الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

المسعفون في غزة.. شهداء مع وقف التنفيذ!

عماد عبد الرحمن - استشهد أمس المسعف فؤاد جابر، وأصابت القذائف التي أطلقتها المدفعية الإسرائيلية في غمرة المجازر التي ارتكبتها في حي الشجاعية خمس سيارات إسعاف، ما منع الطواقم الطبية من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، الذين استشهد عدد منهم بعد أن عجزت الطواقم الطبية من الوصول إليهم.
"الحياة الجديدة " كانت مع طواقم الإسعاف العاملة في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستمعت إلى قصص وحكايات كثيرة تحمل في متنها مآسي مكتوبة بالدماء والدموع... خير من يحدثك عنها رجال يحملون أرواحهم على أكفهم يحيدون مشاعرهم يبكون بدموع خفية يعملون على مدار الساعة تحت أقصى درجات الضغط النفسي والعصبي ويوصلون الليل بالنهار من أجل خدمة أبناء شعبهم والحفاظ قدر المستطاع على سلامتهم وسلامة أرواحهم من آلة البطش الإسرائيلية... إنهم رجال طواقم الإسعاف والطوارئ الذين ارتضوا بهذه المهنة بما تنطوي عليه من مخاطر ولم يتقاعسوا لحظة عن أداء واجبهم.
مهنة إنسانية
يصف جهاد سليم ضابط إسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني مهنة المسعف بالإنسانية رغم خطورتها، وازدياد الخطورة وقت الحروب، مؤكدا أن رجال طواقم الإسعاف والطوارئ يمتلكون من العزيمة والإرادة والإيمان بمهنتهم ما يحول دون تقاعسهم عن أداء واجبهم الإنساني والوطني، وتلبية أية نداء استغاثة حتى ولو كان محفوفا بالمخاطر.
ويؤكد سليم أن طواقم الإسعاف والطوارئ تعمل على مدار الساعة وفي كل الأماكن حتى التي يصعب الوصول إليها، وهذا بدوره يعرضهم للعديد من المخاطر حيث من الممكن تعرضهم للقصف أثناء تأديتهم عملهم في إنقاذ المصابين، وهذا ما حدث بالفعل في العديد من المواقف التي تعرضت لها طواقم الإسعاف والطوارئ في تلك الحرب المسعورة على أبناء شعبنا. مستشهدا بما تعرض له زملاؤه أثناء تأديتهم لواجبهم في إسعاف مصابين بإحدى البنايات التي تم قصفها، وأثناء إنقاذهم للمصابين تعرض المبنى للقصف مرة ثانية ما أسفر عن إصابة عدد منهم، وما كان من زملائهم إلا إنقاذهم والذهاب بهم لمستشفى الشفاء ثم العودة لمكان القصف مرة أخرى لإنقاذ ما تبقى من مصابين.
ضغط نفسي
وأشار سليم الى مدى الضغط النفسي الذي يتعرض له هو وزملاؤه المسعفون جراء المشاهد اليومية لأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ وصرخات الاستغاثة للمصابين وبكاء الأمهات والآباء على أبنائهم، بل أكثر من ذلك وهو مع حدث مع أحد زملائه المسعفين رفعت شعث عندما ذهب لإسعاف مواطنين من القصف ليكتشف أن أولاد أخيه من الشهداء وإصابة أخيه وزوجته، مؤكدا أنهم كضباط إسعاف جزء لا يتجزأ من شعبنا ويتعاملون مع الجميع كأنهم أهلهم، متمنيا السلامة لجميع أبناء شعبنا.
مواقف مؤلمة
عادل الأزبط ضابط إسعاف من الهلال الأحمر يؤكد بشاعة ما يلاقيه ضباط الإسعاف والطوارئ من مشاهد تدمي القلوب لكنهم مضطرون لتحييد مشاعرهم لمواصلة رسالتهم في إنقاذ أبناء شعبنا، مشددا على أن أكثر المشاهد إيلاما بالنسبة له سقوط ضحايا من الأطفال وهو ما تكرر كثيرا في هذه الحرب، وقال انه أول من تلقى إشارة بقصف أطفال عائلة بكر على شاطئ بحر غزة وتوجه على الفور لمكان القصف ففوجئ بوجود 4 أطفال أشلاء لا حول لهم ولا قوة، وعجزه كمسعف عن تقديم أية مساعدة وذلك لاستشهادهم على الفور نتيجة قصفهم بشكل مباشر وتمزيق أجسادهم إلى أشلاء.
