداء الأطفال منذ نفس الشهر من عام 2000 إلى2103 شهداء.

استهداف جيش الاحتلال للأطفال لم ينقطع يوماً، ففي الثامن من شباط/ فبراير قتل قناص الطفل حمزة شتيوي شرق قطاع غزة، وفي الخامس عشر من الشهر الماضي استشهد الطفل نسيم أبو رومي من بلدة العيزرية برصاص شرطة الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى، وفي الثالث والعشرين من يوليو/ تموز العام الماضي استشهد الطفل أركان مزهر 15 عاماً في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، وفي قرية قدوم شرق قلقيلية وفي الثاني عشر من شهر تموز/يوليو من العام الجاري أصيب الطفل عبد الرحمن ياسر شتيوي بالرصاص الحي في رأسه بينما كان يلهو في فناء منزله بقرية كفر قدوم شرق قلقيلية.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024