"الأونروا": ارتفاع عدد النازحين من رفح إلى 450 ألفا خلال التسعة أيام    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة    مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى ويرفعون علم الاحتلال في باحاته    الاحتلال يغلق المدخل الغربي للمغير شرق رام الله    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 35173 والاصابات إلى 79061 منذ بدء العدوان    بوليفيا تدعو سلطات الاحتلال إلى إجراء "تحقيق شفاف" في اعتداءات المستعمرين المتواصلة بحق شعبنا وضرورة محاسبتهم    المعتقل محمد عارضة من عرابة جنوب جنين يدخل عامه الـ23 في الأسر    إدارة جامعة "UW" في ولاية "ويسكونسن" الأميركية تستجيب لمطالب الطلبة المؤيدة لشعبنا    الاعتداء الثالث خلال أسبوع: مستعمرون يضرمون النار بمقر "الأونروا" في القدس    14 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 35.091 شهيدا و78.827 مصابا    فتوح يدين تصريحات السيناتور غراهام بشأن غزة    "فتح" تثمن دور الصين في رعاية الحوار الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطني    مستعمرون يمنعون مرور شاحنات مساعدات من الضفة إلى غزة    الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع  

الاحتلال يوسع توغله برفح ويكثف غاراته شمالي القطاع

الآن

هذا العداء الأعمى له ثمن باهظ

بقلم: يحيى رباح
أميركا ترامب تعج بالغرائبيات الشاذة، من بينها أن صهيونيا بمرتبة سفير لأميركا في إسرائيل وهو ديفيد فريدمان، يعتبر أحد أبرز نشطاء الاستيطان الإسرائيلي، وداعما مميزا للمستوطنين لصوص الأرض، وداعما لمنظمات الإرهاب اليهودي، بل ويرأس أحد هذه المنظمات بعلم الإدارة الأميركية التي يقف على رأسها دونالد ترامب، والامر يبدو عاديا لأن الأميركي المتصهين الرئيس دونالد ترامب، هو بمرتبة أعلى من فريدمان، لكنه يمارس نفس ممارساته، فيفقد أميركا مصداقيتها، ويخلعها من دور الوسيط الذي كانت تتباهى به، وتحرص على الاستئثار به، ولكنها اليوم مطرودة منه على يد الشرعية الفلسطينية التي تخوض على رأس شعبها واحدة من أعظم معارك التاريخ، حيث العالم كله يقف ضد الخطوات الهوجاء التي أقدمت عليها أميركا ترمب، حيث أبرز التفسيرات لخطوات ترامب المعادية والمجنونة، أن الرجل تسلل عمدا من بوابة القضية الفلسطينية وهي القضية الأقدم والأعقد، أقدم متعمدا على تجاهل القانون الدولي، والشرعية الدولية لنمط جديد في إدارة وضبط العلاقات الدولية من طرف واحد، وكان يراهن على أن هذه المعادلة الجديدة التي بصدد فرضها على العالم إن نجحت في فضاءات القضية الفلسطينية فإنها ستنجح في الفضاءات الأخرى، ويكون هو البطل الذي يقول إن اميركا أولا، وأن أميركا فوق الجميع، وقد شجعه على هذه القفزات المجنونة حلفاؤه والمتحكمون بعقله، الذين جاءوا به إلى البيت الأبيض، غير أن المفاجأة الصادمة له أن الشعب الفلسطيني بقيادته الشرعية، كان أكثر وعيا، وأن القضية الفلسطينية أكثر عمقا، وأن المنطقة بوجه عام تعاني من احتقان كبير نتيجة هذا النمط من التفكير السطحي الاستفزازي، إن العالم لم يعد كما كان، فالدول بصفة عامة سواء كانت كبرى أو إقليمية ذات وزن أو حتى دولاً عادية، لديها مصالح ولديها رؤي، ولديها أهداف، ولا يمكن أن تنقاد هكذا لرجل يعاني من سطوة الأوهام التي خلقها في ذهنه أنصار المسيحية المتصهينة في الولايات المتحدة التي تخضع منذ مجيء ترامب الى تجارب فاشلة ولها مآلات دراماتيكية، فترامب  تسيطر عليه معادلات افتراضية، بأن العالم سيخضع له، وإنه سيستطيع أن يفرض رؤى أحادية على الجميع من دون أية مقاومة، وأن ما يخرج به عقل ترامب المضطرب المحشو بالخرافات التوراتية سرعان ما يخضع له العالم، هكذا تصور حين فكر في هذه القفزة المجنونة بإعلان القدس عاصمة إسرائيل، وحين تحدث عن صفقة القرن، وهي صفقة موهومة لا وجود لها إلا في عقله الاهوج، وحين انسحب من الاتفاق النووي مع إيران متجاهلا حلفاءه الأقربين، وحين ظن أن زعيم كوريا الشمالية جاء إليه زاحفا دون استقراء المشهد الأكثر تعقيداً. 
إن الفاسد الأكبر بنيامين نتنياهو والمضطرب الأكبر دونالد ترامب، وجودهما ضروري في هذه المرحلة، للتأكيد عى أن وضع الشعب الإسرائيلي ووضع الشعب الأميركي المستسلم لشذوذهما يثير كثيرا من التساؤلات حول ادعاءات كثيرة، وهذه الادعاءات  تتساقط في ظل وجود الحليفين نتنياهو وترامب، ولعل المآزق تتلاحق، والانكشافات تزيد، إن ما بني على الوهم، والظلم والعدوان مآله الكارثة.
Yhya_rabahpress@yahoo.com

 

 

kh

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024