فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

القانون يجسد مبادئ العدالة والإنصاف - د. حنا عيسى

 

يمكن تعريف العدالة بصفة عامة بأنها "مجموعة المبادئ التي يوحى بها العدل وحكمة التشريع".
 والمفروض نظريا ان يجسد القانون مبادئ العدالة والإنصاف بحيث يكون الجميع كلا واحدا، ولكن الحقيقة هي غير ذلك سواء في مجال القانون الداخلي أو الدولي بحيث من الممكن أن ينفصل القانون عن العدالة ويسير كل منهما بمعزل عن الآخر بسبب اختلاف المصالح التي يحميانها : فالعدالة قيمة مطلقة تحاول الوصول إلى " ما يجب أن يكون " وأما القانون المكتوب فهو "واقعي" يحاول حماية استقرار الحال على ما هي عليه ولو كان ذلك على حساب العدالة أحيانا.
ولذلك نجد أن الأنظمة القانونية حين تأخذ بمبادئ العدالة كمصدر من مصادر أحكامها تستند في ذلك إلى "هيئات قضائية خاصة".
 
ففي النظام الإسلامي نجد ولاية المظالم التي تنظر في القضايا التي تنتهك مبادئ العدالة مستقلة عن ولاية القضاء الإسلامي العادي، وفي النظام الإنجليزي نجد المحاكم التي تقضي استنادا إلى مبادئ "العدالة" مستقلة عن المحاكم (القانون العادي).
 
وفكرة (العدالة) بالرغم من أنها تستند إلى (مبادئ القانون الطبيعي) ومبادئ التفكير السليم وحب الحق كقيمة جمالية عليا، فانه لا يمكننا أن ننكر صفتها النسبية وتغير مفاهيمها بتغير الزمان والمكان لذا فان معظم قرارات محكمة العدل الدولية ومن قبلة نظام محكمة العدل الدولية الدائمة لم يجيزا الأخذ بمبادئ العدالة والإنصاف كمصدر لإسناد الأحكام إلا إذا وافق جميع أطراف النزاع صراحة على ذلك.
 
ويرى الفقيه الفرنسي شارل روسو في هذا المجال أن مبادئ العدالة والإنصاف يمكن أن تلعب دورا ثلاثيا عند استخدامها من قبل المحكمة وذلك بأن تقوم بواحدة من الوظائف التالية:
 
1.  وظيفة مخففة: حيث تخفف مبادئ العدالة من صلابة القواعد القانونية الوضعية الواجبة التطبيق وشدتها ويتم ذلك حين تضر هذه القواعد بقسوة بمصلحة احد أطراف النزاع أي إن مبادئ العدالة والإنصاف تساعد هنا القاضي على إعطاء حكم أدنى من الحكم الذي يعطيه القانون العادي واخف منه ، وهذا ما يعبر عنه باللاتينية ( ما تحت القانون).
 
2.  وظيفة متممة أو مكملة: وذلك بان تكمل هذه المبادئ نقصا معينا أو تسد ثغرة في القانون استنادا إلى مبادئ العدالة والإنصاف وهكذا يلعب القاضي في هذه الحالة الدور الذي يلعبه القاضي الروماني ولذلك يقال لهذه الحالة باللاتينية ( قانون البريتور ).
 
3.  وظيفة تصحيحية: وذلك حين يرى القاضي بان تطبيقه للقانون ينتج عنه ظلم فادح لأحد أطراف النزاع فيضرب صفحا عن القواعد القانونية الوضعية ويستعيض عنها بقاعدة مستقاة من (مبادئ العدالة والإنصاف ) قد تكون معاكسة تمام للقاعدة القانونية الوضعية التي كان عليه تطبيقها لولا تفويضه من قبل أطراف النزاع بالحكم استنادا لمبادئ العدالة والإنصاف ولذلك يقال لهذه الحالة باللاتينية ( ضد القانون).
 
وهكذا نرى أن القاضي الدولي حين يقوم بتطبيق قواعد العدالة والإنصاف لا يقتصر دوره على مجرد تطبيق القانون وإنما يمتد لكي يشمل : تعديل ومراجعة القانون لكي يصبح أكثر إحقاقا للإنصاف والعدالة، وكثيرا ما يأخذ المعطيات الواقعية لا القانونية فقط بعين الاعتبار في هذا المجال بحيث يكون عمله قانونيا - سياسيا معا وليس مجرد عمل قانوني محصن كما هو الحال في القانون الداخلي .
 
ومن المناسب أخيرا أن نذكر أن محكمة العدل الدولية الدائمة العدالة والإنصاف في عدة قضايا أهمها قضية ( شركة الملاحة النرويجية ) عام 1922م .
كما طبقت محكمة العدل الدولية الحالية هذه المبادئ في قضية ( المصائد) عام 1974م بين انجلترا وأيسلندة حيث تجاهلت تطبيق هذه القاعدة القانونية التي تحكم النزاع أصلا وطلبت من الطرفين المتنازعين " التفاوض بشان حفظ الثروات البحرية موضوع النزاع واستثمارها بشكل عادل".
ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024