الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

الخيانة و العـار الدولي - أ . سامي ابو طير

"حاميها حراميها" ... تلك العبارة توضح المدى الرهيب للسقوط و الانحطاط الأسود المصبوغ بالخيانة والعار الذي وصلت إليه ما يُسمى بهيئة الأمم المتحدة من الانحطاط الدولي الغير مسبوق ، الانحطاط الأممي يوضح الخيانة الكبرى لجميع المبادئ و القيم أو العدالة التي تنادي بتحقيقها و نشرها بين شعوب العالم .

ذلك الانحطاط الدوني تجلّى في أبشع صورة عندما تم إسناد رئاسة اللجنة المعنية بمكافحة الارهاب الدولي إلى إسرائيل التي تمارس الوحشية و العنصرية السوداء ضد الشعب الفلسطيني ، وتم ذلك الاسناد العار من خلال عملية تصويت انتخابي أقل ما يوصف بأنه بمثابة الخيانة و العار لجميع القوانين و المواثيق و الأعراف الدولية أو مبادئ حقوق الانسان التي تنادي بها زورا و بهتانا ما يُسمى بهيئة (عصبة اللمم) الأمم المتحدة .

وهكذا ستُصبح  إسرائيل رسميا بمثابة الراعي الأول للإرهاب بعدما نالت تلك الصفة الرسمية و القانونية الدولية من خلال شرعنتها بذلك التصويت العار ، أو بالمعنى الأدق فإن دولة الكيان العنصري قد حصلت مؤخرا على مُرادها الدولي بالحصول على الغطاء الدولي لجرائمها ضد الانسانية لتعيث في الأرض فسادا و قتلا و تدميرا دون أن يجرؤ أحدا من "عصبة اللم المتحدة" أن يقف في وجهها أو يتجرأ على فرض أدنى عقوبة عليها عند ممارستها للإرهاب الحقيقي على الشعب الفلسطيني الأعزل .

وبذلك فإن دولة نظام الأبارتهايد العنصري "إسرائيل" التي تحتل و تغتصب أرض فلسطين و تمارس شتى أنواع الارهاب الدولي و المجار الوحشية ضد فلسطين و شعبها الأعزل قد حصلت رسميا على مكانة رفيعة و حقاً لم تحلم بالحصول عليه منذ نشأتها أو انضمامها لهيئة الأمم المتحدة !

إن ذلك العار التاريخي يُعتبر بمثابة جريمة مُـدوية من العيار الثقيل سقطت كالصاعقة على رؤوس جميع دول العالم المُطالبة بتحقيق السلام و العدالة الدولية بين شعوب العالم عموما و على أرض فلسطين خصوصا ، كما أنه يعتبر بمثابة استهزاء بجميع دول العالم العربي و الاسلامي بالإضافة إلى جميع الدول و الشعوب الحيّة الرافضة للظلم و الاستبداد العنصري على كوكب الأرض .

" إن ذلك السقوط الأخلاقي المُريع للأمم المتحدة و مكوناتها المختلفة يستحيل وصفه بأي عبارة كانت سوى أنه "الخيانة و العار" الملازمتان لتلك الهيئة الأممية كلما كان الأمر يتعلق بالخير و الشر أو القوي و الضعيف أو العدالة و الظلم أو فلسطين و إسرائيل ، و إلا كيف يتم إسناد رئاسة لجنة مكافحة الارهاب الدولي لدولة مثل إسرائيل التي تخرق جميع القوانين والأنظمة الدولية و ترعى الارهاب الدولي و تنشره بين العالم ؟"

إن ذلك العار و الاسناد الدولي بكل حيثياته وفقا لترشيح إسرائيل منذ البداية ثم ما أتبعها من عملية التصويت العار و انتهاءً بفوزها الحرّام بتلك المكانة التي لا تستحقها يُعتبر تشريعاً رسميا للإرهاب الدولي ، وذلك التشريع تم تحت بصر المجتمع الدولي المُشارك في تلك الخيانة العار ، كما أن الاسناد العار يعتبر مكافأةً صارخة للمجرم و المحتل الاسرائيلي لتشجيعه على ارتكاب المزيد من الفظائع الوحشية خلافا لجرائمه و مجازره الدموية الوحشية السابقة و الحالية التي يندى لها جبين الانسانية جمعاء .

