الهلال: الاحتلال يحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل في مخيم طولكرم    الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات    الاحتلال يطالب المواطنين بإخلاء رفح جنوب القطاع    "جوال" تعلن عن وجود خلل عام يؤثر على خدمات الاتصال الخلوي    خريجون يرفعون العلم والكوفية الفلسطينية أثناء حفلات التخرج في الجامعات الأميركية    الاحتلال يهدم طابقا من منزل ومنشأة تجارية في رأس كركر شمال غرب رام الله    في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح    الملكة رانيا: فشل العالم بوقف الفظائع الإسرائيلية في غزة يشكل سابقة خطيرة    الاحتلال يقتحم طولكرم ومخيميها ويجرف شوارع    مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"  

الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"

الآن

آية الجوع المؤمن

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة...

الجوع كافر، وهو كذلك حقا، حين الظلم الاقتصادي، وجشع رأس المال في التربح غير النزيه، لكنه مع أسرانا البواسل، الجوع كمثل مؤمن قابض على جمرة الدين بجسد الجائع منهم، في إضرابهم المفتوح عن الطعام، وبعدد من الأيام يصعب تصورها واقعا يحتمل ..!!
سبعة من أسرانا البواسل ما زالوا في إضرابهم، يراكمون هذه الأيام، على نحو يتحدى الطبيعة في القدرة على الصمود دون طعام، بعدد من الأيام يفوق التصور، وحتى يوم أمس، كايد الفسفوس في إضرابه المفتوح عن الطعام منذ (108) أيام، مقداد القواسمي منذ (101) يوم، علاء الأعرج منذ (83) يوما، هشام أبو هواش منذ (74) يوما، شادي أبو عكر منذ (67) يوما، عياد الهريمي منذ (38) يوما، ولؤي الأشقر منذ (20) يوما، ويخوض الأسير راتب حريبات إضرابا عن الطعام منذ (22 يوما)، تضامنا معهم.
سبعة فرسان ينازلون المحتل الاسرائيلي في حصونه الحديدية بأمعائهم الخاوية، بالجوع الذي يجعلونه آية من آيات الصمود والتحدي، وبلاغا للضمير العالمي، لعله يصحو ويضع حدًّا لغطرسة العنصرية، وتعسفها الاحتلالي، ويعيد للحياة زهرة الحرية، كدلالة على حيويته وتحضره.  
دون هذا الصَّحو، سيبقى هذا الضمير، بلا حيوية ولا حضور، وفي أحسن أحواله لن يكون غير مجرد كلمة في خطب الدعايات الاستهلاكية، والعلاقات الزبائنية والانتهازية، وستبقى الحرية بمعناها وضرورتها الانسانية، سجينة هذه العلاقات بسياستها عديمة النزاهة ...!!!
الاسرى الفلسطينيون، هم هذه الحرية المعتقلة في سجون الاحتلال، وهذه هي الحرية التي هي اليوم، برسم الضمير العالمي، كي يصحو، ويسعى لإطلاق سراحها تصديقا لجدارته الانسانية، ودفاعا عن شرعة حقوق الإنسان، التي تبيح مقاومة الظلم، والعنصرية، والاحتلال، في أي مكان كان، على هذه الأرض.
لسنا نطالب بشرعة جديدة، وإنما بموقف أخلاقي يحترم شرعة حقوق الإنسان، ويعبر بوضوح عن مصداقية الحس الانساني، ووعيه، تجاه قضايا الحق، والعدل، والجمال، والسلام، والسعي لنصرتها لتأمين علاقات التكامل البشرية، في سبيل حياة أكثر أمنا، واستقرارا، وازدهارا، وأكثر عدلا، ونزاهة، وكرامة.
وبكلمات أخرى وأخيرة، الأسرى الفلسطينيون، هم قضية الحرية، وهذا ما يجعلها قضية العالم الإنسانية، فإذا ما انتصر العالم لهذه القضية، انتصر لإنسانيته، وقيمه الأخلاقية، وبخلاف ذلك فإن العالم لن يكون في المحصلة، غير نسخة من "جحيم دانتي" وليس بنسخته الأدبية قطعا ...!!

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024