فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34305 والاصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان    الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من الضفة    الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية    234 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى    مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    قوات الاحتلال تقتحم قرى في محافظة جنين    الخارجية الأميركية: التقارير عن مقابر جماعية في غزة مقلقة    الصحة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة إلى34637 منذ السابع من تشرين الأول    في اليوم الـ200 للعدوان: شهداء وجرحى في قصف على مناطق متفرقة من قطاع غزة    المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال    200 يوم من العدوان: الاحتلال يستهدف شواطئ غزة وسلسلة غارات شمال القطاع    استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا  

استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال في أريحا

الآن

الوفاء للمسيح وأرض العقيدة

موفق مطر

سيسجل التاريخ أن الفلسطينيين المسيحيين، قد بدأوا مسيرتهم لتوطين الكنيسة، أي تحريرها من هيمنة (الكهنوتية السياسية) المتنكرة، وإعادة تنظيم هيكلها بما يضمن مكان الصدارة لأبناء الأرض المقدسة (فلسطين) في إدارة شؤون كنائسهم، ويضمن استمرار العلاقة الطيبة المتينة مع المؤمنين في العالم الذين يحجون الى كنيسة القيامة في القدس، والمهد في بيت لحم، ارتكازا على مبدأ خصوصية الحالة الفلسطينية، حيث الخطر الوجودي المحدق بالمسيحيين الفلسطينيين باعتبارهم العائلة الأولى للسيد المسيح عليه السلام، وخطر التهويد الذي سيأتي بالدور على مقدساتهم بعد الانتهاء من مؤامرة تهويد مقدسات المسلمين، ان لم يكن بالتوازي ولكن ليس بنفس مستوى علنية الحملة على الاقصى، والحرم الابراهيمي على سبيل المثال لا الحصر.

رفض الفلسطينيون المؤمنون (المسيحيون) استخدام الدين في السياسة، أو لتمرير مشاريع سياسية تتعارض مع مبدأ (الدين لله والوطن للجميع)، ووقفوا بالمرصاد لمحاولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي اختراق النسيج الوطني الفلسطيني، وأسقطوا مبدأ السمع والطاعة لأي رجل دين ما دامت افعاله تتعارض وتخالف تعاليم المسيح، وتخالف القانون الوطني أو قد يهبط بها الى حد جريمة الخيانة.

في ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام حسب التقويم الشرقي، أكد الفلسطينيون المسيحيون أنهم لن يسمحوا بخيانته ثانية، وأنهم لن يغفروا ابدا لمن يفتح في عتمة الليل ابواب الأرض المقدسة لـ (اللصوص والغزاة)، وأنهم سينبذون كل من عمل او ساعد أو مهد لجريمة بيع التراب الذي منه كان المسيح عليه السلام، تراب الأرض المقدسة التي سيعود اليها المسيح وينشر فيها السلام.

اسقط المواطنون الفلسطينيون المسيحيون في بيت لحم بالأمس مقولة تبعيتهم لغير وطنهم، واعلوا هيبة عقيدتهم الروحية، ورموا الى القاع صورة من ظن بقدرته على اكل لحم ورثة المسيح في مذبح الكنيسة التي باع سابقه اراضي من أملاكها لدولة الاحتلال، وخلعوا والى الأبد اي مرتبة من القدسية عمن شارك بجريمة بيع أراضيها او أملاكها للمحتلين والمستوطنين العنصريين.

لا نحتاج لبراهين على صدق واخلاص انتماء الفلسطينيين لأرض وطنهم، فأرض الوطن فلسطين المقدسة هي أم كل الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين وسامريين، ومن لديه ذرة شك بذلك عليه الحضور الى ساحة المهد في بيت لحم ليرى بأم عينه كيف يرفض المواطنون المسيحيون كما المواطنون المسلمون المساس بأرض القدس او مقدساتها.

بالأمس لم يرفض الوطنيون الفلسطينيون في بيت لحم استقبال موكب البطريرك اليوناني ثيوفيليوس الثالث بطريرك الروم الارثوذكس وحسب، بل أكدوا أن الوفاء مبدأ ويقين وعقيدة عند المؤمنين المسيحيين، وأن التفريط او التواطؤ، أو السكوت عن بيع أراض فلسطينية للمحتل والمستوطن اليهودي الاسرائيلي خيانة للمسيح، وان الفاعل بمقتضى العقيدة والقانون والقيم والأخلاق، والمبادئ الوطنية لا يحق له تمثيل الروم الأرثوذكس، أو اي مؤمن مسيحي في فلسطين.

الحدث أمس في ساحة المهد هو الوجه الآخر لانتفاضة الفلسطينيين انتصارا لمقدساتهم، لانتمائهم الوطني، فالمقدس هو روح العقيدة الوطنية، وأرض الوطن هي روح الايمان والعقيدة، فهنا على ارض هذه البلاد المقدسة كان مهد المسيح عيسىى ابن مريم عليه السلام، رسول السلام والمحبة والوفاء والافتداء في بيت لحم، ومن هنا ايضا في القدس كانت قيامته الاعجازية،، وبمكان لصيق تقريبا هنا ايضا على ارض القدس كانت اولى القبلتين، وثالث المسجدين، ومسرى الرسول محمد بن عبد الله (ص) رسول المحبة والسلام والوفاء، فالأرض هي وطن العقيدة والايمان، والوطن هو الأرض والانسان والعقيدة.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024