بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات    الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح    الحراك الطلابي يتسع.. انضمام جامعات جديدة في العالم دعما لفلسطين    21 شهيدا وعشرات الاصابات في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة غالبيتهم من رفح    الاحتلال يحتل معبر رفح ويوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    في اليوم الـ214 من العدوان: شهداء وجرحى في سلسلة غارات عنيفة على رفح وغزة وجباليا    الهلال: الاحتلال يحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل في مخيم طولكرم    الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات    الاحتلال يطالب المواطنين بإخلاء رفح جنوب القطاع    "جوال" تعلن عن وجود خلل عام يؤثر على خدمات الاتصال الخلوي    خريجون يرفعون العلم والكوفية الفلسطينية أثناء حفلات التخرج في الجامعات الأميركية    الاحتلال يهدم طابقا من منزل ومنشأة تجارية في رأس كركر شمال غرب رام الله    في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح  

في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح

الآن

لنا يوسف..

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

إنه الطفل، يوسف سند يوسف قبها، ذو الثلاث سنوات، الذي أوقفه جنود الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز لهم على مدخل قرية طورة الشرقية، جنوب غرب جنين، وأجبروه على خلع قميصه، وصادروا القميص (...!!) وبذريعة صورة البندقية المرسومة عليه، في الوقت الذي كانت فيه بنادقهم الحقيقية موجهة للطفل وذويه..!! ولعلنا هنا قبل أي تعليق على هذا المشهد نسأل العالم أجمع إذا كانت صورة البندقية على قميص طفل تستحق مصادرة القميص، أو ليس الأسلم، والأصح، والأصوب، والأعدل مصادرة بنادق الجنود في الأرض التي يحتلونها، البنادق التي تظل مشرعة، وجاهزة للقتل كيفما اتفق ..؟؟؟

خاف جنود الاحتلال من قميص يوسف، وقدّوه من أمام هذه المرة، ويوسف لم يكن خائفا هكذا قال حين كانوا يجردونه من قميصه، جنود خائفون، وطفل شجاع غير خواف، وهذا دون أي جدل ما يدل على حقيقة «خوف الغزاة من الذكريات، والأغنيات» معا، فبندقية يوسف على قميصه صورةً، لم تكن أكثر من أغنية من أغنيات التحدي الفلسطينية.

لن نكون من هواة البنادق، غير أنه ينبغي دائما الحفر في الذاكرة، أن هذا الصراع إن لم ينته على طاولة المفاوضات، بإقرار السلام العادل، فإن النار ستمتد جيلا بعد جيل، والرسالة أن شعب فلسطين ليس بوارد الاستسلام، ولا بأي شكل من الأشكال، ولا بأي حال من الأحوال، ومن خوف الجنود من قميص يوسف، على المحتل أن يدرك أن حياته مع البندقية، وداخل الدبابة، ستظل غير ممكنة، وأن احتلاله مع هذا الخوف محض عبث، ووحده من سيدفع ثمن هذا العبث وهو في طريقه إلى الهاوية .

سيشتري يوسف قميصا آخر، وعلى جنود الاحتلال أن يعرفوا أن القميص الذي استولوا عليه، سيظل هو كبير القمصان عند يوسف في ذاكرته الطرية، وسيروي حين يغدو رجلا بعون الله ورعايته، حكاية القميص ضاحكا مستهزئا من جنود الاحتلال الذين كانوا هنا، وقد رحلوا عن وطنه صاغرين لإرادة فلسطين وشعبها إرادة الحق والعدل والسلام.

لنا يوسف فماذا لدى الاحتلال..؟؟

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024