بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات    الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح    الحراك الطلابي يتسع.. انضمام جامعات جديدة في العالم دعما لفلسطين    21 شهيدا وعشرات الاصابات في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة غالبيتهم من رفح    الاحتلال يحتل معبر رفح ويوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    في اليوم الـ214 من العدوان: شهداء وجرحى في سلسلة غارات عنيفة على رفح وغزة وجباليا    الهلال: الاحتلال يحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل في مخيم طولكرم    الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات    الاحتلال يطالب المواطنين بإخلاء رفح جنوب القطاع    "جوال" تعلن عن وجود خلل عام يؤثر على خدمات الاتصال الخلوي    خريجون يرفعون العلم والكوفية الفلسطينية أثناء حفلات التخرج في الجامعات الأميركية    الاحتلال يهدم طابقا من منزل ومنشأة تجارية في رأس كركر شمال غرب رام الله    في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح  

في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح

الآن

كمثل ورق السيلوفان

كتب رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة

في كلمة مصورة عبر الإنترنت، لتجمع حمساوي في غزة، يقدم إسماعيل هنية مرة أخرى، أوراق اعتماده للمجتمع الدولي الذي يريد الانفتاح عليه، ليكون البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وبوعد إعادة بنائها (..!!) وعدا ذلك ليس في كلمته غير العبارات المكررة، عن المقاومة التي لا نعرف لها فعلا حقيقيا على الأرض، ونعني المقاومة الحمساوية، والتباهي بالمعركة التي يسميها "سيف القدس" على اعتبار أنها "شكلت نقلة نوعية وتحولا استراتيجيا في إدارة الصراع مع العدو...!!" ولا أحد يرى أين هي هذه النقلة، وأين هو هذا التحول، سوى أن حركة حماس باتت أكثر التزاما بالتفاهمات الأمنية مع دولة الاحتلال، وقد أشاد بذلك علنا وبمنتهى الوضوح، رئيس الحكومة الإسرائيلية "نفتالي بينيت" وجيشه يتوغل أكثر في بطشه، وإجراءاته الدموية ضد أبناء شعبنا هنا في الضفة، تاركا لحماس مهمة التباهي والاستعراض، كيفما تحب، وكيفما تشتهي ...!!

يسمي هنية في كلمته المصورة، الانقسام البغيض حالة (..!!) ويريد تجاوز الحالة، لا قبرها، لبناء جبهة وطنية- وليس وحدة وطنية - تحمي الثوابت، التي نشك تماما أنه يعرفها حقا، جبهة يريدها أن"ترعى المقاومة"وترجمة هذه العبارة، هي الإبقاء على السلاح الميليشياوي، ورعايته كسلطة حاكمة، ومرة أخرى فإن ذلك سيكون من خلال تشكيل مرجعية وطنية موحدة، وبمعنى التشكيك بالشرعية الوطنية والدستورية القائمة، وعدم الاعتراف بمنظمة التحرير التي يريد إعادة بنائها ....!!! وعمليا فإن إعادة البناء تأتي عادة بعد الهدم، وهذا ما تريده حماس لكي تنفتح هي على العالم، الذي ترى فيه إيران من دوله الكبيرة والوازنة ...!!

العبارات البراقة، في كلمة هنية المصورة، كمثل ورق السيلوفان الذي تغلف به البضاعة الرخيصة، لخطف الأبصار، وتمرير ما فيها من غش ورداءة. ومن هذه العبارات " الانفتاح على المجتمع الدولي، بناء التحالفات الاستراتيجية، والانتقال بالشعوب من استراتيجية الإسناد إلى الشراكة في التحرير....!!!"عالم الخطاب، عالم مبهرعند رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومثله من يقرأ مبهورا بورق السيلوفان، فيروج له على نحو كأنه القول الفصل ...!!

يريد هنية استراتيجية شراكة تحرير مع الشعوب، وهو غير شريك مع الحركة الوطنية الفلسطينية، بواقع الانقسام البغيض، وسلطة الانقلاب، والاعتقال بتهمة الاتصال مع رام الله ...!!! لمنظمة التحرير الفلسطينية كما يعرف قطعا إسماعيل هنية، انفتاح كبير ولافت، على المجتمع الدولي، بعلاقات تفاعلية، وبحال إيجابية إلى حد التحالف، والعمل المشترك، وعلاقات أخرى ندية، وتصارعية كما تقتضي الثوابت الوطنية، وعلى أكثر من صعيد، ومستوى، لمنظمة التحرير الفلسطينية الانفتاح الدبلوماسي الواسع، حتى أن مكاتبها الكثيرة تحولت إلى سفارات لدولة فلسطين في دول يصعب تعدادها هنا .

فلسطين موجودة في كل مكان، يعرف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هذا الواقع الذي حققته منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لكنه يتوهم إمكانية الهدم للمنظمة بكلمات تغازل المجتمع الدولي وعبارات أتخمها التمويل الحرام، وادعاءات لم تعد غير لغو استعراضي رخيص ، ولا نجد  بعد غير أن نقول، ما قالته العرب قديما ما هكذا تورد الإبل يا سعد ...!!

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024