"إنقاذ الطفولة الدولية": خان يونس أصبحت "مدينة أشباح"    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على غزة والنصيرات ورفح    الرئيس يجتمع مع ولي العهد السعودي    مسؤولون أميركيون: لم نجد تأكيدات موثقة على عدم انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة    طلبة الجامعات الأميركية يواصلون مظاهراتهم ضد تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة    الشبيبة الفتحاوية تثمن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية وتدعوا لأوسع تحرك في جامعات الوطنڨڨ    استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح    الرئيس يعرب عن تقديره لمواقف إسبانيا المبدئية ودعمها للقضية الفلسطينية    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى  

234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى

الآن

محمد هيثم التميمي

لم يكن قد تجاوز الثالثة من عمره بعد، ونحسب أن الرصاصة الاسرائيلية، التي أطفأت نور عينيه، واطبقت بالموت على ابتسامته الودودة، نحسب أنها -لا الجندي مطلقها- كانت تتساءل وهي ماضية إليه، ما الخطر الذي يشكله هذا الطفل على دولة اسرائيل الاسبارطية..؟؟

لكن الرصاصة بنحاسها الساخن، لم تكن لتحيد عن غاية مطلقها، فلا براءة لها حتى إن كانت قد تساءلت حقا في مخيلتنا الانسانية ذاك التساؤل، ولا براءة طبعا للجندي الذي أطلقها، ولا براءة بالمطلق، لقادة هذا الجندي، الذين يقودونه في دروب القتل والعنف والارهاب.

محمد هيثم التميمي انظروا الى صورته، طفل بوجه البراءة ذاتها، له ابتسامة الود ونظرة السؤال الوديع، وكفان يحبوان الى بعضهما البعض، لعلهما يدركان غايته الوردية في روحه الطرية.

هذه صورة، لم، ولن تراها إسرائيل، وهي تعاقر أوهام الغطرسة، والعنصرية، ولا تعرف حتى الان، وهي بهذه الحال، سوى سياسة الاحتلال، والعدوان..!! على أن صورة محمد، ليست مجرد صورة، وهي تتجاوز لثغ اللغة، وحيرتها، الى فصاحة المعنى وبلاغته، في كشفها المؤطر لحقيقة بشاعة الاحتلال وعنصريته، ما يجعلها في المحصلة كمثل بيان مرئي، ومقروء، ومسموع، وهذا ما لا يمكن تجاهله في المحصلة، ولا بأي حال من الاحوال، لا سيما أن للتاريخ مدوناته التي لن تنسى بيانا من هذا النوع، والأهم أن لأهل هذا البيان، سعاة في دروب النضال الوطني والتصدي للاحتلال، وجرائمه، في مختلف ساحات المواجهة، ومنها بالقطع محكمة الجنايات الدولية التي إن لم تقض اليوم بما نرفع لها من قضايا، فإنها ستفعل ذلك غدا، ودائما إن غدا لناظره قريب، ولعلنا نتطلع أن تصبح هذه المحكمة، تحت ميزان العدل، محكمة لمقاضاة المجتمع الدولي، على صمته المتواصل تجاه جرائم الاحتلال الاسرائيلي، بوصفه شريكا في هذه الجرائم، حتى لو صاح أصحابه صيحة "بيلاطس" "انا بريء من دم هذا البار الناصري".

هذا صمت يستحق المقاضاة، فلو لم يكن هذا الصمت حاصلا، لما كان هناك المزيد من جرائم الاحتلال، والعالم لا شك يعرف أن محمد هيثم التميمي ليس أول طفل شهيد من أطفال فلسطين، سبقه العديد منهم، جميعهم كانوا في عمر الورود، بل ومنهم من كانت رضيعة، تفوح منها رائحة الحليب، من بوسعه أن ينسى إيمان حجو..!!

إلى أين ستمضي إسرائيل بمثل هذه السيرة الدموية؟ أية حال تكونها في هذا العالم؟ وإلى متى يمكنها ان تواصل هذه السيرة التي خلاصتها "حروب بين الحروب"؟ نعرف ما ينتظرنا من مستقبل ونحن نشكل مقوماته أن تكون هي مقومات حياة الحرية والاستقلال، فهل تعرف إسرائيل ما يتنظرها حقا، مع سيرتها الدموية التي لا تخلف لها، أي نوع من أنواع الطمأنينة والاستقرار؟؟

رئيس التحرير

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024