إن تلك الجرائم الوحشية اقترفتها و ترتكبها إسرائيل دائما أمام مسمع و مرأى من المجتمع الدولي ضد أطفال و أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل دونما أدنى اعتبار لقرارات الأمم المتحدة الداعية لعودة الحق الفلسطيني السليب إلى أبناء فلسطين على أرض وطنهم فلسطين .

لذلك كيف لدولة كإسرائيل التي تدوس بنِعالها فوق القانون الدولي أن تنال و تُكافئ برئاسة تلك اللجنة المخصصة بمكافحة الارهاب الدولي ؟ كيف يُعقل ذلك أيها الــ .... ؟!

فعلا الأمر يبدو خارج حدود العقل والمنطق ! و لذلك فإن ألف علامة استفهام و تساؤل تطرح نفسها هنا ؟

الغرابة المُحيرة هنا تتجلّى في أن دولة إسرائيل العنصرية المارقة دائما تقوّض و تنتهك المبادئ الأساسية للقانون الدولي و القرارات أو المعاهدات الدولية مما يُفقد الأمم المتحدة مصداقيتها أمام العالم ، كما أن اسرائيل هي التي ضربت و لا زالت تضرب جميع قوانين الأمم المتحدة بعرض الحائط ، و كأنها دولة فوق القانون !

إلا أنه اليوم و بالرغم من كل تلك الممارسات و العنجهية و الغطرسة اللعينة يتم مكافأتها رسميا و قانونيا برئاسة مكافحة الارهاب في الأمم المتحدة !

لذلك إن الخيانة و العار الدولي يتجلّيان في أعظم صورة من خلال رئاسة إسرائيل العنصرية و قيادتها للجنة مكافحة الارهاب والقانون الدولي بالإضافة إلى ملحقات اتفاقية جنيف الرابعة التي تدعو إلى حماية المدنيين أثناء الحروب أو الانتهاكات التي ترتكبها الدول الأخرى .

القول الفصل هو أن لا تفسير لتلك الريادة الاسرائيلية سوى أنها سياسة الخنوع و الذل التي يعاني منها المجتمع الدولي الذي يكيل بألف مكيال في هذا الزمن الرديء الذي فاق حدود الخيانة و العار !

كيف يُعقل أن يتم إسناد ذلك المنصب لإسرائيل الراعي الأول للإرهاب الدولي المنظم في العالم و منطقة الشرق الأوسط عموما و فلسطين خصوصا ؟ 

إذا كانت إسرائيل اليوم هي الحامية الأولى للإرهاب الدولي فإن السؤال الهام الذي سيبقى بدون إجابة و يطرح نفسه هنا على كل من قام بالتصويت العار والكارثي لصالح إسرائيل على ذلك القرار العار كما يلي :-

من سيحمي أطفال و أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذي ينادي بتحقيق السلام و الحرية و الاستقلال على أرضه فلسطين عندما ترتكب إسرائيل ضده الجرائم و المجازر وفقا لسياسة التنكيل و التعذيب و مصادرة الأرض ناهيك عن الحروب و مجازرها الفظيعة التي ترتكبها ضد أبنائه العُـزل بين الفينة و الأخرى ؟ من لفلسطين السليبة يا عصبة اللمم ؟!

هل يجرؤ أحدٌ من أولئك الخونة أن يُخبر شعوب العالم حول من سيحمي الشعب الفلسطيني من المجرم و السفاح الاسرائيلي عندما يقتلع أشجاره و يهدم بيوته و يقتل أطفاله و يُشرده من أرضه بغير حق ؟!

