الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

عائلة أبو عمار الكبرى.. الحذر من الجريمة التالية

كتب: موفق مطر
نعتقد أن شخصية الرئيس القائد الرمز ياسر عرفات أبو عمار السياسية والإنسانية والاجتماعية بعد استشهاده ستبقى ملكا للشعب الفلسطيني كما كان في حياته، مع حق الأقرباء – الأصول والفروع– وفق الأحكام الشرعية القانونية. 
ما زالت قضية اغتيال القائد الرمز أبو عمار في عهدة نيابة الشعب الفلسطيني وقيادته الرسمية المدركة لأهداف مجرمي الحرب في منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري وأدواتهم المستخدمة في اغتياله بالسم. ونحن على يقين أن واحدا في العالم لن يكون أحرص من القيادة وعلى رأسها الرئيس أبو مازن لبيان الحقائق للشعب الفلسطيني صاحب الحق العام والخاص أيضا، ونستطيع القول إن عائلة أبو عمار المعنوية متفرعة ومتنوعة حتى بلغت الأحرار في اتجاهات الأرض الأربعة وقاراتها، فأبو عمار رمز نضالي تحرري عالمي يعتبره الأحرار المناضلون من اجل الحرية والعدالة في العالم على تنوع جنسياتهم وأعراقهم أبا روحيا، وقيمة عظيمة لا تقل عن قيمته ومكانته لدى أي فرد في عائلته الصغيرة. 
يبقى الشعب الفلسطيني عائلة ياسرعرفات الكبرى، وتبقى القيادة الفلسطينية الشرعية الرسمية الوريث الرئيس، مالك الحق في مقاضاة مجرمي الحرب الذين قرروا وخططوا ونفذوا جريمة اغتياله، دون إغفال حق عائلته الصغرى في متابعة مصير ملف القضية، لكن ليس من حق أحد مهما كانت صلة قرابته من الشهيد أبو عمار التصرف بهذا الملف بمعزل عن الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ولا باتخاذ هذا الملف لولوج مسارات سياسية أو دعائية أو إعلامية من شأنها إسقاط الملف في متاهات صممتها منظومة الاحتلال الإسرائيلي سلفا، لتحويل الأنظار عن القاتل، وحرف اتجاهات التحقيق، أو للحصول على شهادات براءة من أشخاص يظنون أن بمقدورهم تغيير الحقيقة الثابتة وهي أن منظومة الاحتلال الإسرائيلي لم تكن صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة من اغتيال رئيس الشعب الفلسطيني وقائد ثورته المعاصرة وحسب، بل وحظيت بتغطية من مجرمين كبار في دولة عظمى كانوا جميعا معنيين بتغييب رمز الكفاح الوطني الفلسطيني ياسر عرفات عن الوجود، تحت دافع ظن بأن قتل أبو عمار سيوفر لهم فرصة الحصول على راية بيضاء يحملها من سيخلفه في قيادة الشعب الفلسطيني، وقد أثبتت السنوات والأيام مدى جهل هؤلاء المجرمين، فرغم ذكائهم في تحضير عملية اغتيال دقيقة للغاية، إلا أنهم لم يستطيعوا معرفة شخصية الرئيس محمود عباس أبو مازن، إذ غاب عن بالهم أن المناضل في خلية حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الأولى التي فجرت الثورة في كانون الثاني/ يناير من العام 1965، وعملت سنوات لتأسيس تنظيم وطني قبل إطلاق شرارتها سيبقى أمينا على قسم الإخلاص لفلسطين، وظنوا أن قناعته بمسار المفاوضات قد طمست إيمانه بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والطبيعية بأرض وطنه فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بأقل من المتفق عليه في وثيقة إعلان الاستقلال التي صدرت عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، ونعتقد أنهم واجهوا صلابة وحكمة وحنكة ودهاء وشجاعة من رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية أبو مازن لم يتوقعوها. 
إن المجرمين الذين اغتالوا أبو عمار كانوا أذكياء في تهيئة أدوات الجريمة لأنها مهنتهم التي أتقنوها وورثوها كمنهج حياة، فناقل السم للرئيس أبو عمار– رحمه الله- مازال حتى اللحظة مجهولا– حسب آخر المعلومات المتوفرة حتى اللحظة، وبمعرفة هذا المجرم تكتمل أركان الجريمة ويصبح إعلانها واجبا وطنيا لعائلة أبو عمار الكبرى، وحقا لا جدال فيه للشعب الفلسطيني وعائلته الصغرى. 
لا يحق لأحد أيا كانت صلته المادية أو الروحية أو المعنوية الحديث عما يفيد أو قد يفسر أنه تبرئة لمتهم سواء كان ثابتا عليه الاتهام أو متهما محتملا، فملف القضية في عهدة لجنة وطنية مكلفة بمتابعة قضية اغتيال رئيس الشعب الفلسطيني، فالقضية هي اغتيال سياسي مقصود به شعب، وليست قضية جريمة قتل جنائية مقصود منها فرد بشخصه وذاته. 
سيكون مفيدا التذكير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لن تكون في يوم من الأيام مرجعا للحقيقة ونعتقد بانتفاء صفة النزاهة والعدل في طرح القضية الفلسطينية وتفاصيلها والأحداث المتعلقة بها بمهنية وحرية مطلقة، ولا نتحدث هنا عن مقالات رأي قد نجد فيها بعضا من الإقرار بالحقائق والوقائع على الأرض ورؤية ورغبة بسلام حقيقي مشترك، وإنما نتحدث عن شرائط وثائقية وبرامج نعلم جيدا براعة القائمين عليها في تقديم الروايات الخادمة لمشروع منظومة الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني العنصري، وعليه بات واجبا الحذر الشديد، تجنبا للسقوط في فخ هذه الوسائل، فليس كل متحدث قادرا على ضبط كلماته، بما يمنع مزوري التاريخ من تزوير وحرف حديثه وتجييره ليخدم أهدافهم، فكيف ونحن نتحدث عن إعلام إسرائيلي عندما يتناول قضية جريمة اغتيال ياسر عرفات الذي كان اسمه بحجم وطن؟؟
هدف مجرمي الحرب في منظومة الاحتلال كان ومازال اغتيال عائلة أبو عمار الكبرى، حتى بعد اغتياله شخصيا، وهذا ما يجب أن يعرفه  كل من يتحدث في هذه القضية، ونعتقد أن أي حديث يوحي أو يؤشر لبراءة منظومة الاحتلال من جريمة اغتيال أبو عمار سيسهل على مجرمي الحرب جريمتهم التالية، فالرئيس أبو مازن في دائرة استهدافهم ونعتقد أنهم ينتهزون الفرصة لاغتيال الشجاع الوحيد في هذا العالم الذي قال لهم لا كبيرة بحجم وطن بقوة الشعب الفلسطيني، عندما استهدفوا مصيره ومقدساته وأرضه وحريته وحقه في الاستقلال والسيادة.

 

 

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024