فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

بترول فلسطين الواعد يلتهم الأغوار

بسام أبو الرب - زراعة النخيل عرفت منذ آلاف السنين في أريحا والأغوار وقطاع غزة، وحظيت باهتمام المزارع الفلسطيني؛ كونها شجرة ذات قيمة اقتصادية كبيرة، تعيش مئات السنين، ولقدرتها على تحمل العديد من الظروف المناخية والنمو في التربة المالحة.

قطاع النخيل بفلسطين أصبح من القطاعات الهامة، خاصة في مناطق الأغوار التي أصبحت تتحول من زراعة الخضروات، حيث كان يطلق عليها سلة غذاء فلسطين، الى نهضة في زراعة النخيل خلال السبع سنوات الاخيرة، لما تمثله هذه الزراعة على الصعيد الاقتصادي والناتج المحلي والسياسي، كونه سلعة منافسة ومطلوبة اكثر من تمور المستوطنات، على الصعيد العالمي.

توقعات بتضاعف الانتاج خلال أربع سنوات

مدير مديرية وزارة الزراعة في محافظة أريحا والأغوار أحمد فارس قال خلال تصريح صحفي، ان الإنتاج الإجمالي من التمور خلال العام الجاري يقدر بـ4 آلاف طن، أي بنمو مطرد عن العام الماضي تقدر بألف طن، ومن المتوقع أن ترتفع كميات الإنتاج إلى 10 آلاف طن، خلال الاربع سنوات المقبلة، الامر الذي يستوجب مضاعفة قدراتنا التصديرية، وتوفير بنية تحتية تسويقية تتلاءم مع هذا الإنتاج، خصوصا أن البنية الحالية تستوعب ما يقارب 1500 طن.

وأشار إلى انه يوجد 192262 ألف شجرة نخيل من الأنواع الجيدة على مساحة 13733 ألف دونم، منها 107772 شجرة مثمرة، والباقي غير مثمر، ويوجد أربعة مصانع لتغليف وتعليب التمور لتصديرها، لافتا إلى أن قيمة الاستثمار في قطاع التمور تقدر بـ200 مليون دولار، ويوفر ما يقارب 4 آلاف فرصة عمل، ويتم تصدير التمور الفلسطينية إلى 25 دولة أجنبية وعربية، خصوصا أن التمر الفلسطيني يعتبر من أفضل التمور على مستوى العالم، ويمتاز بمذاق طيب.

وقال فارس، 'التمور الفلسطينية تعتمد بشكل أساسي على مياه الآبار الارتوازية، ما يميزها بمذاق طيب وذات جودة وقدرة تنافسية عالية، عن منتج المستوطنات التي تعتمد في ريها على المياه العادمة غير المعالجة.

تحايل إسرائيلي باستخدام شعارات دينية لتسويق تمور المستوطنات عالميا

وزارة الاقتصاد الوطني كشفت عن قيام بعض الشركات الإسرائيلية باستغلال موسم قطاف التمور الفلسطينية؛ لتمرير تمور المستوطنات في الأسواق الدولية من خلال تعبئة هذه التمور تحت مسميات دينية منها 'هولي لاند' The Holy Land ، واستخدام شعار 'قبة الصخرة'، كما أنها تقوم بإغراء بعض التجار غير المحسوبين على القطاع التجاري الفلسطيني بشراء تمور إسرائيلية، ومن ثم إعادة تعبئتها باسم منتج فلسطيني.

قطاع واعد بحاجة لاستراتيجية تنظمه

بدوره، قال رئيس جمعية مزارعي النخيل في اريحا والاغوار مأمون جاسر لـ'وفا'، 'إن قطاع إنتاج التمور في فلسطين الذي يقدر بـ4000 طن هذا العام، يشكل نسبة جيدة مقارنة مع الانتاج العالمي المقدر بـ50 ألف طن، ومن المتوقع ان يصل خلال العشر سنوات المقبلة إلى 20 ألف طن.

