مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

حدث في باب الأسْباط- المتوكل طه

فضاء الملحمة

يداه المُجرّحتان، والخِرقة التي يلفُّ بها جسده الورديّ، وشَعره المسبول المُجعّد قليلاً، وقامتُه الفارعةُ السُّنبليّة، وتواضع جلسته على حجارة المعصرة، والتلاميذ من حوله.. ولا شيء غير أنه نبيٌّ يعظ ويشرحُ، ويكاد اليمامُ أن يفرد أجنحته ليقعَ الكلامُ الرسوليّ على الرّيش، كما تقعُ حبّات الماء الصافية، فيطير بها .. ليبشّرَ مَنْ لم يشهدوا حلقات النبيّ، لعلّ الأرضَ تُصادف السلام والطمأنينة والمحبّة.
كان الحقل لجدّته أمّ مريم، وثمّة ثماني زيتونات دهريّات، والحجارة ملساء تشرّبت الزيت المعصور، وبعض العشب الهائش القليل .. لقد كان المشهد طبيعياً رعويّاً لا يشي بما سيحدث من تحوّلات كونيّة، ومن عِبَرٍ ستقشعرّ منها المعادن.
كان يعرف أن المائدة ستهبط من السماء، وأن يهوذا سيخونه بثلاثين رنّانة نجسة، وسيُنْكره تلميذه المُحبّ، وسيكون عَرقُه دماً مخثّراً .. وسيصعدون به إلى الجُلجلة.
كان بُستان جدّته مهيّئاً ليكون غير كنيسة وقبر مُقدّس، ولم يكن في بال البنّائين أن كنيسة المِعصرة "الجتسمانية" هي وسادة الجموع الذين حلّوا على التلّة المُقابلة، صعوداً إلى باب الأسباط الذي ينفتح ليستقبل الشمس كلّ شروق.
والصعودُ طريقٌ قد يتعدّى العشرين ذراعاً، على يمينه المقبرة اليوسفيّة وعلى يساره مقبرة باب الرّحمة، التي يغفو فيهما الصحابةُ الأحياء، ويتزاحم في قلبيهما الشهداء الأبرار.  ويبدو واضحاً أن هذا المكان قد كتب اللهُ تعالى بيده تاريخَه الجليل، إذ أَسْكَنَ فيه أولياءه وصحابةَ حبيبه والذين صدَقوا ما عاهدوه عليه.
يعدّ "باب الأسباط" من أهم أبواب المسجد الأقصى، وظل المدخل الرئيسي إلى المسجد على مدى العصور، وأصبح ساحة لاعتصام الفلسطينيين الرافضين لإغلاق المسجد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والبوابات الإلكترونية التي وضعتها في 21 يوليو/تموز 2017 . 

وقد تحوّل باب الأسباط إلى ميدان رئيسي لاعتصام الفلسطينيين في القدس، احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية بحقّ المسجد الأقصى، خاصة إغلاقه ومنع الصلاة فيه، ووضع بوابات إلكترونية على أبوابه، وهي الإجراءات التي اضطر الاحتلال لاحقا إلى إزالتها.
وخلال أيام الرباط لأهالي القدس على أبواب المسجد الأقصى المبارك رفضاً لدخولهم إليه عبر بوابات الاحتلال الإلكترونية، كان اسم باب الأسباط هو عنوان هذا الرفض، حيث الصلاة الجماعية التي وصلت إلى قرابة سبعة آلاف على أبوابه، واستفزاز الاحتلال للمرابطين والمُصلّين عليه، واندلاع المواجهات وإصابة العشرات منهم، والاعتقالات التي طالت عشرات الشبان وإبعادهم عن المكان.

وكانوا هناك !

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024