مسؤولة أممية: شمال قطاع غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوبه    انتشال جثمان شهيد ثانٍ من تحت ركام المنزل الذي هدمه الاحتلال في دير الغصون شمال طولكرم    مستعمرون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 34,654 والاصابات إلى 77,908 منذ بدء العدوان    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال المحكمة الجنائية والتهديدات ضدها غير مقبول    الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء الشعائر الدينية بـ"سبت النور"    طلاب في جامعة "برينستون" الأميركية يضربون عن الطعام تضامنا مع غزة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا الأسبوع الجاري بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة    مع دخول العدوان يومه الـ211: الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة مخلّفا عشرات الشهداء والجرحى    الحراك الطلابي التضامني مع قطاع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    الاحتلال يشرع بهدم المنزل المحاصر في دير الغصون شمال طولكرم    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    انتشال جثامين 7 شهداء من مدينة خان يونس    قوات الاحتلال تحاصر منزلا في بلدة دير الغصون شمال طولكرم    دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم  

دويكات: الأجهزة الأمنية تعاملت مع شخص أطلق النار على دورية للأمن في طولكرم

الآن

الـ "لا" الفلسطينية أعمق.. توهم الفاشلون

 يحيى رباح
بعد أن سقطت صفقة القرن، ويتخوف أصحابها من التداول بشأنها على أي مستوى، خوفا من الأضرار التي يمكن أن تلحق بهم نتيجة هذا التداول، خاصة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقبل على اختبارات لن تكون سهلة في الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني المقبل، وقد ثبت له بشكل لا يمكن تجاهله أن التقديرات التي قدمت له لتوريطه في صفقة القرن التي ماتت في مهدها، كانت تقديرات خاطئة بالكامل، رفضها التناسق الدولي في مجلس الأمن، وفي الأمم المتحدة، وفي العالم أجمع، وان الـ "لا" الفلسطينية ضد هذه الصفقة الغبية التي تتجاهل القانون الدولي، وتتجاهل الشرعية الدولية، وتتجاهل المعايير التي يتبناها المجتمع الدولي لإدارة شؤون العالم، أجبرت دونالد ترامب على فتح ملفات معقدة في آن واحد دون أن ينجح في إغلاق أي منها بنجاعة، وأنه لم يحيد صغيرا، ولا كبيرا من الإضراب، مثل دب ضخم يهاجم الحديقة دون تبصر كاف، فتحولت الـ "لا" الفلسطينية التي أعلنتها الشرعية الفلسطينية بمزيد من التبصر والحكمة والوعي إلى لا عالمية. تشمل كل الملفات المفتوحة، سواء الملف النووي الإيراني، أو ملف الحرب التجارية، أو ملف كوريا الشمالية، أو ملف تقليص الدور الأميركي في سوريا، أو ملف الاندفاع الأعمق نحو المعنويات التي رفضتها روسيا بالكامل، ورفضتها تركيا بتحد وعناد، وبلا شك فإن إسرائيل نتنياهو كانت شريكة بالكامل في تلك التقديرات الخاطئة التي شجعت دونالد ترامب على الاندفاع بجنون في هذه الملفات، واضعا العربة أمام الحصان، ومتجاهلا نصائح الآخرين، بل إن كل من نصحه بالتعقل اتهمه بالعداء، روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي، تركيا الشريك المهم في حلف ناتو، كوريا الشمالية التي اعتقد أنها لقمة سائغة فإذا بها لقمة الزقوم.
ونحن نتوقع أن نسمع قريبا تلاوم حاد بين أميركا ترامب وإسرائيل نتنياهو، أحدهما خدع الآخر أكثر في صفقة القرن وفي قانون القومية الذي أعاد إلى ميدان رابين في تل أبيب ألقه الرائع في صنع السياسة الإسرائيلية التي احتكرها نتنياهو بتحالفه الذي اختاره بيده على مقاسه، فأوصل هذا التحالف إلى الفشل وبداية الخطر، ثقتنا بأنفسنا عالية رغم كل الصعوبات، فلقد سقطت كل التسريبات الإسرائيلية الكاذبة حول الموقف العربي الذي رفض بالمطلق صفقة القرن، السبب في ذلك أنها سقطت وماتت في المهد، وتحركات صهر الرئيس ترامب، جارد كوشنر، ومستشاره غرينبلات في المنطقة لم تتجاوز حدود كوميديا الأطفال، وثبت أنهما ليس أكثر من طفلين يفرحان بالأوهام.
لكل ذلك، فقول إن حماس توجد الان في مفترق طرق دقيق جدا وخطير جدا، فإما أن تذهب إلى تراث الإخوان المسلمين من العناد الغبي، وتخرج من اللعبة كاملة، وإما أن تذهب إلى الأولويات الفلسطينية التي تتضمن المصالحة الصادقة، والشركة الفعلية، والنظام السياسي الواحد، والقانون الفلسطيني الواحد، واعتقد أن القراءة الصادقة والشجاعة تفرض على حماس أن تذهب إلى الخيار الفلسطيني، خيار الشرعية الفلسطينية حيث لا وجود حقيقيا لخيار آخر، وهذا يتطلب منها أن تقوم بحظر كامل على جوقة الضجيج التي لا تجيد العزف إلا للأوهام.
الـ "لا" الفلسطينية أصبحت لا عربية وإسلامية ودولية بإيقاعات متعددة، وهذا يعمق العمل بأعلى درجات الوعي، لأننا أصحاب القضية وأهل الحق وأصحاب النضال المتميز الطويل، وكل نذرنا أنفسنا له موعود بالانتصار.

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024