الأحمد يهنئ فهد سليمان بانتخابه أميناً عاماً لـ"الجبهة الديمقراطية" ونجاح المؤتمر الثامن    فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع  

200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع

الآن

الحقيقة الفلسطينية تلاحق الهروب الإسرائيلي

يحيى رباح
مئة وعشرون عاما، مرت على انعقاد المؤتمر اليهودي الأول في مدينة بازل في سويسرا عام 1897، حين نجح ثيودور هرتزل في الانتقال من رحلة الحنين اليهودي، ومرحلة اليهودي التائه الى مرحلة الإنجاز السياسي، أي جعل هذا الحنين وذلك التيه يتحول الى مرحلة الإنجاز السياسي، أي جعل هذا الحنين وذلك التيه يتحول الى عمل سياسي، أي برامج وخطط قابلة للتنفيذ على الأرض، فتم اختيار فلسطين من بين خيارات كثيرة، وتم اختيار أعتى الموجات الاستعمارية في ظل الامبراطورية البريطانية التي جرى من خلالها تشابك المصالح معها الى صدور وعد بلفور الذي هو عدوان، وخيانة للأمانة بكل المعايير، لأن بريطانيا التي لم يكن لها علاقة بفلسطين أعطت لنفسها الحق في ان تعطي فلسطين العامرة بشعبها وأقدم أرض أشرق عليها تاريخ الانسان، لليهود الذين مثلتهم الحركة الصهيونية في ذلك الوقت ليبنوا فيها وطنا قوميا لهم، ومنذ صدور ذلك الوعد العار قبل مئة سنة، بذلت بريطانيا كل ما في وسعها لتحقيق ذلك الوعد، فعملت على ان يصدر لها حق الانتداب على فلسطين، واختارت يهوديا بريطانيا من اقطاب الحركة الصهيونية ليكون معتمدها الأول في فلسطين، ومارست كل السياسات اليومية بموجب صك الانتداب لتصنع الكارثة والنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني ابتداء من صدور القرار 181 في العام 1947، ثم طرد الشعب الفلسطيني في عملية كبرى من عمليات التطهير العرقي، احتلال الأرض بتجاوز حتى للقرار 181، وظلت بريطانيا حتى اليوم وفية لخطيئتها الأولى، تكابر وتكابر، رغم انها هبطت من عرش الامبراطورية العظمى وتعاني الآن من تبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي ومن خطر تصاعد المطالب الانفصالية في داخلها، ولكن الخطيئة مستمرة، والعناد مستمر حتى يومنا هذا.

قوة الاعتراض البطولية عبر ذلك الزمن كله مثلتها الوطنية الفلسطينية، التي نجحت في خلق إطارات وطنية وساسية فاعلة، تشكل أوعية قوية للنضال مثل منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني والثورة الفلسطينية المعاصرة وأشكال التجلي الأخرى مثل الفيدراليات الفلسطينية بالعالم التي عقد مؤتمرها الأخير في نيكاراغوا قبل أيام في أجواء مشعة بالأمل بعد ان وقعت فتح وحماس في القاهرة مؤخرا على اتفاق لتنفيذ آليات المصالحة والوحدة، وبدأ زخم الخطوات المتحققة التي ستصعد الى ذروة أخرى في الحادي والعشرين من تشرين الثاني المقبل بتوقيع كل الفصائل والقوى على الاتفاق، وهو الأمر الذي يجب ان ينتبه له كل الفلسطينيين في كل مكان، حتى لا تنال منه ردة الفعل الإسرائيلية المجنونة التي قد تجد لها من يتبعونها من الصغار الذين تنوح أصواتهم الباكية على الانقسام الأسود بحيث يكاد يكون واضحا كل الوضوح ان من يعكر طريق المصالحة ولو بكلمة واحدة او بفعل صغير او بنية سيئة، انما يعطي صوته على المكشوف لصالح إسرائيل.

وإسرائيل في هذا الصراع المفتوح تحاول الهروب بأقصى ما تستطيع، وتتنصل من الاتفاقات وتعلن العداء المطلق لقرارات الشرعية الدولية ولمبادئ ونصوص القانون الدولي وتنتج كل معطيات العدوان، وتعبد الاستيطان، وكلما هربت اكثر وتمادت اكثر، تجد ان الحقيقة الفلسطينية تلاحقها وتكتشف انها لم تستطع ان تهرب بعيدا، فالسؤال الفلسطيني يقرع أبواب العالم ويلاحقها في كل منعطف.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024