الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

وداعا ماركيز.. رائد الواقعية السحرية

رحل عن العالم الروائي الكولومبي الحائز على جائزة نوبل غابرييل غارسيا ماركيز، عن عمر يناهز 87 عاماً، بعد أن نُقل إلى مستشفى في مكسيكو يوم 3 أبريل (نيسان) لإصابته بالتهاب رئوي. 

وبحسب صحيفة غارديان البريطانية، يعد ماركيز من أعظم المؤلفين باللغة الإسبانية على مر العصور، وهو الذي أحدث طفرة في جميع أنحاء العالم في الأدب الإسباني والواقعية السحرية مع روايته "مئة عام من العزلة".

ماركيز صديق كاسترو ومنافس يوسا
وأضافت غارديان، أن ماركيز حقق النجاح التجاري بروايته، فضلاً عن إشادة النقاد به، ما جعله أداة معبرة عن أمريكا اللاتينية، ومصدر ثقة للمفاوضات بين المسلحين والحكومة الكولومبية، وصديقاً لفيدل كاسترو، ومنافساً شرساً طيلة ثلاثين عاماً لزميله الحائز على جائزة نوبل في الأدب ماريو فارغاس يوسا.

في سياق متصل، أثار رحيل ماركيز، سيلاً من برقيات العزاء والحزن من عالم الأدب وعالم السياسة، ومعجبيه في جميع أنحاء العالم.

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "أن العالم خسر أحد أعظم كتابه بصيرة"، مضيفاً أنه يعتز بنسخة من رواية مئة عام من العزلة بتوقيع الكاتب، الذي كان قدمها له المؤلف كهدية أثناء زيارته إلى المكسيك.

بدوره، قال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عبر تويتر: "ألف عام من العزلة والحزن على وفاة أعظم كولومبي في كل العصور، أرسل تضامني وتعازي لزوجته وعائلته، هؤلاء العمالقة لا يموتون أبداً". 

كما أعرب الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو عن حزنه لوفاة "أحد من أعظم الكتاب في عصرنا"، باسم المكسيك التي تعد المنزل المعتمد لماركيز. 

سيد من السادة 
بينما أشارت الكاتبة التشيكية إيزابيل أيندي، لحياة وإرث الكاتب الراحل، لافتة إلى تأثير رواية "مائة عام من العزلة" على أجيال من المفكرين والكتاب في أمريكا اللاتينية والعالم. 

وأضافت "إنه سيد من سادة، بطريقة ما غزا القراء والأرض، وأخبر العالم عن وجودنا، عن وجود أمريكا اللاتينية، وأخبرنا من نكون، وعبر كتاباته رأينا أنفسنا في المرآة".

تصف أيندي أول مرة قرأت فيها رواية "مائة عام من العزلة"، وكيف أنها أثرت فيها. 

أهم كاتب في الأدب الإسباني 
ونقلت الصحف عن الكاتب التشيلي لويس سيبولفيدا قوله إنه: "الكاتب الأكثر أهمية في الأدب الإسباني بالقرن العشرين"، فهو يحتل مركز الطفرة في أدب أمريكا اللاتينية "الذي أحدث ثورة في كل شيء، الخيال، وسائل التعبير، والفضاء الأدبي".

شاكيرا: وداعا غابو
وكتبت المغنية الكولومبية شاكيرا تقول: " سنتذكر حياتك، عزيزي غابو، مثل هدية فريدة من نوعها، فضلاً عن قصصك الأصيلة".

وُلد ماركيز، المعروف أيضا باسم غابو، في بلدة صغيرة بالقرب من الساحل الشمالي لكولومبيا، تُعرف باسم أراكتاكا في 6 مارس (آذار) عام 1927، وكانت هذه القرية هي مصدر إلهامه بمسرح أحداث روايته الشهيرة "مئة عام من العزلة".

ورباه جده وجدته على مدى السنوات التسعة الأولى من حياته، وبدأ العمل كصحفي أثناء دراسته القانون في بوغوتا.

محنة بحار كولومبي
كتب سلسلة من المقالات المتعلقة بمحنة بحار كولومبي أثارت جدلاً واسعاً، فسافر إلى أوروبا للعمل كمراسل أجنبي في 1955، وهو العام الذي نشر فيه أول أعماله الأدبية، وكانت عبارة عن رواية قصيرة بعنوان "عاصفة الأوراق". 

وكان ماركيز متابعاً للقصص القصيرة والروايات الواقعية للأديب الأمريكي إرنست همنغواي، واعتبرها مصدر إلهام له، ولكن بعد نشره رواية "في ساعة نحس" عام 1962، وجد غارسيا ماركيز نفسه في طريق مسدود.