واكد ان قطاع النخيل ضخم وبحاجة الى اعادة مأسسة ومواكبة التطوير والخطط الاستراتيجية، في ظل الحديث عن قدرة انتاجية تشكل ثلث الانتاج العالمي، خلال السنوات المقبلة، وذلك خلال توفير بيوت للتعبئة، والثلاجات ونقاط التخزين، موضحا أن كبر بعض المشاريع الفردية والاستثمارات الشخصية تشكل خطرا، خاصة في ظل عدم وجود مخازن استراتيجية او 'بنك للتمور'، الذي يساعد في القدرة التسويقية والتخزين، ومضاعفة الدخل على الاقل 10% في غير موسمه، اذا ظهر مؤشر لضعف التسويق.

واوضح جاسر ان قطاع النخيل، يعتبر بترول فلسطين الواعد اذا تم الاهتمام به، خاصة في ظل حجم الاستثمار الذي يقدر بـ200، عدا عن القيمة الحقيقة للمشاريع التي تقدر بأكثر من ذلك.

وبين ان التقديرات تشير الى وجود ما يقارب 200 ألف شتلة مزروعة في الغور الشمالي حتى أريحا، غالبيتها من التمر 'المجول'، كونه ينافس عالميا، ولا ينمو الا بمناطق محددة منها فلسطين والاردن وكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، هذا ما يعطي تميزا بوجود منطقة ملائمة جغرافيا ومناخيا لإنتاج هذا النوع، باعتبارها سلعة مطلوبة على مستوى العالم.

وتطرق جاسر إلى أهم المشاكل التي يعانيها القطاع، مثل عدم وجود امن مائي، كونه يستخدم الآبار السطحية، التي تعتمد على 'النزاز' لري المزارع، وهذه ممكن ان تتوقف بأية لحظة، مشيرا إلى أن المياه المستخدمة للري مالحة لا تصلح الا لزراعة النخيل، ولا تؤثر على حصة فلسطين من المياه.

وقال ان اتساع قطاع النخيل دون تنظيم للعلاقة، وربط المزارع مع التاجر والمصنع، بحاجة إلى مأسسة دقيقة بإشراف دولي.

واكد منافسة التمور الفلسطينية عالميا بجودتها مقارنة مع تمور المستوطنات التي تروى بمياه عادمة غير معالجة وهو أمر غير صحي.

وعلى صعيد مصانع التعبئة، اوضح ان هناك اكثر من سبعة مصانع فلسطينية تعمل بشكل فردي، ويجب زيادة عددها مع الانتاج المتوقع خلال السنوات المقبلة، خاصة ان التمر سلعة خطرة وقابلة للتلف ويجب تعبئتها في وقتها المحدد.

زراعة بحاجة لخطة تسويقية

رغم تفاخر المزارع صالح زبيدات، بنوعية وجودة التمر الذي ينتجه، ومنافسته لتمور المستوطنات، وانها زراعة مجدية، الا انه يشتكي من ضعف في خطط تسويق المنتج، واستغلال البعض للأسعار.

ويرى زبيدات الذي يملك مزرعة صغيرة مقارنة بغيره، ان هناك مضايقات من قبل الاحتلال الاسرائيلي، بتحكمه بإدخال لقاح الأشجار والمبيدات والأسمدة، اضافة الى مشكلة المياه، وغياب الدعم الكافي واللازم للمزارعين من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية وعلى صعيد كافة مراحل الإنتاج.

يذكر ان الإدارة العامة لحماية المستهلك، اكدت أن طواقمها صادرت بالتعاون مع شركائها في المؤسسات الحكومية والمتخصصة بمجال التمور كميات كبيرة من العبوات التي تحمل اسم منتج فلسطيني معدة لتعبئة التمور الإسرائيلية، وتم إصدار تعليمات مشددة بمصادرة أي عبوة تحمل عبارة منتج فلسطيني تستخدم لتعبئة التمور الإسرائيلية وفق خطة مشتركة وضعتها وزارات الاقتصاد الوطني والزراعة والضابطة الجمركية ومحافظة أريحا والأغوار وجهات أخرى.

هذا وشكلت صادرات المنتجات الزراعية الحصة الأكبر من حيث العدد بنسبة وصلت 43.8%، خلال شهر آب 2014، حسب إحصاءات وزارة الاقتصاد الوطني.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024