الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين    الاحتلال يقتحم مناطق في بيت لحم ويداهم عدة منازل    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مستعمرون يحرقون شاحنة ويعتدون على سائقها شرق رام الله    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال في بلعا وعنبتا شرق طولكرم    "الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات  

14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات

الآن

تفاؤل الارادة

كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"

حين قال الشاعر الطغرائي  " أعلل النفس بالآمال أرقبها / ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل " فإنه كان ينطق بتفاؤل الإرادة، حتى وهو في واقع غاض الوفاء، وفاض الغدر فيه كما قال في القصيدة ذاتها..!! وتفاؤل الإرادة، في رؤية المفكر الإيطالي الكبير أنطونيو غرامشي، ضرورة فلسفية لمواجهة تشاؤم العقل، التشاؤم الذي يعني هنا بتبسيط شديد تغليب النظرية على الواقع، ما يجعله يتقدم خطوة، ويتراجع خطوتين، فيما الإرادة التي تحركها الروح بحرارة قيمها، وبما تحمل من تطلعات وأحلام، تتحدى الصعب، بإدراك الضرورة والامتثال لها، فتقتحم الصعب أيا كان، وهذا ما جعل الحياة دوما، لا ممكنة فحسب، وإنما متطورة أيضا.

ولطالما كنا نحن الفلسطينيين نغلب تفاؤل الإرادة، في أصعب المحن وأخطرها، دون أن نرمي تشاؤم العقل بنقيصة النكران، وها نحن اليوم نعيش الصعوبات بمختلف عناوينها، وفي حسابات العقل يتفلت التشاؤم ليحظى بأوسع مساحة له، وثمة من يحاول تغذية هذا التشاؤم، بالشائعات والتقولات المصنعة أغلبها في الدوائر المعادية لفلسطين وشعبها، ولكي ننسى تفاؤل الإرادة، ونغلق فسحة الأمل، كي تكبر دولة الاحتلال بغيلتها، ومشروعها الاستعماري...!! على أنه ما ينبغي أن يكون واضحا تمام الوضوح، إن تفاؤل الإرادة فلسطينيا، هو تفاؤل التحريض على العمل، لا تفاؤل الغارقين في أحلام اليقظة والنوم معا..!! إنه تفاؤل المعرفة الواقعية التي تقود إلى صواب المواقف، وحتى إلى صواب التفكير فلا يعود التشاؤم مهيمنا عليه، ولأن "أضيق الأمر لو فكرت أوسعه" كما قال شاعر آخر هو ابن زريق البغدادي.

لن نقبل أن نجوع في المحصلة، لكنا لن نرضى بالذل والخنوع، في سبيل لقمة العيش فحسب مثلما تقدمها "صفقة القرن" وخطايا التطبيع..!! لن نقبل ولن نرضخ، ونثق أن لنا قيادة تتحرك  في كل اتجاه كي ندحر الصعوبات التي نعيش هذه الأيام، ولعلنا نكشف ما نعرف أن الرئيس أبو مازن بات يوفد الموفدين هنا وهناك، ويصل الليل بالنهار، وهو يجري اتصالات مع دول عدة، للخروج من الازمات التي تشكلها الصعوبات الراهنة، التي فاقمتها جائحة الكورونا، وتخطيها نحو انفراج بليغ خاصة على الصعيد الاقتصادي، ومنه أولاً قضية الرواتب التي تأخرت كثيراً..!!

ويبقى أهم مبدأ لتفاؤل الإرادة، حسن الظن بالله العلي القدير الذي قال الصحابي عبد الله ابن مسعود " قسما بالله ما ظن أحد بالله ظنا، إلا أعطاه ما يظن " وقيل أيضا أمثولة الصبر عند النبي أيوب عليه السلام، هي أمثولة الظن الحسن بالله جل جلاله وقد أثمر الصبر فرجاً عظيماً، وبالقطع فأننا نثق ونؤمن، أنه لن يكون لنا غير هذا الفرج العظيم، وطنابحياة الحرية والكرامة والاستقلال .

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024