وأكد الأزبط على بطولة وصمود شعبنا في مواجهة الحرب الإسرائيلية الشرسة وهذا ما حدث أمامه مع عائلة أبو القمبر، حيث توجه لإنقاذهم إثر إصابة منزلهم بقذيفة مباشرة عند دوار ملكة شرق مدينة غزة أصيب على إثرها الأب وابنه بإصابات حرجة وكذلك الأم والابن الثاني، ويستطرد الأزبط أن ما أذهله موقف الأب حيث إصابته كانت حرجة رغم ذلك لم يسمح لي الوالد بإسعافه وظل واقفا على قدميه طالبا مني إسعاف أبنائه وزوجته، وبسؤاله عن رفضه طلبي بإسعافه قال لي " الأهم أولادي... لا أريد أن يروني مصاب"، وعندما قلت له لماذا لم يترك منزله لخطورة موقعه قال لي " لا يوجد مكان أذهب إليه... وكنت كل يوم في انتظار تلك القذيفة التي أصابتنا اليوم".
إجلاء عائلات من الخطر
وفي السياق قال هيثم نمر ضابط إسعاف ان عملهم لا يقتصر فقط على إسعاف المصابين وإجلاء الشهداء من أماكن تم قصفها من الجيش الإسرائيلي بل يشمل تلبية نداءات الاستغاثة التي تصلهم من عائلات تقطن في المناطق الحدودية تتعرض لخطر القصف ويصعب الوصول إليهم، حيث تقوم طواقم الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر بالتنسيق مع الصليب الأحمر لإخلاء تلك العائلات للحفاظ على حياتهم، مشيرا الى أن طواقم الإسعاف تبذل أقصى جهد للحفاظ على أرواح أبناء شعبنا فهم أبناؤنا وإخوتنا، وعائلاتنا، مضيفا أنه وزملاءه في كثير من الأحيان تصيبهم حالة من القلق على أسرهم وأبنائهم لتعرضهم للخطر مثل باقي أبناء شعبنا فالجميع في دائرة الخطر، وأضاف نمر أن طواقم الإسعاف والطوارئ أيضا عرضة للخطر مثلما حدث مع مركز الإسعاف والطوارئ في مخيم جباليا حيث تم قصف قطعة أرض خالية بجوار المركز الأمر الذي أدى الى دمار المركز وإصابة خمسة من المسعفين.
عائلة البطش
يقول عاصم شحادة متطوع في الهلال انه عندما تلقينا إشارة قصف منزل في الشجاعية بشارع البلتاجي خرجنا على الفور للمكان، ومن شدة القصف وحجم الدمار الهائل وسحابة الدخان التي خيمت على المكان لم تستطع معها العائلة تحديد مكان القصف، وبصعوبة استطعت أنا وزميلي المسعف إبراهيم أبو الكاس الوصول لمكان القصف، وكل ما رأيناه أشلاء اختلطت مع بعضها البعض لدرجة لم نستطع معها تحديد هوية الشهداء.
إجلاء مستشفى الوفاء
ويضيف شحادة أن طواقم الإسعاف والطوارئ تتعرض للكثير من المواقف المؤلمة ولكن من أصعبها بالنسبة له استغاثة المرضى المسنين في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي، حيث يقع المستشفى على الخط الشرقي لمدينة غزة والمكان بحد ذاته خطر للغاية، وتهديد الجيش الإسرائيلي بقصف المستشفى في غضون نصف ساعة، وطبيعة المرضى المسنين والحالات الحرجة الموجودة بالمستشفى، واضطرارنا لإجلائهم تحت القصف... وحالة الضعف التي وجد عليها المرضى كل هذا مرسوم أمام عيني لم استطع نسيانه حتى الآن، مؤكدا على أن المسعفين وجدوا لخدمة الإنسانية... ربما يصيبهم الخوف مثل أي إنسان ولكن ما دام هناك إنسان ضعيف لابد من إنقاذه.
مأساة لا تنتهي
نداءات استغاثة وصرخات ألم، أشلاء أطفال ونساء ومسنين لا حول لهم ولا قوة، كلها قصص وحكايات ومواقف مأساوية أصبحت سمة كل شوارع وأزقة قطاع غزة، مسلسل لن ينتهي إلا بانتهاء معاناة شعبنا مع الاحتلال. ووقف آلة القتل الإسرائيلية.

 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024