بوريل: لا مكان آمن في قطاع غزة ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى    ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34789 شهيدا و78204 اصابات    الاحتلال يعتقل 22 مواطنا من الضفة بينهم طفل جريح    الحراك الطلابي يتسع.. انضمام جامعات جديدة في العالم دعما لفلسطين    21 شهيدا وعشرات الاصابات في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة غالبيتهم من رفح    الاحتلال يحتل معبر رفح ويوقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى قطاع غزة    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    في اليوم الـ214 من العدوان: شهداء وجرحى في سلسلة غارات عنيفة على رفح وغزة وجباليا    الهلال: الاحتلال يحاصر مجموعة من المتطوعين داخل منزل في مخيم طولكرم    الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات    الاحتلال يطالب المواطنين بإخلاء رفح جنوب القطاع    "جوال" تعلن عن وجود خلل عام يؤثر على خدمات الاتصال الخلوي    خريجون يرفعون العلم والكوفية الفلسطينية أثناء حفلات التخرج في الجامعات الأميركية    الاحتلال يهدم طابقا من منزل ومنشأة تجارية في رأس كركر شمال غرب رام الله    في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح  

في اليوم الـ 213 من العدوان: استشهاد 22 مواطنا بينهم 8 أطفال إثر غارات للاحتلال استهدفت 11 منزلا في رفح

الآن

صفقة ترامب .. لإنقاذ مشروع حماس الانفصالي

موفق مطر

الادارة الأميركية، وحكومة الاحتلال، ومعهم الحريصون على بقاء حماس ومزودوها التقليديون ماليا، سيحاولون عبر مشروع دعم غزة الالتفاف على قراراتهم وقوانينهم التي نظموها لمنع وصول المال الى حماس وكلنا نذكر الحصار المالي على السلطة الوطنية بعد تسلم حماس رئاسة الحكومة العاشرة بعد الانتخابات التشريعية عام 2006، فالولايات المتحدة الأميركية، وحكومة دولة الاحتلال (اسرائيل) تحاولان اليوم وصل شرايين الموارد المالية الى حماس، ولكن بصيغة (شركة دولية)!! والسؤال هنا ما الذي تغير؟!
الذي تغير هو ان الرئيس ابو مازن رفض الخضوع (للصفقة) ورد بقوة صادمة غير متوقعة، وان منظمة التحرير الفلسطينية استطاعت تجديد تمثيلها للشعب الفلسطيني، وتأكيد تمسك قيادتها بالثوابت، فكان لابد من استقطاب حماس بحكم حاجتها الملحة والعاجلة  للبقاء، ولحاجتهم الى حماس باعتبارها القوة الضامنة لاستمرار الانفصال الجغرافي والسياسي  الفلسطيني، ما يمنع الوطنيين الفلسطينيين من استعادة عافية مشروعهم الوطني.
لا نبالغ اذا طالبنا الوطنيين باليقظة والحذر، والانتباه، وحساب خطواتهم في الشارع الفلسطيني بدقة، والامتناع عن التهور والولوج في منافذ لا مخارج لها الا على  الطريق السريع للمشروع الأميركي الاسرائيلي، وعلينا جميعا التركيز على ادارة معركة سياسية مزدوجة باتجاهين، الأول: اسقاط مشروع انفصال غزة، عبر اسقاط انقلاب حماس  باعتباره اساس مصائب وآلام ومعاناة مليوني فلسطيني في قطاع غزة، فتسقط بالتوالي مؤامرة ترامب – نتنياهو  الهادفة لتحويلنا الى مجرد ملايين، مساكين، مرضى وجائعين، فقراء للخبز والدواء والماء !!. 
يجب ان نبحث عن أسباب توجه ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستغلال انقلاب حماس والمآىسي التي جلبتها لمليوني فلسطيني منذ سيطرتها بقوة السلاح على قطاع غزة، لتمرير اعلانه عن حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني تحت عنوان (صفقة القرن).
وكيف وجدت ادارة ترامب مبتغاها، حينما استدار مستشارو البيت الأبيض وراحوا يبحثون عن مخرج بعدما واجههم رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية الرئيس ابو مازن بموقف وطني فلسطيني غير مسبوق، فأدرك ترامب – بعد تلقيه الصفعة السياسية من الرئيس الفلسطيني- استحالة انتزاع تنازلات منه عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، فوجدوا ضالتهم في قيادة حماس الانقلابية الذين برعوا في تحويل قضية تحرر الفلسطينيين وحقهم في انجاز استقلالهم الوطني، بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية الى مجرد قضية احتياجات انسانية، ومشاكل حياتية يومية!.
الغريب العجيب مما يحدث في هذه الأيام أن المجرم يجتهد لاظهار الرأفة والرحمة على الضحية، فاسرائيل القوة القائمة بالاحتلال والحصار والعدوان والحروب على غزة  والضفة الفلسطينية والقدس، تسوق افكارا ومشاريع لتحسين الأوضاع المعيشية  للفلسطينيين في قطاع غزة حيث تبلغ المعاناة ذروتها، وتشاركها في ذلك ادارة ترامب التي تطرح اغراءات مالية بسخاء، فيبدو الأمر للعالم كمشروع انقاذ للفلسطينيين وانتشالهم من قلب كارثة انسانية، فيما الهدف الحقيقي هو انقاذ حماس من ازمتها المالية، لتمكينها من العناد والمضي بمشروعها الانفصالي.
علينا الحذر ممن يحاولون ثقب قاع السفينة الفلسطينية بحجة حقهم القانوني فيها!! فمن يسعى لنيل وسام الشجاعة والبطولة فليحاول نيل شرف الوقوف بوجه الانقلابيين، فاللحظات التاريخية التي تمر بها قضيتنا لاتحتمل اللف والدوران، ولا المواقف الهلامية، ولن ينفع التكسب على مصلحة الوطن، فالسفينة التي يتلهى (المراهقون  السياسيون) بخرق قاعها ستغرق حتما عندما تقع في قلب الاعصار.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024