" سـُحقا لكم أيها الخونة لأن مكافأتكم للمُجرم الضارب بجميع القوانين و الأعراف و المواثيق الدولية ما هي إلا عاراً و خيانةً حقيقية للإنسانية و البشرية جمعاء ، كما أؤكد بأنها أعظم من خيانة لجميع الأعراف و القيم التي تنادون بها أعضاء عصبة اللم ، سـُحقاً و ألف سُـحقا لكم أيها "اللمم" لأنكم تكيلون بألف مكيال إلا مكيال الحق البعيد عن دستوركم و الغائب عن شريعتكم السوداء أيها الخونة ! " .

لذلك و بعد اليوم فإنه من حق إسرائيل الوحشية أن تتجبّر و تتفرّعن لتنشر فسادها و طغيانها في الأرض ! كما من حق سفيرها "داني دانون" أن يصف الحدّث بالتاريخي الذي لم يحلم به من قبل بعدما حصلت إسرائيل على ذلك المنصب الهام الذي سيُعـتبر بمثابة المكافأة الحرام للمُجرم و الغطاء الشرعي لجرائمه ضد الشعب الفلسطيني !

الغرابة العجيبة المُخزية بالإضافة إلى الخيانة و العار سنجدها أيضا في حيثيات التصويت المؤلم حيث تُشير التسريبات إلى أن بضعة دول عربية "جرباء" خلافا لتركيا أردوغان راعية الخلافة الإسلامية في عيون البُلهاء قد صوتت لصالح إسرائيل التي تقتل الأطفال و تنهب الأرض و تدمر الحياة و تسفك الدماء البريئة من أبناء فلسطين السليبة !

الخزي و العار الأكبر يُغلف أولئك الخونة من رؤوسهم حتى أخمص أقدامهم لأنهم صوتوا لصالح القاتل الهمجي البربري الاسرائيلي لينال تلك المكانة الدولية من جهة ، و ليتم تشريع و مؤازرة إسرائيل لارتكاب جرائمها الدموية الوحشية  ضد أطفال و أبناء الشعب الفلسطيني تحت حجة مكافحة الارهاب !

"لا يوجد دخان بدون نار" لذلك ولمن يدافع عن تلك الدول الساقطة في الأوحال السوداء أوكد له خلافاً لتلك التسريبات بأن الجميع يعلم مدى العلاقة المُتقاربة التي تجمع دولة اسرائيل العنصرية مع بعض "العربان المستعربة" ،و ما التطور التجاري الرهيب بينهما المصحوب بافتتاح مكاتب تجارية للكيان المسخ على أرض تلك الدول الخيانية إلا تأكيدا على وجود تلك العلاقة الحرام بينهما ، ناهيك عن الزيارات المتعددة للوفود الاسرائيلية المختلفة لتك الدول ، بالإضافة إلى تبجح قادة إسرائيل بوجود تلك العلاقة الحرام دون أن يجرؤ أحدٌ من أولئك العربان الجرباء لنفيها ، وغير ذلك من الأدلة يوجد الكثير ما يؤكد تلك العلاقة الحرام !

أما العلاقة التي تجمع بين اسرائيل العنصرية و تركيا "أردوغان" فحدث و لا حرج وهي لا تخفى على أحد بالمُطلق ، و ما التفاخر الحالي بالصداقة و الاعلان عن قرب التوصل للتطبيع الكامل بين البلدين لإقامة علاقات وطيدة بينهما إلا دليلا على صحة تلك الخيانة و العار !

و لمن يلهث خلف السلطان أردوغان أخبره بأن الأيام القليلة القادمة ستُخبرك بما لم تُزود من أنباء الخيانة و العار التركي لذلك السلطان ، ستُخبركم أيها البُلهاء اللاهثون بأن سلطانكم و خليفتكم "أردوغان" يستخدمكم مطيةً لتحقيق أحلامه في المنطقة !

