"إنقاذ الطفولة الدولية": خان يونس أصبحت "مدينة أشباح"    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على غزة والنصيرات ورفح    الرئيس يجتمع مع ولي العهد السعودي    مسؤولون أميركيون: لم نجد تأكيدات موثقة على عدم انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة    طلبة الجامعات الأميركية يواصلون مظاهراتهم ضد تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة    الشبيبة الفتحاوية تثمن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية وتدعوا لأوسع تحرك في جامعات الوطنڨڨ    استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح    الرئيس يعرب عن تقديره لمواقف إسبانيا المبدئية ودعمها للقضية الفلسطينية    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى  

234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى

الآن

ذات الاسطوانة المشروخة

بوضعٍ أسوأ قليلا من وضع قطاع غزة المكلوم، ستكون إسرائيل بعد قليل، حيث لن يكون لديها كهرباء، ولا اتصالات، ولا اقتصاد، بعد أن تمنع المقاومة العارورية -هذه المرة- عنها، الهواء والماء، تقريبا..!! هذا ما أعلنه صالح العاروري قبل أيام وهو يتحدث عن الحرب الشاملة للمقاومة في الضفة، بأنها باتت فوق الطاولة لا تحتها (…!!) وأن المقاومة قادرة على إغلاق أجواء وبحر كيان الاحتلال..!!!

 

وبداية سمعنا من هذه الهذرفة قبل هذا اليوم كثيرا، واذا ما كان العاروري قد نسي تصريحات السنوار الصاروخية، نود أن نخبره أن الفلسطيني ليس بذاكرة سمكية، ولم يشتر يوما من أحد سمكا في البحر، وما زال يسأل: ترى أين هي صواريخ السنوار الـ 1111 وقد شنت اسرائيل أكثر من عدوان على قطاع غزة، واقتحامات مستوطنيها للأقصى تجدولت بصورة لا لبس فيها..!!!

 

والسؤال الآن: هل ثمة طاولة للمقاومة تخبئ تحتها الحرب الشاملة التي ستجعل من اسرائيل دولة من دول المجاعات الافريقية، أو مثل قطاع غزة، بكهرباء الساعتين، أو الثلاث، أو الأربع يوميا، وباقتصاد قائم على أنفاق التهريب، وتوحش الضريبة..!! ولماذا أصلا كانت هذه الحرب تحت الطاولة، ولأي غرض هي الآن فوقها، وكيف لا يرى أحد شيئًا منها…؟؟ لا طاولات للمقاومة الحقّة أساسًا، بل ساحات اشتباك وقتال، لكن على ما بات معروفا، ومفضوحا، فإن طاولة المقاومة الحمساوية، إنما هي طاولة المساومات المتخاذلة، التي أنجزت حماس من تحتها، ومن فوقها معا، تفاهمات التهدئة مع دولة الاحتلال الاسرائيلية، التفاهمات التي باتت تتضح كهدنة طويلة الأمد…!!!

 

وعلى شبر ماء، طفا أحد الناطقين الحمساويين، بعد أن سمع تصريحات العاروري، ليعلن أن "الضيف" الذي لا أحد يعلم علم اليقين، إن كان حيا أو ميتا، هو الذي سيفتتح القدس في الحرب الشاملة المقبلة..!!

 

بلا أي تحامل ولا أي تلبيس فإن هذه التصريحات العارورية لن تدفع بإسرائيل إلا لتشديد قبضتها الفاشية على الضفة، بمزيد من الاقتحامات، والحواجز، والاعتقالات التعسفية.

 

يعرف العاروري ذلك، ويعرف، ولا ندري إن كان في الضاحية الجنوبية من بيروت، أو في طهران، يعرف جيدا أن المقاومة ليست هي الحرب الشاملة وأن هذه الحرب، إن كان بمقدور المقاومة أن تشنها، فإنها لن تكون شاملة دون طائرات، ومدفعية، وصواريخ، وحشود جيش بالغ الجاهزية، وهذا ما لا يراه أحد فوق الطاولة العارورية…!!! نعتقد أن إسرائيل صفقت طويلا لتصريحات العاروري هذه، ونتنياهو على الأغلب سيلوح بها كمحرمة (الدبيج) في قاعة اجتماعات "الكابينيت" الاسرائيلي.

 

سبق لحكيم أن قال: "المطر هو ما ينبت الزهر ويجعله يتفتح .. المطر لا الرعد" وآخر قال: "إذا أردت أن تضرب بعصا غليظة تكلّم بهدوء". وغير ذلك الواقع يقول: إذا ما عزمت على الحرب، لا تعلن ذلك لعدوك. ولأن هذه هي الحقيقة فإن الراعد العاروري لم يكن غير مردد للاسطوانة ذاتها، اسطوانة الاستعراض، والادعاء، والتنافخ الشعبوي، التي باتت مشروخة تمامًا.

 

رئيس التحرير

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024