الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

الشيخ جراح والخداع الصهيوني

 فتحي البس

نقلت وكالات الأنباء عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم أمس، أن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية توجهوا إلى إدارة الرئيس الأميركي بايدن للضغط على العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح للقبول بالتسوية التي عرضها قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية عليهم بأن يبقوا في بيوتهم لعقود كمستأجرين محميين مقابل دفعهم أجرة رمزية مقدارها 1500 شيقل سنويا (حوالي 500 دولار) للشركة الاستيطانية "نحلات شمعون"، التي قدمت دعوى طالبت فيها بطرد العائلات الفلسطينية من بيوتها وإسكان مستوطنين فيها بدعوى أن هذه الجمعية اشترت الأرض من يهود يملكونها قبل عام 1948.

كشف الفلسطينيون الخداع الخطير، فالموافقة على مثل هذه التسوية هي إقرار بادعاءات الشركة الصهيونية بملكيتها للأرض، وستعد سابقة خطيرة، ستستخدمها منظمات وشركات المستوطنين الصهاينة في أماكن وقضايا أخرى، مرفوعة أو سترفع لاحقا.

وإذا صح الخبر، فإن إسرائيل توظف الولايات المتحدة في قضايا تخص أصحاب الأرض، وتشركها إن قبلت، في اعتبار أن الضفة الغربية ليست محتلة وإنما فيها نزاع مدني حول إيجار عقارات وملكية أراض، وأن اليهود يقدمون تنازلات ضخمة للفلسطينيين الذين يرفضون الحلول الوسط.

لا أتوقع أن إدارة بايدن تقع أيضا في مثل هذا الشرك، إلا إذا أرادت الانصياع للإرادة الإسرائيلية بينما قدمت للعاهل الأردني ومنذ أيام قليلة وعودا بثبات موقفها من حل الدولتين والقدس ورفضها إخلاء المقدسيين من بيوتهم وقالت وزارة الخارجية الأردنية "المملكة لا تعترف بسلطة القضاء الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك وفق القانون الدولي". وأن "محاولات إخلاء سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة تشكل جريمة حرب وجزءا من المآسي التي يعيشها الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

لأصحاب البيوت في الشيخ جراح صكوك ملكية بيوتهم ومصانعهم ومزارعهم في فلسطين داخل الخط الأخضر قبل أن يطردوا منها بالقوة عام 1948. صكوك ملكيتهم صحيحة وغير مزورة كصكوك المستوطنين، فهل تعترف دولة الاحتلال بهذه الصكوك وتقبل بعودتهم إلى عقاراتهم، مُلكهم أباً عن جد؟

لدى اللاجئين الفلسطينيين أملاكهم التي تقر لهم القوانين الدولية بما فيها الجمعية العمومية للأمم المتحدة بحقهم بالعودة إليها وبالتعويض عن سنوات استغلال دولة الاحتلال لها، ويطالبون إدارة بايدن بالضغط على إسرائيل لتعيد لهم حقوقهم، وكسابقاتها من الإدارات الأميركية تقف عاجزة عن فعل أي شيء، لا بل تقديم الدعم والمساندة غير المحدودة للاحتلال.

معركة الشيخ جرّاح نموذج مصغّر للصراع بين التزوير بقوة الاحتلال، والحق الأصيل المدعوم دوليا وعربيا، سيطول هذا الصراع، ستمارس سلطات الاحتلال جرائم الاستيلاء غير المشروع على الأرض، ولكن الفشل في نهاية المطاف سيكون لدولة الاحتلال، فصمود سكان حي الشيح جراح، وبقية أحياء القدس، وفي عموم أنحاء فلسطين، وتقديمهم عظيم التضحيات، هو البرهان الساطع على أنهم لا ينحنون للضغوط ولا الإغراءات ولا الوعود ولا يسلمون للمستوطنين أرضهم وبيوتهم حتى لو انحازت المحاكم الإسرائيلية للوثائق المزورة التي في أيديهم.

خداع الحلول الوسط لا يمر. وإدارة بايدن مطالبة بالالتزام بالقيم الأخلاقية التي تطالب دول العالم بالالتزام بها.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024