أغرب من الخيال أن بعض العربان الجرباء أو ما يُسمى بالدول العربية بمعية تركيا التي يتزعمها السلطان و خليفة الإخوان "أردوغان" الخائن للإسلام قد قاموا بالتصويت لصالح الكيان المسخ ،وكأنهم بذلك التصويت يقدمون الولاء و الطاعة للكيان العنصري المسخ من جهة بينما يناصبون العداء المصحوب بحقدهم الأسود الدفين لفلسطين العربية العروبية الاسلامية من جهة أخرى !

وكأن أولئك العربان المستعربة بمعية دجّالهم الأكبر "أردوغان" يوافقون تماما على استباحة المقدسات الاسلامية و المسيحية على حدٍ سواء ، كما يباركون دولة الأبارتهايد العنصرية "إسرائيل" الوحشية لاستباحة دماء أطفال فلسطين و إعدامهم أمام عيون العالم دونما أدنى ذنب سوى مُطالبتهم بالحرية و الحياة بسلام على أرض السلام !

" ما حك جلدك إلا ظفرك " لذلك لكِ الله يا فلسطين ثم الله ثم عزائم أبنائك الوطنيين الأحرار و كل شعوب العالم العاشقة للحرية و السلام ، لذلك و بعد تلك المهزلة الدولية "العار" فإنه يجب علينا كفلسطينيين بجميع ألواننا الوطنية أن نعتبر جيدا من تلك الكارثة بوجوب تحقيق الوحدة الوطنية بين شطري الوطن ، و لملمة شعتنا و التعالي على الجراح لتغليب مصلحة فلسطين أولا و أخيرا بعيدا عن معايير الربح و الخسارة للمحاصصة اللعينة .

كما يجب علينا الذهاب بعيدا من خلال التفعيل الحقيقي على الأرض لمكتسبات دولة فلسطين لتقديم قادة الاحتلال المجرمين و محاسبتهم و فضح جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية .

لذلك يجب تقديم المجرمين الصهاينة لتلك المحكمة ليعلم العالم من هو المُجرم الحقيقي الراعي للإرهاب الدولي ، كما يجب علينا ألا ندفن رؤوسنا كالنعام من أجل الحفاظ على خاطر دولة فلان أو علتان وفقا لسياسة "جبر الخواطر" الغير مُجدية مع أولئك الخونة ، كما يجب عدم السكوت بالعمل على تعرية تلك الدول العميلة للصهيونية و فضحها أمام الشعوب العربية و الإسلامية عموما و أمام الشعب الفلسطيني خصوصا حتى تعرف تلك الشعوب ماذا يفعل حكامها الأنجاس !

"النصر بأيدينا لا بأيديهم " إن القاصي و الداني يعلم علم اليقين بأن تحقيق النصر و الحرية و الاستقلال لدولة فلسطين الحبيبة سيتم فقط بأيدينا لا بأيديهم ، لذلك إن تحقيق الوحــدة الحقيقية هي أولى بشائر النصر ولذلك فلنتوحد أيها القوم و كفانا ما نحن فيه من ذل و هوان ، كفانا تشرذما و انقساما و لتتوحـدوا من أجل فلسطين و مقدساتها التي تناديكم كل صباح و مساء بتحقيق الوحدة و تحريرها من دنس الغاصب المحتل ، لذلك فلتتوحـدوا يا أبناء فلسطين و كفاكم شماتة الأعداء الذين يتراقصون فرحا و طربا على استمرار انقسامكم الأسود الملعون !

أخيرا و ليس بأخر فلتعلموا بأن فلسطين والقدس و الشهداء و الأسرى و الجرحى يستحلفونكم بكل ما تؤمنون به أن تتوحــدوا من أجل فلسطين فقط لتغليب مصلحتها العليا على مصالحكم الضيقة النتنة ، ولتتوحدوا جميعا على قلب رجل واحد لنخوض ملحمة الاستقلال الوطني من أجل إنهاء الاحتلال البغيض لإقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024