"يوم العمال" العالمي يصادف غد    غزة: 10 آلاف مفقود غير مدرجين في إحصائية الشهداء منذ بدء العدوان    حركتا "فتح" و"حماس" تؤكدان ضرورة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام    "إنقاذ الطفولة الدولية": خان يونس أصبحت "مدينة أشباح"    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على غزة والنصيرات ورفح    الرئيس يجتمع مع ولي العهد السعودي    مسؤولون أميركيون: لم نجد تأكيدات موثقة على عدم انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في غزة    طلبة الجامعات الأميركية يواصلون مظاهراتهم ضد تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة    الشبيبة الفتحاوية تثمن الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية وتدعوا لأوسع تحرك في جامعات الوطنڨڨ    استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال شمال شرق رفح    الرئيس يعرب عن تقديره لمواقف إسبانيا المبدئية ودعمها للقضية الفلسطينية    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان  

ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان

الآن

على هامش ما كتبت الأرملة

دعونا ننقل لكم أولا ما كتبت الفلسطينية شروق، أرملة الشهيد الصحفي، رشدي السراج، الذي قصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي الحربية، حياته، وحياة طفلته دانيا، نهاية الشهر الماضي في غزة.

 

كتبت شروق "حبيبي رشدي السراج، في مثل هذا اليوم قبل عام بالضبط، كنت تمسك بيدي، وتريحني أثناء المخاض،وجودك بجانبي جعل الأمر أسهل بكثير، لقد اخترنا اسم دانيا لابنتنا،الذي يعني القريبة باللغة العربية، لتبقى قريبة إلى قلوبنا حتى الأبد. يصادف اليوم عيد ميلادها الأول، وقد خططنا لاحتفال كبير متخيلين الذكريات التي سنصنعها لها، حبيبي لقد مر أسبوعان منذ أن رحلت بشكل مأساوي أثناء تناول وجبة الإفطار معا، وكنت ما زلت متمسكا بالأمل بأن تكون هنا لمساعدتها على إطفاء شمعتها الأولى، لقد دمرتني فكرة كيف ستبقى دانيا قريبة من قلب أب دون ان تتذكر وجهه ..!! إنها أصغر من أن تكون يتيمة، وأنا أصغر من أن أكون أرملة، وأنت كنت أصغر من أن تفقد حياتك لمجرد كونك صحفيا، لا تسامح أبدا".

 

هذه هي الحرب وما صنعت، وتصنع: أرامل ثكالى، وأطفالا تيتموا شهداء، وما علقت بعد وجوه أبائهم في ذاكرتهم، وأباء لن ينسوا أبدا وجوه أطفالهم، وقد باتوا في الدار الآخرة.

 

هذه هي الحرب المقصلة، التي ترقمنها العديد من الفضائيات الإخبارية،شارحة بخبراء التحليل السياسيوالعسكري، والإخباري، آلية عملها، دون أن تقول كيف يمكن وقف هذا العمل البغيض..!!

 

الحرب ليست خرائط، ولا دبابات على الورق، بل على أرض الواقع، وطائراتها حديد يغلي بالحقد والكراهية، والضحايا ليسوا أرقاما، بل حيواتبحكايات، وذكريات، وأحلام وتطلعات، قصفتها الطائرات الحربية، وأشعلت فيها النيران لتنتهي رمادا، وما عرف أصحاب هذه الطائرات، ومموليهم،أن هذا الرماد، إنما هو الذي ينهض من بين أثلامه في فلسطين عادة، طائر الفينيق، وما كتبت شروق، يؤكد ذلك، فالألم، والحزن، أجنحة لهذا الطائر، و"لا تسامح أبدا" دلالة نهوضه وتحليقه في فضاء التحدي.

 

امتلكت شروق لحظة الكتابة، فكتبت، ودونت بشاعة الجريمة، التي ترتكبها الحرب، بتسعة أسطر فحسب، وما حاجة اللغة إلى الثرثرة والتنظير، حين الجرح هو الذي يشهق ويتحدث..!! مثل شروق في فلسطين الكثيرات،بكتابة أخرى، حبرها الدمع، وكلماتها النحيب، لكن هذا هو دمع الحارسات، ونحيبهن، نحيب اليمامة بنت كليب التي صاحت "أريد أبي حيا"الفلسطينيات كمثل اليمامة اليوم بفروسيتها وشجاعتها وفصاحتها، وصيحتهن صيحة الحياة، نريدها كاملة بالعز، والكرامة، والأمن والاستقرار، ولن نساوم على ذلك أبدا.

 

هذا ما قالته شروق، وقد أشرقت بنص الحقيقة، متعافيا من كل ادعاء، وثرثرة،واستعراض، وحاسما في أمر التحدي، والحق ما غابت دانيا، وما غاب رشدي، وقد أدركنا شيئا من تفاصيل حياتهم،التي لا شك أنها كمثل تفاصيل حياة كل الضحايا الشهداء، الذين قصفت طائرات الاحتلال، وقذائفه، ورصاصه حياتهم بمنتهى العنف والوحشية، هناك في غزة، وهنا في الضفة.

 

رئيس التحرير

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024