كان يريد العودة إلى طفولته وقريته الوهمية في ماكوندو التي خلقتها رواية "عاصفة الأوراق"، ولكن كان هناك "شيئاً مفقوداً على الدوام"، بعد خمس سنوات، قال إنه وجد ضالته في أسلوب "يعتمد على طريقة جدته في الكلام".

يقول ماركيز: "كانت تحكي عن أشياء تبدو خارجة وخيالية، ولكنها قالتها بطريقة طبيعية تماماً"، مضيفاً: "عندما اكتشفت طريقتي التي ينبغي أن أستخدمها، جلست لمدة 18 شهراً وأنا أعمل كل يوم". 

مائة عام من العزلة
في روايته العالمية "مائة عام من العزلة"، ينسج ماركيز المصائب التي تتكالب على عائلة على مدار سبعة أجيال، يحكي قصة مدينة من المرايا تأسست في أعماق الغابات الكولومبية بطريقة يمتزج فيها الواقع بالحكايات الشعبية والأساطير الخارقة.

كانت الرواية الأكثر مبيعاً لحظة صدورها، إذ بيعت الطبعة الأولى البلغ عددها 8 آلاف نسخة في غضون أسبوع من نشرها في عام 1967. 

وأشاد بها الشاعر التشيلي بابلو نيرودا قائلاً: "ربما أعظم كتاب باللغة الإسبانية منذ دون كيشوت لسرفانتس". 

وحصلت الرواية على جوائز أدبية رفيعة في إيطاليا وفرنسا وفنزويلا وغيرها، وترجمت لأكثر من 30 لغة، وبيع منها أكثر من 30 مليون نسخة حول العالم. 

ماركيز يفتح الأبواب المغلقة
بعد ذلك أنتج الكاتب رواية "خريف البطريرك" عام 1977، التي وصفها المؤلف بأنها "قصيدة حول العزلة من السلطة".

ويقص ماركيز عن حياة زعيم مستبد لأحد الشعوب في منطقة الكاريبي، ولعله جمع في هذه الرواية أطراف من حيوات حكام مستبدين مثل فرانكو وبيرون وبينيلا، واستمر في استلهام تاريخ الصراعات الدائرة في أمريكا اللاتينية ليكتب رواية "وقائع موت معلن"، التي استوحاها من حادث مقتل أحد الأثرياء الكولومبيين، ونشرها عام 1981.

جائزة نوبل للآداب
بعد ذلك بعام حصل ماركيز على جائزة نوبل في الأدب، ووصفت الأكاديمية السويدية أدبه "أنه يجمع فيه بين الخيال والواقع في خيالي خصب، يعكس حياة قارة أمريكا اللاتينية وصراعاتها". 

وفي خطابه الذي ألقاه في حفل تسلم الجائزة في ستوكهولم، رسم صورة للقارة مليئة "بعنف غير محدود وألم"، يعمل "كمصدر إلهام لإبداع لا يشبع، إنه ألم من الحزن والجمال".

الحب في زمن الكوليرا
بعد ذلك، جعل ماركيز العالم يصدق حياة والديه، الذي خلد قصتهما في رواية "الحب في زمن الكوليرا"، التي نُشرت لأول مرة في عام 1985. 

وصدرت رواية "الجنرال في متاهته" عام 1989، وهي رواية تاريخية يحكي فيها ماركيز عن الأشهر الأخيرة في حياة الجنرال سيمون بوليفار بطريقته التي يجمع فيها بين الحقيقة والخيال. 

ولكن غارسيا ماركيز لم يترك الصحافة وراءه طوال كل تلك الأعوام، بحجة أنها أبقته "على اتصال مع العالم الحقيقي". 

طموح ماركيز
استمر ماركيز في الكتابة، ونشر مذكراته عن حياته عام 2002، ورواية تروي شغف رجل عجوز بفتاة مراهقة في عام 2004، ولكنه لم يتمكن من استعادة بريق روائعه الأولى.

وكشف شقيقه خايمي غارسيا ماركيز عام 2012، أن الكاتب الكبير يعاني من الزهايمر بعد خضوعه للعلاج الكيميائي، لإصابته بسرطان ليمفاوي، كان تم تشخيص إصابته به لأول مرة في عام 1999.

وعندما سؤل في عام 1981 عن طموحاته ككاتب، قال إن "أود حقا أن تُنشر كتبي بعد موتي".

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024