فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

موسم النبي موسى .. تذكّر وعبادة

تقرير: لورين زيداني وريم أبو لبن
نص: رشا حرز الله و يزن طه
عج مقام النبي موسى بالزوار من مختلف المدن الفلسطينية، ايذانا بافتتاح الموسم الذي يحمل اسم المقام الواقع على بعد (30 كم) شرق مدينة القدس، وعلى بعد 8 كم من الجنوب الغربي لمدينة أريحا.

الكبار والصغار ينشطون في كل زوايا المقام، يفترشون الأرض، يعدون الطعام، يوزعون الحلوى، يقرأون القرآن والكتب، يصعدون ويهبطون على قبب المقام، وعلياته، يصطفون في طوابير أمام الأكشاك لابتياع مشغولات تراثية، أو حلي تقليدية، أو بعض الطعام والعسل، والمثلجات والماء.

الفرق الصوفية تواصل طوال الوقت قرع الطبول، و'الدروشة'، دون توقف، أو تعب أو كلل أو ملل، يتمايلون، مهللين مكبرين، مسبحين، مرددين كلام الثناء والمديح على الأنبياء، وعلى صاحب المقام، الذي يتربع ضريحه، في زاوية من زوايا المقام، التي باتت مسجدا.

المواطن طلال عارف 67 عاما، من مدينة نابلس يحرص على المجيء للاحتفال بالموسم، منذ 20 عاما، ويشارك في إعداد وجبات الطعام للزائرين، برفقة عدد من المتطوعين، مؤكدا أن المقام يشهد في هذه الفترة إقبالا من قبل المواطنين غير أنه يعاني من التهميش والنسيان باقي أيام السنة.

كل شبر في المقام، استغله المواطنون؛ زاوية لإطعام الناس وطهي الطعام، وزوايا للحرفيين، وأخرى لبيع الكتب، وأخرى لبيع حلوى موسم النبي موسى الملونة؛ صفراء، خضراء، وردية، وبيضاء.

وتعد 'حلوى النبي موسى' من السكر والجوز والصبغة الملونة، ولا تجد سوقها إلا في هذا الموسم.

يقول المواطن محمد هاني من بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة، الذي يجد فرصته في الموسم لبيع حلوى 'النبي موسى'، 'قبل إطلاق فعاليات الاحتفال بيومين يتم التحضير لعمل الحلوى وصبها حتى تجمد، وتزينها بالجوز والفستق وتقديمها'، مشيرا إلى أن هذه الحلوى لا تعد إلا في هذا الموسم فقط.

وفي المقام أيضا، زاوية اتخذت مركزا لعلاج المدمنين على المخدرات، حيث أسهم في علاج العديد من المدمنين، كونه يقع في مكان ديني، يبعث على الروحانيات والتوبة عن المعاصي.

الحضور التركي كان مميزا في هذا اليوم، غير مقتصر على الحضور الرسمي ممثلا بالسفير التركي في فلسطين، وإنما بفرقة للإنشاد الصوفي، التي قدمت أغنيات وأناشيد إسلامية في مدح الأنبياء، ولتي ستقدم عرضا في مدينة رام الله يوم غد السبت.

ويقع المقام على تلة صخرية ذات طبيعة جيرية، مختلطة بالقطران والصوان، وسط ما يكتنفها من كثبان رملية، فيما يعرف تاريخياً 'ببرية القدس'، ويعتبر نقطة تحكم بشبكة من الطرق والدروب، إذ يعرف بدرب الحج، وبالطريق التجارية المؤدية من الشام إلى مصر، وطريق الحجاج من القدس إلى مأدبا.

ويتكون المقام الذي أقيم على مساحة 5 دونمات، من ثلاثة ادوار بالإضافة إلى ساحات خارجية ومسجد والمقام بالإضافة إلى ما يزيد على مئة غرفة كانت تستخدم قديما لخدمة الجموع القادمة من بلاد الشام إلى المسجد الأقصى، حيث يضعون أمتعتهم وأحصنتهم في إصطبلات أقيمت داخل المقام للخيول.

سنّ هذا الموسم البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، والذي أخذ برأي مستشاريه في إحياء هذا الموسم، وغيره من المواسم الأخرى في بلاد فلسطين، لإظهار قوة المسلمين، وكان ذلك بعد تحرير القدس من أيدي الفرنجة عام583هـ/ 1187م.

وشيد صلاح الدين جزءا من المباني القائمة اليوم، ثم جاء الظاهر بيبرس وبنى قبة المسجد عام 668ه/1265م، وأوقف عليه الكثير من العقارات والأراضي، ومنها مدينة أريحا، والأراضي الممتدة إلى الجفتلك.

وبعد الحرب العالمية الأولى؛ تولى المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس، برئاسة الحاج أمين الحسيني، إحياء هذا الموسم، وكان الموسم الذي أقيم عام 1920 أضخم المواسم وأعنفها، حيث تصدت حكومة الانتداب للمحتفلين، وأعلنت الأحكام العرفية، لكن المجلس الإسلامي استمر في إحياء الموسم حتى عام النكبة 1948، وأعيد إحياؤه بشكل متفاوت خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قبل أن يتوقف مجددا مع احتلال عام 1967، ثم أعيد الاحتفال به لمرة واحدة سنة 1987.

وبعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، أعيد الاحتفال بموسم النبي موسى عام 1997م، تحت رعاية الرئيس الراحل ياسر عرفات، وبقي الاحتفال به سنوياً بشكل محدود، حتى هذا العام الذي شكلت فيه اللجنة الوطنية لاحتفالية موسم النبي موسى، عليه السلام.

وكيل وزارة السياحة والآثار حمدان طه، قال لـ'وفا' إن المقام يقع ضمن المنطقة المسماة ( C) الخاضعة لسيطرة أمنية إسرائيلية، لكن الموقع يقع ضمن صلاحيات فلسطينية، ضمن ترتيبات منصوص عليها في اتفاقية القاهرة لسنة 1994، والتي تنص على، 'يوضع م ا موسى تحت ااف الفلسطيني ت اد إلى حين البدء بتنفيذ الاتفاق'.

وقال طه 'إن المقام يعد محطة مهمة على الطريق الواصل بين مدينتي القدس وأريحا، وسيتم العمل على تأهيله في إطار تنمية الثقافة والسياحة الدينية، وهذا المشروع يأتي بالتعاون ما بين وزارتي السياحة والأوقاف، ومدينتي أريحا والقدي بالإضافة إلى المجتمع المحلي'.

وأشار إلى أن قيمة المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي بلغت 7 مليون دولار، وبدء العمل على المراحل التحضيرية له، حيث سيشمل إعادة ترميم المقام بشكل كامل، بالإضافة إلى تأهيل غرفه الداخلية ومرافقه، بحيث تصبح منامات للزوار، وتأهيل الموقع لاستقبال المناسبات الدينية والثقافية، وجعله مكانا مهما لجذب السياح.

حسب ما توارد الحاضرون من ذكريات، فإن من يحضرون للمقام يبيتون فيه، بعضهم يقيم فيه أسبوعا، وبعضهم لليلة واحدة، حيث يستعدون لذلك بإحضار ما يلتحفون به وينامون عليه، مشددين على أن هذا جزء من العادات التي درج عليها آبائهم وأجدادهم.

كما طالب بعض المواطنين، بإيلاء المقام عناية واهتماما أكبر، وعدم اقتصار الاهتمام فيه على موسم النبي موسى، أو على فترة معينة من العام.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024