فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

'الملبن' الخليلي .. موروث شعبي مميز

 أمل حرب

مع صياح الديك وآذان الفجر، تبدأ عائلة أبو جميل من مدينة الخليل التحضير ليوم طويل في صناعة الملبن الخليلي، الذي اشتهرت به هذه المدينة المنتجة الأولى للعنب.

قال الحاج موسى عاشور 'أبو جميل'، هذه الصناعة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، كنا نصنع الملبن لاحتياجات البيت في البداية من العنب الزائد عن حاجتنا، ولكن منذ عشر سنوات نجحت في تسويق الملبن على تجار في المدينة، وزاد الطلب عليه لحسن تصنيعه ونظافته.

وتابع: أتضمن (زراعة الأرض بمقابل حسب ما يتفق عليه بين صاحب الأرض والمتضمن) كروم العنب الزيني، أو الدابوقي، المجاورة خصيصا لهذا الغرض.

وأشار أبو جميل إلى أنه يستعمل حوالي 12 طنا من العنب أو ما يعادل 700 صندوق، لإنتاج طنين من الملبن سنويا، كما يحتاج إلى 700 كيلوغرام من السميد الجيد، والقريش المأخوذ من شجر السرو للزينة، معتبرا أن ملبنه يلقى ثقة التجار والعائلات 'لخلوه من السكر الأبيض ومذاقه الشهي والمميز'.

فيما كانت عائلة أبو جميل تعمل كخلية نحل وبهمة ونشاط وبروح الفريق الواحد، كل يعرف عمله وينجزه في الوقت المناسب، كما قالت زوجته الأولى أم جميل، وهي تنظف سطح المنزل بعناية، العمل يحتاج إلى دقه وتكامل في العمل، فيما كانت زوجته الثانية أم محمد، تعمل على تصفية عصير العنب الذي دعسه أبو جميل، بمصفاة وتضعه في قدر كبير على نار الحطب.

 وقال أبو جميل، صممت هذا الحوض المبلط بالسراميك لغسل العنب ودعسه (أي عصره بعد إضافة حفنتين من الحور الأبيض الذي يعمل على إزالة الحموضة والشوائب)، وللحوض 'المدعس' صنبور يخرج عصير العنب الصافي إلى حوض آخر تمهيدا لتصفيته من جديد قبل وضعه على النار.

وفي المرحلة الثانية تعمل زوجته أم محمد على إزالة الرغوة والشوائب الطائشة عن سطح القدر الساخن ووضعها في كيس من الخيش إلى أن يصفى بعض العصير أيضا من كل الشوائب، وينقل العصير الصافي والمنقى والمسمى 'الراووق' إلى قدر آخر من أجل غليه، وبعد الغلي يتعاون الزوجان في إضافة السميد بالتدريج، فيما يستمر أبو جميل في التحريك دون توقف إلى أن يثقل المزيج وينضج، وفي هذه المرحلة يضاف القريش (عبارة عن بذور متوسطة الحجم تكون في جلمود شجر الصنوبر ولونه أسود)، إلى الطبخة كزينة، ويمكن إضافة الينسون، أو المكسرات حسب الرغبة.

وقال أبو جميل لزوجته، 'ابركي يا حجة الآن'، بمعنى أن الطبخة نضجت وحلت البركة، فأخذت تغرف من القدر في أوانٍ وبراميل تمهيدا لنقله إلى مكان مد الملبن.

فيما تسارع الأطفال إلى أخذ حصتهم في صحونهم الصغيرة من الخليط والمسمى في هذه المرحلة 'خبيصة' للتمتع بمذاقه الشهي، فيما وُزع قسم منها على الجيران.

وبدأت أم جميل بعملية مد النايلون على السطح، فيما تسكب أم محمد خليط الملبن الساخن بشكل انسيابي وبهدوء، فيما يسارع أبو جميل إلى مد الخليط بشكل رقيق على طول النايلون بواسطة قطعة خشب ملساء، إلى أن يفرغوا من سكبه بالكامل.

 وتابع أبو جميل، 'يترك الملبن في الشمس مدة أربعة أيام حتى يجف، وبعد ذلك نعمل على تقطيع الملبن بأحجام متقاربة، وطيه تمهيدا لتسويقه'.

وأشار إلى أنه يعمل مدة 50 يوما في هذا الموسم في صناعة الملبن، إلى جانب صناعة الدبس، و'العين طبيخ' مربى العنب لتأمين احتياجات أسرته، والمحافظة على هذا الموروث الفلسطيني الطيب الذي ميز مدينة الخليل.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024