الصحة العالمية: الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة يكفي لثلاثة أيام فقط    انتشال 49 شهيدا حتى الآن من مقبرة جماعية ثالثة تم اكتشافها داخل مجمع الشفاء    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34844 شهيدا وأكثر من 78404 إصابات    الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود لـ"الأونروا"    مدفعية الاحتلال تستهدف مبان سكنية وسط مدينة رفح    الشيخ: نرفض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح    الاحتلال يهدم أربعة مساكن في الجفتلك شمال أريحا    موسكو تطالب بـ"امتثال صارم" للقانون الدولي فيما يتعلق بتوغل الاحتلال في رفح    مع دخول العدوان يومه الـ215: عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة ما يرفع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 8640    الاحتلال يعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري ويواصل اغلاق معبر رفح    بسبب المقاطعة: تراجع أرباح شركة "أمريكانا للمطاعم"    السلطات الإسرائيلية تباشر هدم 47 منزلا في النقب داخل أراضي الـ48    بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات  

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات

الآن

فيصل الحسيني في ذكراه

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

في القدس ثمة أضرحة لها مقام الأولياء الصالحين، نتحدث عن ثلاثة أضرحة في مقام واحد، لثلاثة شهداء من آل الحسيني، الجد، والأب، والابن .
 الجد شيخ المجاهدين موسى كاظم الحسيني، والأب قائد معركة القسطل عبد القادر الحسيني، والابن أمير القدس فيصل الحسيني .
ثلاثة أضرحة في باحة الحرم القدسي الشريف، لن يعرف المستوطن الإرهابي المتطرف بن غفير أنها كمثل ثلاثة خنادق، بفرسانها الذين ما زالوا يتصدون للاحتلال الإسرائيلي، بوهج الذاكرة، وقيم حضورهم في الباحة المقدسة، وبخطابهم الوطني ذاته، أن القدس كانت وستظل عاصمة لفلسطين.
إنها الأضرحة الخنادق حقا، ولهذا ما زال الاحتلال يحاصرها وبدليل أنه منع يوم أمس الأول عائلة الشهيد فيصل الحسيني، من وضع باقة من الورد الأبيض على ضريحه في ذكرى رحيله الحادية والعشرين ..!!
يخاف الاحتلال من الذكريات لأنها كمثل الأغنيات التي يخاف منها الطغاة كما أخبرنا شاعرنا الكبير محمود درويش، والذكريات الفلسطينية هي أغنيات الملحمة كمثل قوة ناعمة ليس بوسع أي رصاص أن ينال منها.
ستظل معضلة إسرائيل الكبرى هي الذاكرة الفلسطينية، فبقدر ما هي ذاكرة تنبض بالحياة بكامل تفاصيلها، بقدر ما هي تأصيلية لا تسمح لمنطق السياسة، أن يغير من ثوابتها ومفاهيمها وقيمها وتطلعاتها .
فوق تراب هذا الوطن وتحته نحن باقون هنا، وعمر ضريح الجد الحسيني أكبر من عمر دولة إسرائيل، و"بن غفير" ليس غير مراهق لا يعرف شيئا عن هذه الحقيقة فيتوهم بجهالته عمرا لدولته لا أساس له في الواقع والتاريخ ليظل مراهقا مريدا للوهم ومعجبا بحماقة البندقية ...!!
الضريح الحسيني في باحة القدس الشريف، هو المزار الذي تقرأ عنده بعد سورة الفاتحة آيات العهد والوعد والقسم، أن القدس لن تكون لغير فلسطين عاصمة أبدية ولنا في هذا الوطن، أضرحة لا يقرأ عندها وبعد سورة الفاتحة أيضا، غير هذه الآيات، هي بالقطع أضرحة الشهداء في كل مكان من أرض فلسطين، وحتى تلك التي في مخيمات الشتات.
هكذا نحيي ذكرى رحيل أمير القدس فيصل الحسيني، نحييها بالقول الفصل للذاكرة وبالذكريات، أغنيات لملحمة البطولة الفلسطينية، وبذات الوعد والعهد والقسم صامدون هنا، باقون على هذه الأرض، سائرون في دروب النضال، والتحدي، حتى الحرية والاستقلال، سلام للقدس وهي تتحرى اليوم هلال الدولة، وسلام لروح أميرها، وهي ما زالت تطوف مع روح جده وأبيه  في حواري القدس، وشوارعها وبعطر لا تخطئه حاسة الشم، إنه عطر الحق الفلسطيني بعاصمته، والحقيقة الفلسطينية في صمودها، وتحدياتها، وحتمية انتصار قضيتها العادلة .

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024